شهدت أكاديمية الأمن العليا، الاجتماع العادي السابع عشر للجنة الإقليمية، الذي تنظمه منظمة المؤتمر الدولي لإقليم البحيرات العظمي، الذي استضافه جهاز المخابرات العامة في الفترة بين (21-22) نوفمبر، وخاطب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان حميدتي جلستي المؤتمر . وشهد المؤتمر المديرون العامون لأجهزة المخابرات في منظمة البحيرات، ونائب السكرتير التنفيذي للجنة التنسيق، وعدد من الوزراء والدبلوماسيين، وممثل آلية التحقق المشتركة وغيرهم.
ماذا قال البرهان؟ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، أكد خلال الجلسة الافتتاحية أنه مطلع على الجهود التي تقوم بها لجنة التنسيق الإقليمية في صد المخاطر والمهددات التي تواجة الإقليم والقارة، مشيراً إلى انتظام اجتماعاتها على المستويات العادية والمتخصصة وتناولها للقضايا بعمق، إدراكاً منها بالأمن القومي الأفريقي، خاصة أن القارة تمر بمتغيرات دولية تستوجب من دول القارة الأفريقية، خاصة إقليم البحيرات العظمى التعاون والتنسيق التام لسد الثغرات؛ لتحقيق أقصى درجات الجودة والإحاطة بالعمل الأمني والاستخباري . البرهان أشار خلال كلمته إلى الشأن الداخلي، وقال إن اجتماع إقليم البحيرات بالخرطوم يتزامن والبلاد تستشرف مرحلة جديدة يتطلع فيها الشعب السوداني بشغف إلى توافق وطني بمشاركة كل القوى السياسية والمجتمعية والشبابية، لافتاً إلى بروز عدد من المبادرات للوصول إلى حل للأزمة الراهنة، وجدد التزام القوات المسلحة بالنأي عن المشاركة في السياسة، وترك الأمر للمكونات السياسية للوصول إلى اتفاق يفضي إلي حكومة مدنية انتقالية من كفاءات غير حزبية، وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة، مؤكداً أن القوات المسلحة ستعمل على حماية الانتقال وصون أمن البلاد .
أدوار إيجابية.. السودان يرعى الجنوبوأفريقيا الوسطى البرهان أشار إلى الدور الكبير والرائد الذي يلعبه السودان في استقرار وأمن القارة الأفريقية من خلال رعايتة لاتفاقيات سلام جنوب السودان، وأفريقيا الوسطى، منوهاً إلى أنه يستضيف اللاجئين بسبب النزاعات التي اندلعت بعدد من الدول، وتقديم مساعدات وتقاسم (اللقمة) معهم، داعياً إلى ضرورة تطوير آليات حل النزاعات بين دول الإقليم، مؤكداً دعم السودان للجهود المبذولة للعودة بالعلاقات بين دولتي الكنغو الديمقراطية ورواندا إلى مسارها الطبيعي، وأعلن الاستعداد للعب أدوار إيجابية في هذه القضية، مشيراً إلى جهود تحقيق الأمن والسلم في شرق دولة الكنغو، وعلى استعداد للمساهمة بإيجابية في احتواء هذه النزاعات . وقال: "نحن علي قناعة وإيمان بأن لجنة التنسيق الإقليمية لديها إمكانيات وخبرة تؤهلها إلى مكافحة الظواهر السالبة المتمثلة في الحركات الضارة والقوى المسلحة والإرهاب والتطرف والارتزاق والجرائم العابرة وجرائم المعلوماتية، والتغلب على كافة التحديات الأمنية في الإقليم، من خلال التعاون والتنسيق وتعزيز العلاقات بين أجهزة الأمن والمخابرات في الإقليم. نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق محمد حمدان حميدتي، أشاد بعمل منظمة اللجنة التنسيقية الإقليمية لمنطقة البحيرات العظمى، وبالروح الطيبة والجدية التي سادت عملها، وقال في ختام الاجتماع العادي السابع للجنة الإقليمية لمنطقة البحيرات العظمى بأكاديمية الأمن العليا، مساء أمس، إن تحديات الإقليم لها تأثير مباشر مع مجتمعاتنا، ولا يمكن لأي دولة العمل منفرداً، ولابد من تعاون لإبعاد شبح المهددات من إقليمنا. وأضاف حميدتي إن السودان يواجه تحديات داخلية نعمل على تجاوزها وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة.
ظروف معقدة.. المخاطر تحاصر المؤتمر نائب السكرتير التنفيذي للجنة التنسيق الإقليمية، ياسر إبراهيم، أوضح أن الاجتماع ينعقد في ظل ظروف معقدة في منطقة البحيرات، لافتاً إلى النزاع في شرق الكنغو الديمقراطية، وأن الإقليم يواجه حركات مسلحة تواصل ارتكاب الكثير من الفظايع ضد المدنيين الأبرياء، وتهاجم الأجهزة الأمنية، وتواصل عملها في مناطق غنية بالمعادن والموارد الطبيعية الأخرى، وتقوم باستغلالها في تمويل أنشطتها، وقال إن الإقليم يواجه أيضاً حركات إرهابية إقليمية ودولية تواصل تجنيد الشاب، وتنفيذ هجمات إرهابية في بعض أجزاء الإقليم خاصة أن بعض أجزائه تجاور مناطق تعاني من الإرهاب مما يجعله عرضة لكثير من المخاطر . إبراهيم قال إن المؤتمر يدعو إلى تبني الحوار كوسيلة لحل النزاعات والمشاكل بالإقليم، مثل اللاجئين، النازحين، الفقر والبطالة وغيرها من المشاكل التي تواجه الشباب، وتدفع بعضهم إلى الانضمام إلى الحركات الإرهابية أو الحركات السالبة، لذلك لابد من تعزيز الجهود لمواجهتها، داعياً إلى العمل المشترك لإنشاء نظام جماعي للأمن بالإقليم خالٍ من الانقسامات القديمة والجديدة، تُحترم فيه سيادة الدول واستقلالها، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار والسلام بالمنطقة إلا من خلال حل النزاعات بالوسائل السلمية، والسيطرة على الأسلحة، وتفعيل نزع السلاح، ومراقبة ومنع الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية . لافتاً إلى الجهود التي تبذلها منظمة البحيرات وتجمع شرق أفريقيا لتعزيز السلم والأمن، مشيراً إلى جهود المنظمة عبر عملية رواندا وتجمع دول شرق أفريقيا فيما يُعرف بعملية نيروبي لمعالجة الوضع الحالي بشرق الكنغو، وجهود عدد من المسؤولين بالقارة، مؤكداً ضرورة بذل مزيد من الجهود لتعزيز الأمن والسلم بالمنطقة. ، مشيراً إلى أن الاجتماع يرتكز على معاهدة الأمن والاستقرار وتنمية إقليم البحيرات العظمي الذي تم التوقيع عليها في العام 2006م التي عززت التعاون بين الدول الأعضاء في المؤتمر الدولي لإقليم البحيرات، داعياً إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز السلم .
الحرب الروسية.. التأثير على التحالفات وإمدادات الغذاء مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، قال: "نُعلق أهمية كبرى على هذا الاجتماع من منطلق الحرص على دعم وتعزيز دور أجهزة الأمن والمخابرات بدول إقليم البحيرات العظمي في مواجهة التحديات الأمنية الشائكة التي تؤثر على حياة ونهضة شعوب القارة"، مؤكداً أن الأمر يتطلب حشد الطاقات، والعمل كفريق واحد متحد، منوهاً إلى أن الاجتماع يأتي في ظل تطورات سياسية وامنية واقتصادية متسارعة ومتلاحقة على المستويين الإقليمي والدولي، ولها تأثيرها البالغ على شعوب القارة، لافتاً إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية لها أثر كبير على التحالفات السياسية وإمدادات الغذاء والطاقة التي ستكتوي بها القارة الأفريقية، مؤكداً وجود عدد كبير من الحركات السالبة بالإقليم التي تزعزع أمن واستقرار عدد من الدول، وتحد من استغلال الموارد الطبيعية، وتحقيق التنمية المستدامة بالإقليم ، معتبراً أن الجريمة المنظمة والإرهاب الدولي من أبرز التحديات وأخطرها لتأثيرها المباشر على الأمن والاستقرار، وقال هذا الأمر يتطلب بذل مزيد من الجهود والتعاون من اجل تعزيز السلم والاستقرار والأمن بالمنطقة . وأضاف أن العمل المشترك والتعاون والتنسيق وتبادل المعلومات وإيجاد الحلول الكفيلة بتحقيق الأمن والسلام والمضي على طريق التنمية والديمقراطية وإرساء قواعد العدل من خلال مبادرات سيتم تنفيذها ، عبر الامتثال لميثاق منظمة مؤتمر البحيرات العظمي الذي تم التواثق على احترامه والعمل وفق مبادئه وقيمه . مؤكداً ضرورة الالتزام بالمساهمات السنوية من أجل القيام بالدور المطلوب، مشيراً إلى أهمية التعاون الإقليمي وتبادل المعلومات في القضايا مثار الاهتمام ، وقال إن الحكمة والصبر لدى القادة الأفارقة ستُمكن من بلوغ الغايات، والتأكيد للعالم بأننا قادرون على إدارة شؤوننا في جميع قضايا الأمن والسلام، وأن يخرج بتوصيات وأفكار مبتكرة تعين في المستقبل على تحقيق الأهداف المنشودة .
اختيار مفضل رئيساً للجنة التنسيقية الإقليمية لمنطقة البحيرات العظمى وتسلم مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، رئاسة اللجنة التنسيقية الإقليمية لمنطقة البحيرات العظمى، وتأتي أهمية اللجنة في معالجة المشاكل والمهددات الإقليمية المتمثلة في الحركات الأسلحة السالبة ومكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة، وتلعب المنظمة دوراً فاعلاً في توحيد جهود الدول الأعضاء لمكافحة الظواهر السالبة في دول البحيرات العظمى. يذكر أن المؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى، هو منظمة حكومية دولية تضم بلدان منطقة البحيرات العظمى، وتتألف المنظمة من اثنتي عشرة دولة عضو هي: أنغولا، بوروندي، جمهورية أفريقيا الوسطى، جمهورية الكونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، كينيا، أوغندا، رواندا، جمهورية جنوب السودان، السودان، تنزانيا، وزامبيا. ويستند تأسيسها إلى الاعتراف بأن عدم الاستقرار السياسي والصراعات في هذه البلدان له بعد إقليمي بالغ، مما يتطلب جهداً متضافراً من أجل تعزيز السلام والتنمية المستدامين.