تَسمع من بعيد صوتاً يُنادي خالتي آسيا "أنا رسلت ليك ولدي أديهو فحم وزيت"، هكذا يتعامل الناس في منطقة سوبا الحلة مع دكان خالتي آسيا مبارك بخيت، التي جاءت منذ أكثر من "17" عاماً إلى سوبا، وتركت خلفها مدينة "الحاج عبد الله" بالجزيرة.. تَرَاهَا دَائماً مُبتسمةً وفي حالة دعاءٍ مُستمرٍ لكل بنات الحي بالزواج، وتتجمّع نساء الحي عندها في دكانها الصغير صباحاً ويتحدّثن عن غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الجُنُوني الذي بَاتَ يحكم السوق وعن أخبار الحي الأخرى. (1) تقول الخالة "آسيا"، إنها منذ أكثر من أربع سنوات تعمل في مهنة التجارة، هكذا بدأت حديثها ل (كوكتيل)، مُوضِّحةً أنّ الأسعار باتت في ارتفاع جُنُوني وكل شيء أصبح "في السماء" والأرباح ضعيفة ما عدا حلويات الأطفال، فإنّها مربحة.. وتشير الخالة آسيا إلى أنّ أسعار الشاي واللبن والسُّكّر والزيت والفحم والدقيق مُرتفعة بشكلٍ ملحوظٍ. (2) وأضافت أنّ زوجها وأبناءها لم يعترضوا عملها في التجارة، بل كانوا دَاعمين لها، إضَافَةً إلى التُّجّار الذين يتعاملون معها مُعاملة حسنةً وطيبةً. بالمُقابل، لا تنتهي حرب الخالة آسيا ضد اللجان بالمنطقة وتقصيرهم في بيئة سوبا الحلة، وأفادت بأنّ كل من ترأس اللجنة الشعبية ب"سوبا الحلة" لا يخافون الله وتتسابق مصالحهم قائمة الأولويات، كَاشفةً أنّهم لا يحسون بمُعاناة إنسان سوبا "المسكين، اليتيم والمريض".. إننا كُنّا نراهم من انتخابات لانتخابات!! (3) الخالة آسيا تَعيش حالةً من الفرح منذ سُقوط النظام البائد ورموزه، وتأمل أن ينصلح حال البلد، وأن يسمح المجلس العسكري بانتقال الحكم إلى المدنيين وتقول: "فترنا من العسكر"، بعدها تقاطرت دمعات الخالة آسيا على الثُّوّار الذين راحوا غَدراً منذ بداية الثورة، إلا أنّ مُرور حفيدها في الدكان جعلها تبتسم.