السؤال عن تطبيع السودان مع إسرائيل تجاوزه الزمن في تقديري ومن المفترض أن تكون هناك اليوم أسئلة أكثر واقعية وتتمثل في الفوائد المرجوة للسودان من هذه الخطوة بناءا على المواقف الصلبة القديمة والتاريخية للخرطوم نعم لم يعد للسؤال معنى من بعد اتجاه أصحاب القضية في فلسطين لحلول عبر التفاوض انتهت فعليا بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وما تبقى تفاصيل فقط حول عوائد او قل فوائد هذا الاعتراف للفلسطينيين. لم يعد للسؤال معنى بعد إقدام كبريات الدول الإسلامية على الاعتراف بإسرائيل وفي مقدمتها تركيا وباكستان وماليزيا وغيرها وإقامة علاقات استراتيجية معها ولم يعد كذلك للسؤال معنى من بعد تسارع أغنى الدول العربية واكبرها للتطبيع مع إسرائيل ليس للسؤال معنى اللهم الا إن كان هناك سوداني يعتقد أنه صاحب حق في القدس اكثر من العرب ومن اليهود ومن المسلمين أجمعين وأنه المعني دون غيره بتحرير فلسطين من النهر للبحر ! عمليا لم يعد للسؤال عن التطبيع بين السودان وإسرائيل معنى بعد الخطوة الكبيرة التى قام بها الرئيس الفريق اول عبد الفتاح البرهان بلقاء الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتياهو في عنتبي وهو اللقاء الأول المعلن لمسؤول سودانى بمسؤول إسرائيلي وهذا اللقاء يعنى أن اعتراف السودان بإسرائيل قد أصبح واقعا. إن السؤال اليوم يجب ألا يكون هل نطبع مع إسرائيل ام لا ؟ ! بقدر ما أن السؤال المفروض هو ما هي الفائدة المرجوة من هذه الخطوة؟ وما الطرائق الواجبة معها لحفظ حقوق الأشقاء في فلسطين ؟! كان على السودان أن يرجئ مسألة عبور الطيران الإسرائيلي فوق أجوائه وأن يرفض قدوم طائرة وزير الخارجية الأمريكي مباشرة من تل أبيب للخرطوم حتى تكتمل تفاصيل الاتفاق بين السودان وإسرائيل بكامل تفاصيلها الاقتصادية قبل السياسية معلوم أن خطوة السيد رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في إعلامه السيد وزير الخارجية الأمريكية بأن حكومته غير مفوضة بالتطبيع مع إسرائيل هي فصل من فصول الصراع بين المكونين العسكري والمدني في السلطة ولكن يحمد لهذه الخطوة أنها أوقفت إكمال عملية التطبيع دون حسابات الربح الكامل للجانب السوداني في هذا الجانب لن يكون رفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب شرطا مقبولا للسودان حتى يقبل على التطبيع الكامل مع إسرائيل وإنما من المفترض أن يكون المطلوب أكبر من ذلك وأكثر منه بكثير. لقد قالتها الخرطوم من قبل ثلاث لاءات كلفتها الكثير وعندما حانت لحظة القول نعم يجب أن يكون لذلك ثمن كبير يدفعه الآخرون !