الرجل العجوز ذو اللحية البيضاء والبدلة الحمراء والوجه السعيد البشوش الذي ينتظره ملايين الأطفال حول العالم بفارغ الصبر. رغم القمع الديني وحظر الإصلاح البروتستانتي لعبادة القديسين الكاثوليك، ينتصر القديس نيكولاس، ويخطف قلوب وعقول الأطفال. انتصار أسطورة القديس نيكولاس واختراقها الولاياتالمتحدة ثم العودة للاستيطان في اوربا والعالم بأجمعه* مواصلةً للجزء الأول من المقال تحت عنوان : "أساطير حول بابا نويل (سانتاكلوز) هل هو الحكيم أو الملك الرابع؟، ننتقل لرواية أخرى حول حقيقة من هو بابا نويل (سانتا كلوز) ذاك الرجل العجوز ذو اللحية البيضاء والبدلة الحمراء والوجه السعيد البشوش الذى ينتظره ملايينالأطفال حول العالم بفارغ الصبر، على أمل أن يجلب لهم هداياه الثمينة الرائعة التي تخطف قلوبهم وعقولهم، وقد دأبت العادة انه بعد عيد الشكر والهالوين وقبل عيد الميلاد ببضعة أسابيع يكتب الأطفال قائمة الهدايا التي يريدونها من البابا نويل؟ من هو سانتا كلوز. هناك رواية ثانية تقول انه القديس نيكولاس Saint Nicolas (نيكولا دي مير أو نيكولاس دي باري)، يحكى أنه راهب ولد عام 270 بعد الميلاد، في باتارا في ليقيا أي (تركيا الحالية)، كان والد نيكولا من كبار الأثرياء لكنه يموت بسبب الوباء ويترك نيكولا وهو لا يزال صغيراً، حينها يقرر الاخير استخدام ميراثه لمساعدة المحتاجين وكذلك المرضى، من خلال تقديم الهدايا أو الطعام لهم، ويُزعم في الأساطير أنه على وجه الخصوص أعطى المال لثلاث فتيات صغيرات فقيرات حتى لا يضطررن إلى الدعارة من أجل العيش. كما يقال إنه ألقى في عدة مناسبات أكياسًا من الذهب من نافذة المنزل في مكان ليس بعيدًا عن النار، على الأحذية التي كانت تجف. ويُشار إلى ان نيكولاس قد أصبح أسقفاً لميرا على مر السنين نسبةً لتقواه، ولطفه، وإحسانه، وطيبته وكرمه ومساعدته الفقراء ومحاولته التقليل من معاناة البؤساء والأطفال في جميع أنحاء البلاد، وبهذا الشكل انتشر وصفه في جميع أنحاء أوروبا. تسرد الأساطير انه توفي في 6 ديسمبر 343 وفي اليوم السابق تلقى الأطفال سرا هدايا تكريما له، وعليه يُحكى انه ولهذا السبب توزع العديد من الدول في أوروبا الهدايا في هذا التاريخ. كما يشار إلى انه منذ عام 1087، تم العثور على غالبية عظام القديس نيكولاس في باري بإيطاليا، في كاتدرائية تحمل اسمه وبنيت على شرفه. حيث يظهر القديس نيكولاس كحامي للأطفال وكذلك حامي للبحارة حيث تقول الأسطورة إنه ساعد بالفعل مجموعة من البحارة الذين تقطعت بهم السبل في عاصفة شديدة قبالة سواحل تركيا. خلال العصور الوسطى، انتشر التفاني لنيكولاس في جميع أنحاء أوروبا، ففى القرن السادس عشر، حظر الإصلاح البروتستانتي عبادة القديسين الكاثوليك، وقمع عيد القديس نيكولاس، وترتب على ذلك نقل يوم الهدايا إلى 24 و25 ديسمبر. ومع ذلك، لا تزال أسطورة القديس نيكولاس قائمة بين شعوب معينة، ولا سيما في هولندا، حيث يشار إليه باسم Sinterklaas (القديس نيكولاس بالهولندية). وفي القرن السابع عشر، عندما هاجر الهولنديون إلى الولاياتالمتحدة، اصطحبوا معهم هذا الجزء من ثقافتهم، واستمروا في الاجتماع معًا لتكريم ذكرى وفاة القديس نيكولاس وبهذا تحول Sinterklaas إلى "سانتا كلوز" الذي يحتفى به في الولاياتالمتحدة تحت تسمية سانتا كلوز وLe Père Noël في فرنسا Saint Nicolas وعند الهولنديين Sinterklaas. وتقريباً نهاية القرن الثامن عشر، دخل الثقافة الأمريكية الشعبية، لاسيما في مدينة نيويورك حيث يتم تصويره لنا وهو يدخل ببطنه الكبيرة من خلال مدفأة البيت، ويتم تعليق الجوارب التي تفيض بالألعاب والحلويات وعليه كان تغيير تاريخ توزيع الهدية من 6 ديسمبرإلى ليلة 24 ديسمبر. وصفحات التاريخ تحكي لنا انه في عام 1823، كتب البروفيسور كليمنت كلارك مور قصيدة عيد الميلاد لأطفاله، بعنوان "الليلة السابقة لعيد الميلاد" أو "زيارة من القديس نيكولاس" وتم نشرها بشكل مجهول في صحيفة Troy Sentinel اليومية، حيث تجلى فيها وصف القديس نيكولاس بأنه رجل عجوز مبتهج له شخصية شجاعة، لحية بيضاء كبيرة، مثل "قزم قديم مرح" يقود زلاجة مليئة بالألعاب ويسحبها ثمانية أيائل الرنة، ينزل من المدفأة ويملأ الجوارب بالألعاب ثم يتسلق مرة أخرى ليغادر مع طاقمه ومن هنا يتضح لنا كيف كانت البدايات للتأصيل ولرسم الشخصية الحديثة لسانتا كلوز والعمل لترسيخها في الأذهان . وفي عام 1881، رسم رسام الكاريكاتير والرسام توماس ناست شخصية مور لرسم سانتا كلوز على شكل رجل مستدير بلحية بيضاء كبيرة وحقيبة مليئة بالهدايا للأطفال الطيبين. تم نشره في صحيفة Harper's Illustrated Weekly الصادرة في نيويورك. لذلك في القرن التاسع عشر تم تثبيت صورة سانتا كلوز في الولاياتالمتحدة، وأصبح الأخير رمزًا لعطلة هدايا عيد الميلاد. بينما في فرنسا، تم الاحتفال بالقديس نيكولا منذ فترة طويلة دخل سانتا كلوز فرنسا في الخمسينيات من القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية ولان ظاهرة سانتا كلوز تأتي مباشرة من الولاياتالمتحدة ولأسباب أخرى ذات طابع ديني لم يتم استقبالها بشكل جيد في البداية خاصة من قبل السلطات الدينية لكن في النهاية تمكنت الفكرة من ان تسود قلوب الأطفال وتم تبني هذه التقاليد. منذ ذلك الحين، وبعدها تم نشر هذه الشخصية على نطاق واسع من خلال الأدب والسينما.