هذا التعبير الطريف استمعت إليه من أحد مذيعي ال(بي.بي.سي) وهو يعلق على الشغف الشديد للأزواج بكأس العالم. هذا صحيح فمعظم الأزواج في هذا الشهر يعتزلون زوجاتهم وأطفالهم وكل إلتزاماتهم الاجتماعية ولا تبقى سوى الكرة وأخبار المونديال. إحدى الزوجات في ذلك البرنامج الاذاعي قالت إن زوجها في شهر المونديال هذا لا تغلق عيناه إلا بفنائل اللاعبين وكروت الحكام الصفراء والحمراء وركلات الجزاء الصائبة والخائبة... وأضافت انها باتت توطن نفسها طوال هذا الشهر على تعليق كافة برامج الزيارات الاجتماعية والإلتزامات العائلية إلى ما بعد انقضاء المونديال. وسيدة أخرى قالت إن زوجها يفرض الأحكام العرفية في البيت ويصادر (الريموت) لصالحه طوال الشهر، فهم لا يزوروا ولا يزاروا... وأضافت ضاحكة انه وفي أوائل أيام المونديال زارتها زميلتها في العمل مع عريسها، والذي تصادف انه من دون معظم الرجال غير مهتم بالكرة، فلاحظت بكرم زوجها المونديالي وفتور استقباله للضيفين بسبب أن زيارتهم تزامنت مع مباراة كان يترقبها في التلفزيون. ومضت تقول ان كان هذا هو الحال في أول المباريات فمما لا شك فيه أن زوجها كان سيطرد الضيفين لو جاءوه في المباراة النهائية!! وهنا في السودان الحال لا يختلف كثيراً إن لم تكن أشد شغفاً وعشقاً، فالسودانيون أراهم أكثر شعوب المنطقة عشقاً للكرة رغم اننا لا نملك كرة ولا يحزنون... وفي المباريات الفاترة والباهتة التي تجري في دول الخليج يعمد الاتحاد الرياضي هناك إلى فتح أبواب الدخول بالمجان حتى يرفع الجمهور من حرارة تلك المباريات الماسخة، وفي معظم الأحيان يكون معظم هذا الجمهور من أهلنا في السودان حتى وإن كانت المباراة بين فيتنام والنيبال!! ما أكثر أرامل كأس العالم بين نساء السودان، فعلى الرغم من أننا لا نملك فريقاً في هذا المونديال وليس من المؤمل أن نكون هناك ولو بعد مائة عام، إلا أن من بين جمهورنا من هم برازيليون أكثر من بيليه، وأسبانيون أكثر من الجنرال فرانكو، وغانيون أكثر من كوامي نكروما... وحتى اليابانيون والهولنديون والأرجوانيون أصبحت لهم قبائل كروية من أهل السودان تناصرهم وتؤازرهم. أحد أصدقائنا من فقهاء الكرة أفتى بأن شهر كأس العالم هذا يمثل حالة طلاق رجعي... رجعي بمعنى انه يمكن للزوج أن يراجع زوجته دون مهر وعقد جديدين، ولكن بعد المونديال وليس قبل نهايته بأية حالٍ من الأحوال!