حتي وقت قريب لم يكن منظر عربات الكارو الناقلة لمياه الشرب مألوفا لدي مواطني حي المايقوما بالحاج يوسف وذلك لان مياه الشرب كانت من الخدمات المتوفرة بالحي العريق ،الا أن الأيام الماضية حملت في جوفها معاناة كبيرة وغير مسبوقة تمثلت في أزمة المياه الحادة وهو الأمر الذي فتح المجال للأطفال والشباب لرؤية عربات الكارو وهي تطوف مربعات المايقوما لبيع المياه، وحتي أمس بلغ سعر البرميل 20 جنيها رغم أن النيل علي مرمي حجر من الحي العريق ،وذلك بسبب الانقطاع شبه الدائم للمياه والتي تأتي لماما في الساعات المتأخرة من الليل عبر الحنفيات ولساعات معدودة وهذا ماجعل كل الأسر تفضل السهر حتي الساعات الأولي من الفجر انتظارا للمياه التي عجزت حتي الموتورات عن توفيرها نهارا . ويقول المواطن عبد الرحمن حسن من مواطني مربع 13 ، ان أزمة مياه الشرب ظلت عالقة منذ شهر ويزيد دون ان تجد حلا رغم ان الجهات الرسمية في المحلية وهيئة توفير المياه على علم بكل تفاصيل معاناتهم ..أحمد عثمان من مربع 20 كشف عن تأثر الأشجار والحيوانات بأزمة المياه وذلك لان المواطن اضحي يبحث عن قطرة المياه التي يسد بها ظمأه ومنح القليل منها للحيوانات أما الأشجار فقد أصاب الكثير منها الجفاف .. الأزمة طالت حتي دور العبادة ففي مسجد الصحابة بمربع 16 تشكو الأزيار العطش ويجد المصلون صعوبة بالغة في توفير مياه للوضوء ،والأزمة امتدت لقطاع المباني التي توقف العمل في بعضها بداعي عدم وجود المياه وارتفاع أسعارها . ويقول أحد أصحاب المنازل التي يجري العمل في تشييدها بمربع 18 ، ان المياه تكلفه في اليوم مائة جنيه حيث يقوم بشرائها من عربات الكارو وقال ان جاره توقف عن عمليات البناء بسبب المياه التي باتت تحتاج لميزانية كبيرة. وفي جولة «للصحافة» بعدد من مربعات حي المايقوما وقفت علي تفاصيل أزمة المياه التي شملت الأحياء التي تقع بين مربعي 12 و20 شرق وغرب الطريق الرئيسي ،وتتجسد أبرز المشاهد في عدم وجود مياه في كل الأزيار التي تقع علي الطريق الرئيسي والتي داخل الأحياء ،بالأضافة الي تجوال النساء بين المنازل بحثا عن المنزل الذي تتوفر فيه المياه عبر الموتورات ،ويفضل الكثير من الذين يملكون عربات ملء البراميل من الأحياء الأخري ككافوري والجريف وحلة كوكو. مواطن كبير في السن ناشد والي الخرطوم د.عبدالرحمن الخضر بتوجيه أجهزته المختلفة بالولاية والمحلية وهيئة المياه وذلك لحل مشكلة المايقوما التي قال انها تواجه أزمة مياه حادة في الصيف ويقع الضرر علي اهلها شتاء بسبب روائح السايفونات ،وأشار الي ان المواطنين ضاقوا ذرعا بأزمة المياه ومن حقهم التمتع بخدمات كاملة حسبما ينص الدستور.