فتاة لافتة لفتت انتباه الكثيرين بوجودها المستمر حول القائد مالك عقار، لا تتوقف إلا عندما يجلس، وتتحرك برشاقة عندما يقوم لتكون من خلفه أو أمامه وأحيانًا تسبقه الخطى ثم تتأخر من ورائه، تدور طوال الوقت حوله مرة باليمين وأخرى عن يساره ولن تسبقها بالوصول للقائد مالك عقار مهما كانت سرعتك، ولن تستطيع النفاذ إليه إلا من خلالها، الوقت الوحيد الذي يكون فيه مالك من دونها عندما يخلو إلى راحته الخاصة؛ فتختفي حينها عن الأنظار، ولا يعرف لها أحد أثرًا أو عنوانًا، ولكن ما أن يصحو أو يتحرك القائد إلا وكانت معه في الحال. صلبة من غير فظاظة ومرنة بلا سيولة. هذه هي فاطمة يعقوب، الضابط برتبة الرائد بالجيش الشعبي والحرس الخاص للقائد مالك. دهشة وحياء ربما حسبت وأنا أقترب منها إنني أطلب طريقة مرور للوصول للسيد مالك عقار، ولكن لما عرفتها بصفتي، وقلت لها إنى أريد الحديث معها عنها؛ بدأت عليها بعض من الدهشة وكثير من الحياء. وقبل أن تقرر شيئًا؛ سألتها من أنت؟، الميلاد – النشأة – الدراسة – الحالة الاجتماعية – الهوايات؟ وطبيعة هذا العمل الذي تقومين به ولماذا؟! زهرة من حي الزهور فاطمة يعقوب مواليد آخر الثمانينيات، تنحدر من ناحية الأب من دارفور، ولدت وعاشت في حي الزهور بالدمازين حيث درست مراحلها الأولية. التحقت بالحركة الشعبية والجيش الشعبي في العام 2006 وهي تقريبًا في سن المراهقة، ذهبت للدراسة الجامعية بكمبالا وتخصصت في الإدارة والمحاسبة ثم الإعلام. احترفت فاطمة يعقوب التصوير وأصبحت مصورًا ميدانيًا للجيش الشعبي. حراسة الشخصيات المهمة اختارت فاطمة يعقوب، العمل في طاقم حراسة الشخصيات المهمة بعد أن نالت تدريبًا عاليًا في فنون الدفاع والحماية وتجيد القتال واستخدام كل أنواع الأسلحة، وهي في ذلك معجبة بتجربة حارسات الزعيم الراحل معمر القذافي، ومن صغرها تقول فاطمة إنها كانت تحب الأعمال الشاقة وكانت مشاغبة تهوى الحركة والمغامرات ولا تميل للأعمال السهلة خاصة تلك التي تطلبها غالب النساء. عملت فاطمة أولًا مع الوزير الراحل عيسى زايد في حكومة نيفاشا، والوزيرة الحالية بثينة دينار، وهي ضمن الطاقم الخاص بحراسة القائد مالك عقار، وفي ذلك تؤكد أنها على استعداد للموت دون الشخصية التي تحميها من كل المخاطر، وتذكر أن أكثر المخاطر التي واجهت عقار كانت فى أيام الحرب. وعن الحرب تحدثت عن أهوال المعارك والاشتباك الليلي. هوايات وأحلام فاطمة غير متزوجة وتحب ممارسة الصيد خاصة الغزلان وتهوى إلى جانب ذلك تربية العصافير والقطط، ولا تستمع للأغاني ولا تتناول القهوة والشاي وتكتفي بالقليل من الطعام الصحي. سافرت مع القائد مالك لكثير من دول العالم، ولا زالت في حياتها الكثير من الأحلام، وقبل أن تكمل تحرك عقار فقفزت من جواري في خفة متناهية لتكون من أمامه، وعندما حاولت اللحاق بها أشارت لي بحزم بالتوقف دون دخول الدائرة الخاصة بالقائد، فضحكت وتراجعت.