أزمة الأدوية.. حلول واقعية تكتسب قضية الأدوية، أهميتها من واقع أنها تتعلق بحياة الناس، ومن هذا الباب تعاملت معها بجدية وظللت أكتب منذ ثلاثة أشهر عن ضرورة انتهاج سياسية واقعية في هذا الملف، وطالبت اكثر من مرة بضرورة إجازة تسعيرة الأدوية المحلية الجديدة. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، تمت إجازة التسعيرة الجديدة للأدوية المصنعة محلياً، وبعيداً عن نسب الزيادة أقول إن التسعيرة الجديدة للأدوية المحلية مناسبة، وفيها فروقات كبيرة مع الأدوية المستوردة، والأسعار تتراوح ما بين 15 الى 150 جنيهاً، وعلى سبيل المثال، حبوب البنادول للصداع والحمى الصندوق فى التسعيرة الجديدة بمبلغ 40 جنيهاً وفي المستورد يبلغ اكثر من 200 جنيه، دواء الحساسية 15 جنيهاً.. مضاد حيوى كبسولات 100 جنيه والمستورد يبلغ 450 جنيهاً، وهنا يبرز السؤال المهم، أين هي الزيادات التى ترهق المواطن في أسعار الأدوية المحلية؟! مدخلات الإنتاج زادت بنسبة 300 في المائة وآخر تسعيرة كانت في العام 2018، الدولار في السوق الموازي كان 47 جنيهاً والآن أصبح 145 جنيهاً. وطبعاً كل المصانع المحلية تشتري الدولار من السوق الموازي. وتشتري كهرباء تجارية والجازولين التجاري ومواد التغليف من السوق وبعد كل ذلك هناك من يحسد المصانع على زيادة جنيهات محدودة لا تسمن ولا تغني من جوع! السؤال المهم الى متى كان يمكن انتظار الدولة لدعم المصانع المحلية وهو الحل الذي حددته بعض الجهات بديلاً عن الزيادة في الأسعار؟ هل من المنطق انتظار دولار قد يتأخّر وقد لا يأتي؟ في قضية تتعلق بصحة الناس وهل المرض ينتظر الدولار؟ وكل الوقائع تشير إلى أن الدولة الآن ليس في استطاعتها دعم صناعة الدواء ولا بدولار واحد! ما تم الآن هو حل واقعي لأزمة الدواء ولا بد من تحية لوزارة الصحة، وتحية لمجلس الأدوية والسموم، وسبق أن انتقدتهم في هذا الملف أكثر من مرة، ولكن من باب الأمانة والموضوعية يجب الآن أن أقول لهم أحسنتم. ولا بد من تحية لغرفة مصنعي الأدوية على صبرهم لمفاوضات طويلة استمرت في هذا الملف وتحملهم لكل النقد الذي وُجِّه لهم وتفكيرهم الإيجابي. الخطوة الثانية، يجب على وزارة الصحة دعم الإمدادات الطبية التي تتقاعد مع مصانع محلية لتوفير الدواء وتقوم بدور مهم في هذا الجانب. الإمدادات هي رأس الرمح في قضية الدواء والاهتمام بها ودعمها وتطويرها يعني تحقيق الوفرة الدوائية. ويجب طرح عطاءات عالمية نزيهة وشفافة في الإمدادات الطبية لتغطية النقص في الأدوية حتى نشهد حلاً نهائياً لملف الأدوية الذي يحتاج إلى قرار سياسي فيما يتصل بقصة العطاء العالمي. سعدت جداً أن ملف الدواء يحقق هذه الفتوحات، وقبل أيام انطلقت عربات توزيع الأدوية في العاصمة والولايات تغزو الصيدليات بعد موسم الجفاف والتصحر وتحقق ذلك،، لأن الأمر استند على حلول واقعية.