5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    بنك الخرطوم يعدد مزايا التحديث الاخير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني إسراء سليمان تبهر المتابعين بإطلالة جديدة بعد عام من الغياب والجمهور يتغزل: (ملكة جمال الإعلام وقطعة سكر)    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية المتابعين.. الصحفي إبراهيم بقال يتجول رفقة بعض أفراد الدعم السريع داخل مكاتب الولاية وهو يحمل رتبة "فريق" وينصب نفسه والي لولاية الخرطوم    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    المريخ يوقِع عقداً مع شركة (Sport makers)    مفاوضات الجنرالين كباشي – الحلو!    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    مستشفي الشرطة بدنقلا تحتفل باليوم العالمي للتمريض ونظافة الأيدي    مليشيا الدعم السريع تجتاح قرية البابنوسة شرق مدني وتقتل وتصيب 8 أشخاص    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    تعرف علي أين رسم دافنشي «الموناليزا»    عقار يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    كوكو يوقع رسمياً للمريخ    برقو لماذا لايعود مديراً للمنتخبات؟؟    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ردًا على فيصل عوض حسن، وتشكيكه في أصالة قبائل بني عامر وسودانيتها
نشر في السوداني يوم 24 - 04 - 2022

على مدى السنوات القليلة الفائتة، ومن بعد سقوط نظام البشير، انتظمت الفضاء العام في السودان وفي شرق السودان خصوصًا حملة كراهية واسعة ضد قبائل (البني عامر والحباب) على وجه التحديد، لا نعرف لها سببًا واضحًا ومقنعًا، وساهم كثيرون في تلك الحملة ومن بينهم سياسيون وزعماء قبليون وصحفيون وأدت بالنتيجة إلى سلسلة من أعمال العنف المؤسفة.
كان من بين أولئك المسعّرين لتلك الحملة والذين نظّروا لها شخص يدعى (الدكتور فيصل عوض حسن)، ولا ريب أنه وغيره يتحملون قسطًا من المسؤولية في تلك الدماء التي أريقت والأرواح التي أزهقت بسبب كتاباتهم التي لا مبرر لها والتي تعج بالكراهية، وقد كتب فيصل سلسلة مقالات منحازة ضد البني عامر، وهي في مجملها مقالات أقل ما توصف به أنها مغرضة ومثيرة للكراهية ومجافية للأمانة العلمية وإن ادعى صاحبها غير ذلك، لأنها كما تبدو موجهة لترسيخ صورة ذهنية عن قبائل البني عامر في شرق السودان لدى الرأي العام بأنها قبائل غير سودانية ولا أرض لها ولا تاريخ ولا وجود أيضًا وهي سبب لكل الشرور والجرائم والتجاوزات التي حدثت خلال عهد الإنقاذ البائد، هكذا قولاً واحدًا دون أن يقدم دليلًا واحدًا على تلك المزاعم.
. ويدرك القارئ ومن المقال الأول أنها تستبطن خبثًا لا يمكن للعين أن تخطئه ومحملة بلغة تفوح منها كراهية صريحة، وهي بهذه الصفات تندرج في خانة الجرائم وليس في خانة الآراء لأن العنصرية في النهاية جريمة وليست وجهة نظر.
سأحاول من خلال هذا المقال والمقالات التي تليه الرد على هذا الهراء الذي يهرف به الدكتور فيصل (ولا أعرف المجال الذي نال فيه هذه الدرجة العلمية الرفيعة لأنها تتطلب أن يكون حاملها أمينًا وشريفًا وهو ما يفتقده على وجه التحديد، على الأقل من خلال مقالاته) ليس لأن ما كتبه يستحق الرد، بل لأن ما كتبه جريمة تستوجب اللجوء إلى القضاء، وذلك ليس شأني وإنما شأن أهل القانون من إخواني.
أما هنا فيعنيني بشكل خاص الرد العلمي الرصين على مقالاته والموثق بالمصادر لأن الكثير من القراء الذين لا يعرفون شرق السودان وتاريخه وتفاصيله الاجتماعية الدقيقة ربما تخدعهم طريقته الماكرة في استخدام بعض المصادر التاريخية وتجاهله الواضح لأكثرها شهرة فيما يخص شرق السودان، ولادعائه الفارغ الأمانة العلمية والموثوقية، فيصدقون ما كتب ويقعون في فخ أكاذيبه التي لا حدود لها.
يقول فيصل عوض حسن في مقاله الموسوم ب(الإريتريُّون وأكذوبتا – (1) البني عامر، (2) والقبائل الحدودية والمشتركة والمنشور بموقع الراكوبة في 22 مارس، 2022 "ومن الأهمِّيَّة بمكان توضيح معلومة غائبة عن غالِبيَّة السُّودانيين، وهي أنَّ (البني عامر) ليسوا (قومِيَّة/عِرق/إثنِيَّة)، حتَّى تشمل قبائل/مُكوِّنات فرعِيَّة، ولكنَّهم مجرد بطنٌ (صغيرٌ/محدود) ضمن قومِيَّة/إثنِيَّة التقري الإريتريَّة، وفقاً لمراجع رسميَّة علمية بعضها (إريتريَّة)" انتهى الاقتباس.
أقول ردًا على ذلك بالمجمل ولكي نعرف القارئ الكريم بهذه القبائل: تعتبر قبائل بني عامر من أكبر القبائل في شرق السودان وشمال وغرب ارتريا. يتوزع بنو عامر على أكثر من 40 قبيلة معروفة باسم (بطانة) . تشكل كل بطانة قبيلة يتزعمها عمدة . ويخضع كل فرع من فروعها لإشراف شيخ .. هؤلاء الزعماء والمشايخ يجري انتقاؤهم من الطبقة الحاكمة في القبيلة .أما اتحاد بني عامر فيخضع لسلطة زعيم أعلى أو أكبر . يطلق عليه (دقلل) يتم اختياره من قبيلة النابتاب والدقلل أو الناظر الحاكم حاليًا هو علي إبراهيم محمد عثمان دقلل – كلف بأعباء النظارة عام 1995م بعد وفاة والده عليه رحمة الله.
يعاون الدقلل في إدارة شؤون القبيلة عدة نواب له في مختلف المدن السودانية – كان يسمى سابقًا شيخ المشايخ – واليوم يعرف باسم وكيل الناظر – ومنصب الدقلل وراثي يقتصر على قبيلة النابتاب، أما الوكلاء فيمكن اختيارهم من خارج قبيلة النابتاب. وحدة بني عامر السياسية تقوي أواصرها ديانة واحدة يدينون بها، هي الإسلام. وهناك عناصر أخرى تشد أواصر بني عامر، مثل اللغة والتراث والعادات والتقاليد، ونمط العيش والحياة البدوية التي يحبونها كرعاة للمواشي من إبل وأغنام وماعز وأبقار في حين أن ممارسة الزراعة عندهم هي نشاط هامشي.
لقد ظلت قبيلة بني عامر تحت قيادة موحدة بزعامة قيادتها التاريخية المتمثلة في الدقلل وهو "لقب شيوخ بني عامر" منذ مملكة سنار، (وسنتعرض لهذا الأمر بالتفصيل في المقال التالي حول علاقة بني عامر بالدولة السنارية) استمرت القبيلة تحت إدارة موحدة طيلة العهد التركي المصري.
يقول محمد صالح ضرار "منح الحكمدار خالد باشا نظار البجا كساوي الشرف ثم تلا عليهم فرمان تعيين النظار. يقول ضرار (فلما وصلوا بربر تلقاهم الحكمدار بالبشر والترحاب وأعطاهم كساوي الشرف ثم تلا فرمان النظار على جميع قبائل البجا، الهدندوة موسى بك إبراهيم، وبني عامر دقلل إبراهيم، والأمارأرالشيخ طه حمد هساي الذي رفض أن يكون تابعًا لمديرية كسلا، بعد أن كان تابعًا لبربر فتعين بدله أحمد محمود هساي واقتفى أثره الشيخ حامد محمد (ناظر البشاريين) فخلفه الشيخ نصر الدين نافع" صفحة (تاريخ شرق السودان ضرار، صفحة 549) .
"خلف دقلل إبراهيم في نظارة القبيلة دقلل حامد بك، الذي وقع اتفاقية مع الحكومة المصرية في العام 1848م، لحماية الحدود الشرقية من اعتداءات الحبشة وقدم دقلل حامد بك، حياته ثمنًا لالتزاماته واستشهد في معركة قندت في 1875 م ضد جيش الملك يوحنا وتولي بعده ابنه دقلل محمد لفترة قصيرة وخلفه دقلل علي بكيت، الذي استشهد في معارك ضد المهدية بكسلا في سبتمبر عام 1884 م برفقة ناظر الحلنقة علي شكيلاي" اتفاقية بني عامر مع المصريين في كتاب بول (صفحة 135) النسخة الانكليزية – استشهاد دقلل حامد بك في معركة قندت ضد الأحباش التزامًا بالاتفاقية، صفحة (105) .
ويقول محمد الأمين شريف في كتابه تاريخ كسلا عن مقتل الشيخين (وقَد قُتَل في هذه المعركة رجالٌ لَهم وزن كبير؛ ًفالشيخ علي بخيت كانَ يُعتَبر فارسَ قبيلته المغوار، وكانَ هو أيضًا ناظر عموم البني عامر إذ ذاك. أمَّا الشيخ علي شكيلاي فقَد كانَ نائب رئيس محكمة كسلا وناظر عموم الحلنقة)
صفحة (111) تاريخ كسلا – محمد الأمين شريف .
أما محمد فؤاد شكري مؤلف كتاب الحكم المصري في السودان (1820-1855م) ص 78 فيقول:
"وكان الحكمدار جعفر باشا مظهر من أكبر العاملين على نجاح سياسة السودنة، واستمالة الرؤساء والزعماء الوطنيين إلى تأييد الحكومة. وعند زيارته مصر في إبريل 1867م. طلب من الخديوي إسماعيل لطائفة من مشايخ القبائل الرتب والنياشين المختلفة وأجابه الخديوي إلى طلبه، فنال حامد موسى شيخ قبائل بني عامر التابعة لمديرية التاكا النيشان المجيدي من الرتبة الرابعة، وكل من محمود ولد زايد شيخ قبائل الضباينة التابعة لمديرية سنار وعوض عبدالكريم أبوسن شيخ الشكرية التابعة لمديرية الخرطوم والشيخ جمعة شيخ جهة القلابات، النيشان المجيدي من الرتبة الثالثة، وكان من بين الذين حصلوا على النيشان المجيدي من الرتبة الرابعة محمد الشناوي سر تجار سواكن تقديرًا لما قدمه من خدمات جليلة للحكومة، كما نال في مصوع أحد مشايخها محمود أحمد راتبًا شهريًا من الحكومة."
ويقول في صفحة (79): "وفي عهد أحمد ممتاز باشا خطت السودنة خطوات واسعة عندما اعتزم مدير عموم قبلي السودان تنظيم المجالس المحلية وتعميمها إذ أراد أن يجعل من مكتب العرض حالات في مديرية التاكا، مجلسًا خصوصيًا، يعهد برئاسته إلى الشيخ حامد موسى ناظر قسم بني عامر . كما أجرى تعديلًا في مجالس مصوع وسواكن وكسلا المحلية بحيث أصبح من اختصاصها بحث المنازعات التجارية إلى جانب النظر في العرض حالات المقدمة إليها وعلى أن يكون أعضاؤها من أعيان البلاد وتجارها ينتخبهم الأهالي والأعيان والعمد" انتهى الاقتباس.
وبوصول القوى الاستعمارية واحتلالها لمناطق كانت تخضع للنفوذ التركي – المصري في البحر الاحمر، وتأسيس الطليان المستعمرة الايطالية ارتريا في العام 1890، تغير الوضع وقسمت القبيلة الى شطرين نتيجة للمتغيرات السياسية التي طرأت على المنطقة .
د. محمد عوض محمد، مؤسس معهد الدراسات السودانية 1950 . يقول في كتابه السودان الشمالي سكانه و قبائله، الفصل السابع – قبائل بني عامر ( وقبل استيلاء الايطاليين علي ارتريا، وقيام حدود سياسية بين شعبتي بني عامر، لم يكن سوى دقلل واحد : ولكن في اول القرن العشرين، عندما فصلت الحدود بين السودان و ارتريا، رأت إدارة السودان من المصلحة ان يكون لبني عامر دقللا في السودان، ولو ان إدارة السودان لا تدعوه دقللا بل ناظراً) السودان الشمالي سكانه و قبائله . صفحة 138 .
ويقول مستر أندرو بول A,Paulفي NOTES ON THE BENI Amer
(Idris Hamid , a son of the last Diglel to rule the united tribe , was appointed Nanzir of the Sudan Beni Amer by lord Kitchener .)
(الترجمة: إدريس حامد، ابن الدقلل الأخير الذي حكم القبيلة موحدة، تم تعيينه ناظر للبني عامر السودانيين من قبل اللورد كتشنر) صفحة 227 .
ويواصل بول قائلا :
(Since the division of the Beni Amer by the Sudan -Eritrean frontier there are two tribal heads . The title Diglel has been retained by the Eritrean chief . In the Sudan the head of the Beni Amer has the title of Nazir
(الترجمة: ومنذ تقسيم بني عامر في الحدود السودانية – الارترية، اصبح للقبيلة زعيمان و بقي اللقب " دقلل "مقتصرًا على زعيم بني عامر في ارتريا، بينما زعيم بني عامر في السودان يطلق عليه لقب
" ناظر ")
نفس المصدر السابق، صفحة 230 .
ويذكر نادال، S.F.Nadal في
NOTES ON BENI AMER SOCIETY.
The Beni Amer of that county received a Diglel of their own at the hands of the victor over of the Mahdist armies , lord Kitchener.
(الترجمة: حصل بني عامر، تلك البلاد على دقلل خاص بهم على يد كتشنر الذي انتصر على جيوش المهدية) انتهى كلام نادال، صفحة 63 . ويقصد بني عامر السودان – فبني عامر ارتريا، لا علاقة لهم بكتشنر المنتصر، و لانه ببساطة؛ لايستطيع تعيين ناظر في بلد آخر تحت نفوذ قوى اوربية / استعمارية اخرى .
يقول محمد صالح ضرار، في كتابه تاريخ شرق السودان (وفي سنة 1892م عين هولد سميث باشا *، الشيخ ادريس دقلل حامد، ناظرًا عامًا على كل قبائل بني عامر) *الجنرال هولد سميث، كان يشغل مديرًا لمحافظة سواكن -صفحة 198)
و في العام 1890 م شن الدراويش غزوة مفاجئة على هواشايت عاصمة بني عامر في إرتريا، وغدروا بدقلل همد، وسلبوا نقارات بني عامر، فالتقى الناظر ادريس، بالامير عثمان دقنة، وطلب منه ان يكتب له رسالة الى الخليفة عبدالله لتحرير الاسرى والنقارات التي استولى عليها الانصار في غزوتهم لدقا عامر، فاعطاه الامير عثمان دقنة رسالة الى الخليفة عبدالله . وقبل ان يتحرك الناظر ادريس الى ام درمان، لحق دقلل الحسين، بجيش الانصار و اعادوا الاسرى وبعض النقارات المسلوبة، فرجع الناظر ادريس، الى الامير عثمان دقنة و سلمه الرسالة المعنونة الى الخليفة عبدالله لانتهاء فائدتها .
و في العام 1897م بعث الامير عثمان دقنة، رسالة الى الخليفة عبدالله التعايشي يطلعه فيها على اخبار غارات السرايا الموجهة الى المعارضين الكفار أعداء الله في الشرق، هذه الرسالة المؤرخة في شهر شوال 1314هجري 14/ 4/ 1897 م والتي تبين ان ادريس ود دقلل حامد كان حينها (ناظراً) لبني عامر السواحل، وقتل في حملة الانصار على بني عامر البحر المالح .
وهذا جزء من رسالة الامير عثمان دقنة الى الخليفة عبدالله التعايشي (فان الذين وجهناهم لجهة بني عامر التي بسواحل البحر المالح قيادة علي موسى دقنة فقد قتلوا هناك من اعداء الله المنافقين اثنا عشر رجلا منهم ادريس ولد حامد شيخ عربان بني عامر السواحل الذين امرنا بغزوهم و هو ابن عم حمد الجبر ابوه حامد كان في وقته شيخ عموم عربان بني عامر وهو الآن مع الانقليز قائم مقام ابيه المذكور و وظيفته لديهم ناظر عربان بني عامر السواحل و مرتبه في الشهر خمسه عشر جنيه وقل من بلغ درجته في مشايخ العربان الذين مع الانجليز)
*غارات سرايا الدراويش، في هذه الرسالة التي نقلتها مختصرة ، شملت قبيلتي الأمرآر و بني عامر (محررات الامير عثمان دقنة . تحقيق م . ابراهيم ابو سليم . صفحة – 421) .
و كان بني عامر السواحل على عكس بني عامر الداخل ؛ اكثر مرونة في التعاطي مع المهدية . وذلك واضح من خلال بيعات بعض قبائل بني عامر السواحل وتلبيتها لدعوة الامير دقنة كما ورد في محررات الامير عثمان دقنة .
و كانت قيادة الادارة الاهلية لبني عامر، في ارتريا و السودان برئاسة أبناء دقلل حامد بك كالآتي :
1/ دقلل الحسين ود دقلل حامد بك
(دقلل بني عامر – ارتريا) . 1890-1934 م
2/ الناظر / ادريس ود دقلل حامد بك (ناظر بني عامر السودان) وكان مقره في العقيق وجنوب توكر . 1892- 1897 م .
3/ الوكيل / محمد عثمان ود دقلل حامد بك، وكيل ناظر بني عامر السودان (اخيه الناظر ادريس ود حامد) في كسلا . و يشير (كتاب السودان الانجليزي المصري) انه كان ناظراً وجاء ضمن شيوخ القبائل في السودان العام 1903 م في محافظتي سواكن و كسلا، كما تفيد ملخصات الضباط الاداريين للحكم الثنائي في الكتاب بعنوان :
Appendix F.
List of tribes and Sheikhs .
Page (322 to 334)
(ويوضح هذا المصدر ناظر بني عامر، في محافظتي سواكن وكسلا في العام 1903 -1904.
للمزيد حول الشيوخ والقبائل في السودان، ارجع الى الكتاب من صفحة ( 322 الي 334) .
1/ SuakinProvince :
population : 60, 000(1904); with out Nomads 14, 000
Tribe : Beni Amer.
Head Sheikh :
Mohamed Osman Hamed (Nāzir)
Habitat : khor Haiteit, Karora, Agik, and Toker .
Remarks : Mohamed Osman Hamed , live at Kassala- Saleh Idris is his Wakel at Suakin the Suakin Beni Amer tribe pay £ 350 tribute (1903)
Page (329)
2/ Kassala Provence.
Population 74,000(1904) .
Tribe : Beni Amer
head Sheikh : Mohamed Osman Hamed (WakelYaqub)
Habitat :Debeloied
Remarks : Nomads. This is only small branch of the large tribe living in Eritrea pay £150tribute .
Page (325)
ويبدو ان محمد عثمان، قد شغل مكان الناظر لفترة عقب مقتل أخيه الناظر إدريس في 1897
ونظار بني عامر في السودان منذ 1892 -1938 م هم كالآتي :
1/ الناظر / إدريس ود دقلل حامد بك . استشهد في احدى غزوات المهدية لبني عامر، في عام 1897 م كما ورد في محررات الامير عثمان دقنة.
2/ الناظر / صالح بن إدريس بن دقلل حامد بك .(ورد اسمه ضمن معجم أعلام السودان) اذ يقول ريتشارد هل : صالح إدريس (——— 1914 م) ناظر قبيلة بني عامر التي تقوم بالرعي على الحدود السودانية – الارترية .
كما ورد في (موسوعة الانساب والقبائل السودانية) د. عون الشريف قاسم :
صالح : أشتهر صالح ادريس ناظر البني عامر (م) على حدود ارتريا، توفى في عام 1914 م .
3/ الناظر/ إدريس بن صالح بن إدريس بن دقلل حامد بك . (استقال من منصبه بعد خلافه مع موظفي الحكومة من الاداريين الانجليز في عام 1938 م)
4/ الناظر / ابراهيم محمد عثمان بن دقلل حامد بك .
(تولي المنصب في 1938 م بعد استقالة الناظر ادريس ود الناظر صالح ود الناظر ادريس ود دقلل حامد بك، ظل منصب الناظر شاغراً لحين المنشورات لاختيار خلفه، وتم اختيار السيد ابراهيم ود محمد عثمان بن دقلل حامد بك) وهو والد الناظر الحالي / علي ابراهيم .
وباستعراض ما تحتويه المصادر السابقة تتضح أكاذيب وتلفيقات فيصل عوض حسن كما جاءت في مقاله (الإريتريُّون وأكذوبتا – (1) البني عامر، (2) والقبائل الحدودية والمشتركة* الراكوبة 22 مارس، 2022) حيث يقول: "إضافةً إلى ذلك، توجد خريطة منذ عام 1864م للقبائل (الأصيلة) بمنطقة/إقليم التاكا وما حولها بالإقليم الشرقي، تُوضِّح أنَّ قبائل منطقة التاكا تشمل كلاً من: السبدرات، الحلنقة، المليتكنهاب، الالقدين، بيتاما، الايليت والكوناما. كما حَدَّدت الخريطة أرض الهَدَنْدَوَة في الشمال الجُغرافي لإقليم التاكا، وقبيلة الشُكرِيَّة غرب الإقليم، وفي الجُنوب تقع قبيلة الحُمران – وبالنسبة للبني عامر والحباب، فقد حَدَّدتهم الخريطة في الجُزء الشرقي للسُّودان، وهو دولة إريتريا الحالِيَّة، مما يفضح (أكذوبة) وجودهم التاريخي في السُّودان، وأكاذيبهم وادِّعاءاتهم (المُتضَخِّمة) بهذا الخصوص." انتهى الاقتباس.
وما عرضناه في هذا المقال هو ما أوردته بعض المصادر التاريخية المحايدة وليس كلها بشأن وجود بني عامر وزعمائهم في السودان الحالي خلال ال150 عاماً الماضية فقط، وهي قطعًا تفضح أكاذيب فيصل ومزاعمه، أما في المقال التالي نتناول وجودهم التاريخي في السودان قبل ذلك بقرون طويلة، وعلاقة مملكتهم المؤكدة والموثقة بالدولة السنارية ونرد على مزاعمه ومزاعم غيره بشأن ما اسموه (المملكة المزعومة) من خلال ما لا يقل عن 20 مصدرًا تاريخياً محايدًا..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.