الفتيات السودانيات يخترن ضُل (الحيطة)..! الخرطوم: نهاد ظهرت العديد من المتغيرات الاجتماعية، أبرزها تأخر سن الزواج للفتيات المعروف ب(العنوسة)، ونجد أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية ساهمت في انتشارها، ومنها ارتفاع تكاليف الزواج والمهور التي دفعت الكثير من الشباب إلى العزوف عن الزواج، وانشغال الفتيات بالتعليم وإكمال دراستهن وبناء مستقبلهن الشخصي، ونجد أيضاً أن ما وصلت إليه الفتاة من مكانة مرموقة في عملها جعلها تصر على أن ترغب في الارتباط بزوج يكون مكافئاً لها، وبالتالي أصبحت تُدَقِّق في الاختيار مما يؤدي إلى تقليل فرصها في الزواج والظفر بشريك الحياة. لكن ياترى ماذا قال البعض في هذه الظاهرة التي ما زالت في تزايدٍ مستمر؟. عزلة مجتمع: في البداية تحدثت إلينا صفاء خالد، وقالت إن الفتاة المتأخرة في الزواج تجد نفسها مجبرة على تحمل اتهامات الناس لها وتجريحهم وإيذائهم لها، وربما تنطوي على نفسها وتنعزل عن المجتمع فترفض الزيارات العائلية أو حضور المناسبات الاجتماعية المختلفة فتجد نفسها في نهاية المطاف وحيدة تعيسة مكتئبة. عانس ومطلقة: وتقول في ذات السياق الموظفة سناء أحمد أن أبرز ما في هذه الظاهرة هو نظرة الأهل والمجتمع للفتاة التي تجاوزت الثلاثين دون زواج، فقد تكون متقبلة وراضية وتشعر بالسعادة والإشباع في عملها أو دراستها، ولكن ضغوط الأهل ونظرة المجتمع لها وتوجيه الألفاظ والمسميات المشينة قد تُعَقِّد الأمر وتجعله أصعب، وفي هذه الحالة إما أن ترضخ الفتاة لضغوط أهلها وتوافق على الزواج من أي شخص لتسكت ألسنتهم، وهي بهذا قد تجد نفسها بدلاً من أن كانت تحمل لقب عانس تحمل لقب مطلقة، وقد تكون أنجبت أطفالاً تعجز عن رعايتهم، أو تكون قد تعرضت لمشاكل وخبرات سيئة تجعلها تكره الزواج مرة أخرى. خوف الشباب: ويرى الشاب مصطفى عباس موظف أعزب أن ظاهرة العنوسة بين الفتيات أصبحت في تفاقم مستمر نسبة لبعض تطلعات الفتيات والأمهات فيما يختص بالمهور والبذخ الذي يُصرَف فى المناسبات، وأشار إلى أن كل هذا أدَّى إلى تخوف الشباب من فكرة الزواج. ضل راجل: أما رشا عبد الله طالبة فقالت (للسوداني) أن الفتاة أصبحت تقبل بأي عريس يتقدم لها خوفاً من (البورة)، والبعض يقلن أن (ضل راجل ولا ضل حيطه)؛ لذلك أصبحن يتازلن كثيراً عن السابق في مسألة اختيار شريك الحياة لكي لا يطول الفتاة لقب عانس.