وصل رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أمس الخميس، إلى الخرطوم، توقيت ووصول الرجل كان هو الموضوع، وليست الزيارة نفسها؛ إذ إن أبي ومنذ، سقوط البشير حل ضيفاً وفي أوقات متفرقة على الخرطوم، وطرح نفسه وسيطاً إذ إنه قاد وساطة أنهت أزمة العسكر والمكون المدني في العام 2019، وجمع بين رئيس الوزراء السابق، عبدالله حمدوك، وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الحلو في أديس أبابا، وأيا كانت نتائج هذا اللقاء، إلا أن الثابت أن أثيوبيا أوجدت لنفسها دوراً السودان، لكن تدهورت علاقات البلدين، بعد أن فض البرهان الشراكة مع ائتلاف الحرية والتغيير في أكتوبر 2021، وبدء عمليات الجيش لإعادة الفشقة ومناطق سودانية أخرى تسيطر عليها مليشات إثيوبية، وتنامى التصعيد بين البلدين، وفشلت جميع محاولات احتوائه، بل وصل لمرحلة سحب الخرطوم سفيرها من أديس أبابا، وزادت حدة التصريحات هنا وهناك، على الرغم من زيارة قام بها نائب رئيس مجلس السيادة، قائد الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي،) لذا شكل وصول آبي أحمد، أمس الخميس، جملة من التساؤلات وسط الشارع السوداني. وبدا أن آبي يسعى مجدداً لإعادة دور إثيوبيا في الأزمة السودانية، خاصة أن الزيارة تأتي بعد طرح مصر مبادرة لتقريب وجهات الفرقاء السودانيين. اتفاق حول سد النهضة وحوار للحدود وأجرى رئيس الوزراء، آبي أحمد، فور وصوله جلسة مباحثات رسمية بالقصر الجمهوري مع رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كما ترأس آبي أحمد وفد بلاده، وشدد البرهان على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين السودان وإثيوبيا في القضايا الثنائية إقليمياً ودولياً. وأكد أن السودان وإثيوبيا متوافقان ومتفقان حول كل قضايا سد النهضة. وفيما يتعلق بقضية الحدود بين البلدين، أكد رئيس مجلس السيادة أن الوثائق والآليات الفنية والحوار تمثل المرجعية الأساسية في هذا الشأن. أزمة التيقراي وتأتي زيارة آبي أحمد بعد نجاحه في الوصول لتسوية مع قادة إقليم التقراي؛ لذلك اعتبر البرهان في كلمته في المباحثات أن تجربة السلام في إقليم التيقراي تعتبر مشرفة، وتدعم الاستقرار في إثيوبيا، كما أحاط البرهان ضيفه بتطورات الأوضاع السياسية بالبلاد، والجهود المبذولة لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة. وفى السياق أوضح رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن الغرض من الزيارة هو إظهار التضامن مع السودان، والوقوف معه في هذه المرحلة المهمة في مسيرته السياسية، وأضاف أن السودان وإثيوبيا يذخران بكل عناصر التنمية والازدهار المتمثلة في المياه والأرض والموارد البشرية، ونحن كدول وحكومات يجب علينا المحافظة على العلاقات التاريخية بين البلدين، ولفت إلى ضرورة الاستفادة من تجربة الحرب في البلدين التي أدت إلى انفصال الجنوب في السودان، والتقراي في إثيوبيا، واللجوء إلى الحوار في كل القضايا الداخلية، وأكد آبي أحمد أن سد النهضة لن يسبب أي ضرر للسودان، بل سيعود عليه بالنفع في مجال الكهرباء. وحول أزمة الحدود قال إنها قضية قديمة يجب الرجوع إلى الوثائق لحلها، داعياً السودان لتقديم إثيوبيا للعرب والأفارقة بحكم موقعه التاريخي. لا وساطة رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قال إنه "لن يقدم مقترحات جديدة" بشأن أزمة الفرقاء السودانيين، ونوه إلى إنه يثق في قدرة السودانيين على تجاوز قضاياهم السياسية وحرص آبي أحمد في كل لقاءاته مع القوى السياسية أن يؤكد أنه لا يحمل أي وساطة، حيث التقى وفداً من (كتلة التراضي الوطني)، برئاسة مبارك الفاضل، و(كتلة الحراك الوطني)، برئاسة د.التيجاني سيسي. وقدم الوفد شرحاً لرئيس الوزراء الإثيوبي متضمناً رؤية الكتلة لمعالجة الأزمة السياسية في البلاد، وأنه لا ينبغي أن تكون الفترة الانتقالية ساحة للصراعات والتجاذبات، باعتبار أنها فترة يجب أن تكون جسراً للانتقال نحو حكومة منتخبة، مشيراً إلى الفشل الذي لازم الفترة الانتقالية. وقال إنه ينبغي على أهل السودان أن يتفقوا على صيغة لحكومة مستقلة تقود لانتخابات، وأوضح أن رئيس الوزراء الإثيوبي أكد خلال اللقاء على قدرة السودانيين على حل مشاكلهم بأنفسهم، معرباً عن شكره لرئيس الوزراء الإثيوبي على حسن نواياه تجاه السودان. وأضاف أن آبي أحمد تحدث لهم عن التجربة الإثيوبية في حل الخلافات من خلال جمع كل الأطراف في حكومة وحدة وطنية تقود إثيوبيا حالياً. من جانبه أوضح د.التيجاني سيسي رئيس (كتلة الحراك الوطني) أن الوفد طرح بعض المؤشرات التي يمكن أن تساهم في حل الأزمة السياسية في السودان، مبيناً أن ما يحدث في البلاد أمر مثير للقلق، خاصة في ظل الاستقطابات السياسية والجهوية والقبلية التي تشهدها البلاد. تمكنت لجان المقاومة من طرح نفسها كلاعب رئيسي فى معادلة السياسة في السودان؛ لذا أجرى آبي أحمد لقاءً مع وفد منها، وأوضح الطيب محمد صالح ممثل إعلان مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة، في تصريح صحفي، أن الوفد سلم رئيس الوزراء الإثيوبي رؤية لجان المقاومة، وموقفها من العملية السياسية الجارية والاتفاق الإطاري، ونسخة من إعلان مبادئ ثورة ديسمبر. وأكد الطيب أن دعم المقاومة للاتفاق الإطاري يتوقف على تضمينه إعلان مبادئ ثورة ديسمبر. وكان رئيس الوزراء الإثيوبى التقى أيضاً وفداً من الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية) والقوى الوطنية. تحقيق الوفاق وقال الأمين العام للكتلة، د.جبريل إبراهيم، إن الاجتماع تناول الوضع السياسي الراهن بالسودان، مؤكداً أن الوفد نقل له رغبة (الكتلة الديمقراطية) في تحقيق وفاق وطني شامل لا يقصي أحداً، مبيناً أن الوفد قدم شرحاً مفصلاً حول موقفهم من الاتفاق الإطاري، وأضاف أن الكتلة ترى أن هذا الاتفاق" لا يمكن أن يحقق الوفاق الوطني المنشود"، لذلك فإن أي حكومة يتم تشكيلها بموجبه لن تصمد طويلاً، ولا مستقبل لها. ولفت د. جبريل إلى أنه من الضرورة بمكان أن يكون هنالك وفاق وطني شامل يجمع شمل أهل السودان، مشيراً إلى أنهم يحتاجون لمساعدة الآخرين، ولكن يجب أن يكون القرار والحل للأزمة سودانياً خالصاً. ونوه د. جبريل إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي أكد لهم أن الحلول ليست في يد الخارج، وإنما عند أهل السودان، لذلك ينبغي عليهم توحيد أنفسهم من أجل تحقيق الوفاق الوطني الشامل. وقال د.جبريل إن رئيس الوزراء الإثيوبي أبدى استعداد بلاده للمساعدة في تقديم كل ما من شأنه تحقيق وفاق وطني سوداني سوداني خالص. والتقى رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بالقصر وفداً من قيادات الجبهة الثورية، وقال الناطق باسم الجبهة، أسامة سعيد، إن اللقاء تناول عدداً من القضايا في مقدمتها موقف الجبهة الثورية من العملية السياسية الجارية الآن، مؤكداً موقف الجبهة الثورية الداعم للاتفاق الإطاري. ونوه إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي أكد التزام حكومته بدعم العملية السياسية، ودعم الحوار السوداني السوداني، مشيراً إلى دعوة الزعماء الأفارقة لدعم العملية السياسية في السودان، بما يحقق مصالح وتطلعات الشعب السوداني . لقاء الآلية الثلاثية رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، التقى أيضاً التقى وفد الآلية الثلاثية التي تضم الاتحاد الأفريقي والإيقاد والأمم المتحدة، رئيس الآلية، فولكر بيرتيس، قال إن الوفد أحاط آبي أحمد، بموقف الآلية الثلاثية المسّهل للحوار، والمحادثات الجارية لدعم العملية السياسية في السودان. وأضاف فولكر، أن رئيس الوزراء الإثيوبي أكد دعمه ودعم بلاده الكامل للعملية السياسية وللاتفاق الإطاري. علاقات متطورة وجوار آمن بدا أن العلاقات بين الخرطوموأديس أبابا عادت مجدداً إلى وضعها، إذ تمسك البرهان وآبي أحمد في تصريحات لهما بوحدة واستقرار بلديهما، وأن يكون جوارهما آمناً، آبي أحمد أعرب عن ثقته في قدرة القيادة السودانية على إدارة الأزمة السياسية، وتجاوزها بحكمة عالية تقوم على تسوية تحقق مصالح الشعب السوداني وأمنه واستقراره. وضم وفد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، كلاً من وزراء الدفاع، السلام، والداخلية، ومستشار الأمن القومي، ومدير المخابرات الإثيوبي، ووزير مكتب الاتصال الحكومي، ونائب وزير الخارجية الإثيوبي.