حسب وكالة السودان للأنباء (سونا) فقد تم بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي الاتفاق مع جمهورية الصين الشعبية على إقامة مسلخ بمواصفات عالمية، وذلك بمنحة تبلغ قيمتها ما يعادل (76) مليون دولار، للاستفادة من الثروة الحيوانية الهائلة التي ينعم بها السودان، ولتحقيق القيمة المضافة من منتجات اللحوم. جاء ذلك خلال لقاء دكتورة هبة محمد علي أحمد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي المكلف بالسفير الصيني (ما شينمين) والوفد المرافق له بمكتبها يوم الخميس المنصرم. وأكدت الوزيرة على متانة العلاقات الاقتصادية بين السودان والصين الممتدة لعقود، واستعرضت أوجه التعاون المشترك بين البلدين في تنفيذ عدد مقدر من المشاريع. ومن جانبه أكد السفير الصيني على أهمية الشراكة بين البلدين واستعداد بلاده لتوطيد العلاقات في الفترة القادمة. التعليق:- هذه خطوة في الاتجاه الصحيح تخطوها وزارة المالية للتحرك من مربع انتظار الرفع من قائمة الإرهاب الأمريكية، وللخروج من عشم عون المؤسسات المالية الدولية الذي لن يأتي بسبب القائمة، وللانفكاك من أسر معونات الأصدقاء من دول الاتحاد الأوروبي التي تبرعت لنجدة السودان من كارثة الفيضان بمبلغ 100 ألف دولار! في حين قدمت قطر وحدها 25 مليون دولار، فضلاً عن مساعدات عينية ونقدية من دول عربية شقيقة أخرى. على الرغم من أن الصين كانت هي موطن وباء كورونا المستجد covid-19 إلا أنها أصبحت أول الدول تعافياً من الوباء. وأبرزت حكومتها قدرة فائقة على السيطرة بفعل القرارات السريعة والحاسمة، وتجاوب الشعب الصيني معها في تنظيم رائع لا يوجد له مثيل على مستوى العالم. وبسرعة فائقة كذلك عادت العافية للاقتصاد الصيني، الذي يتوقع أن تكون شهيته مفتوحة للشراكات الخارجية، وتبادل المنافع في ظل استمرار ترنح اقتصادات الدول الكبرى بفعل جائحة كورونا. في الوقت الحالي فإن انسياب أي تمويل من المؤسسات المالية الدولية، أو من دول بعينها للسودان، سوف يكون عسيراً جداً بسبب جائحة كورونا، التي أثرت على اقتصادات مختلف دول العالم، والتي ستشهد انكماشاً بنهاية العام 2020 بنسبة -3% حسب بيانات صندوق النقد الدولي، يستثنى من ذلك دولة الصين التي يتوقع أن يستأنف اقتصادها النمو بنسبة 1.2% بنهاية 2020 مع توقع نسبة نمو هائلة في العام 2021 بنسبة 9.2%. يُقترح التفاوض مع الصين، على استخدام اليوان الصيني في التجارة معها، إن دولة نصدر لها 50% من جملة صادراتنا، ونستورد منها 35% من وارداتنا، من المنطقي والطبيعي أن نعمل على استخدام عملتها في هذا التبادل التجاري الضخم معها. ومقابل ذلك نمنحها امتياز إنشاء طرق وسكك حديدية بالسودان، في إطار استراتيجية الحزام والطريق الصينية. إن استخدام اليوان الصيني في التبادلات، سوف يؤدي لثبات نسبي في قيمة العملة السودانية. والله الموفق.