التاكسي والامجاد...صراع يمتد حتى (المطار)..! الخرطوم: السوداني (معليش مابنقدر ندخل معاك جوه)...هذه العبارة تظل هي القاسم المشترك الاعظم بين كل سائقي سيارات الامجاد حال طلبك لهم بإيصالك لمطار الخرطوم الدولي، وقبل ان تسأل عن السبب، يتكفل سائق الامجاد بسرعة بمنحك الاجابة ويقول لك بلهجة تحمل الكثير من الحسرة: (والله منعونا من الدخول وماعارفين ليه..لكن بتلقى ليك تاكسي يدخلك جوه)..! وتختار انت ان تصمت وتصعد للعربة إزاء ذلك الوعد من سائق الامجاد بتوفر وسيلة اخرى تقلك للداخل، وما أن تصل إلى مدخل المطار حتى تصاب بالدهشة، حيث تتناثر سيارات التاكسي في كل مكان، ويستقبلك سائقوه بالترحاب بل ويحملون لك حقائبك حتى السيارة، وعن هذا يقول (مصعب) سائق أمجاد: (ناس التاكسي ديل بيعملوا ليك أكتر من كدا...الروح ردت ليهم تاني)..وبرغم القليل من الغبن في عبارة (مصعب) إلا ان ذلك لم يمنعنا من سؤال احد سائقي التاكسي واسمه (جاد الله حمد) عن مثل ذلك القرار الذى قضى بإيقاف دخول سيارات الامجاد للمطار، وهل هو قرار سيعيد مملكة التاكسي للبريق من جديد، ليقول بعد أن وضع نظارته الطبية السميكة جانباً: (شوف ياابني...حكاية التاكسي يرجع زي زمان دي مامكن تحصل..لكن مابيموت بالساهل)..ويضيف: (القرار كان فيه الكثير من الانصاف لنا كسائقين قدامى لسيارات التاكسي في العاصمة وكأول شريحة تضع الاساسيات لحركة النقل الخاصة..ونتمنى أن تتواصل مثل تلك القرارات)...ويوافقه في الرأي زميله (بدر الدين) الذى قال إن القرار اعاد للتاكسي (العافية) واضاف: (نحنا لانرضى بقطع رزق احد..ولكن يجب أن يحدث القليل من التوازن والانصاف لنا بعد أن ساءت احوالنا واصبحت مزرية جداً لعدم توفر المشاوير)...وعموماً يبقى الصراع مشتداً على اوجه مابين سيارات الامجاد والتاكسي..ذلك الصراع الذى يتوقع الكثيرون أن يكون اكثر سخونة إذا ماتم فتح معابر الكباري (للركشات).!