وثيقة قريب الله: عندما عرضت كتابي (مسلمون ومسيحيون) على الأستاذ المحترم البروفسير أحمد الطيب قريب الله، الصوفي الكريم وعضو مجمع اللغة العربية العظيم، كنت أتوقع أن يكتب سعادته مقدمة عميقة تمتد إلى أعماق القلوب، لأني أعرف أن له آفاقاً واسعة وعريضة، وله علم بدقائق اللغة العربية ودقائق تعبيرها، ولقد تحققت آمالي. وكتاب (مسلمون ومسيحيون) كتاب قد تصل صفحاته إلى 550 صفحة، لأنه كتاب يرصد الحركة الروحية والعلاقة الإخوية بين المسيحية والاسلام، ويؤكد أننا، مسلمون ومسيحيون، أمام الله الواحد الأحد الذي خلقنا جميعاً من أب واحد وهو آدم، وأم واحدة وهي حواء، وصنع بيننا سلاماً ومودةً وتآلفاً روحياً، علينا نحن أن نحافظ عليه وأن نضعه في حدقات عيوننا، وقد عشنا معاً طوال التاريخ نبني هذا الود والفهم ونؤمن بالمحبة والسلام ونرى الحُسن في بعضنا البعض كما عبَّر الصوفي المعذب التجاني يوسف بشير عندما قال: آمنت بالحسن برداً...... وبالصبابة ناراً وبالكنيسة عقداً منضداً .... من عذارى وبالمسيح ومن طاف.... حوله واستجارا إيمان من يعبد..... الحب في عيون النصارى ولقد افتتحت العلاقات بين المسلمين والمسييحين ملف التعايش وأغلقت ملف المرارات وراحت تثبت أن الدين لله والوطن للجميع، وأن الله هو الذي أعطانا أن نعبده في دين رُسم هو بنفس قواعده ونظمه، وأن الله نفسه يحمي الدين ويضع في ضمائرنا ما يجعلنا نتقرب من الله ونكون من المقربين، ونرجو أن تزداد درجة قرابتنا لله واقترابنا إليه حتى تتلاقى إرادتنا مع إرادة الله الذي يريد للجميع أن يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون. ولقد أثبت هذا التعايش تنامي الود والمحبة، وما زلت أذكر النفاج الذي كان يربط ما بين بيت واحد من أقباط أم درمان مع جاره المسلم، وعندما بدأت الاحتفالات بمناسبة سعيدة تخبر عن ميلاد أسرة جديدة في بيت مسلم، ما كان من القبطي إلا أن كسر الحائط الذي بين البيتين، لكي يتلاقي الناس معاً وتحتفل معاً في بيت واحد، واندهش المسلم من تصرف القبطي، وبعد مراسم الزواج السعيد أسرع المسلم بالتجهيز لبناء الحائط، بما فيه النفاج، علاقة الوصل، ولكنه فوجئ مرة ثانية بأن القبطي مصمم علي أن يدفع هو تكاليف هذا الحائط، وهو سعيد بالمناسبة السعيدة التي لجاره المسلم. مولانا المتوكل : لقد طبع مولانا قريب الله من المقدمة التي كتبها في 29 صفحة ما يقرب من ألفي نسخة وزعها على أحبائه، والحق يقال أن البروفسير قريب الله جاءت مقدمته لها من الأعماق ما لها، وفيها من الآفاق ما فيها، فلقد كان موفقاً جداً، وجاءت بعض تعليقات من أحبائه تفيض حباً وعشقاً لأسلوب مولانا وولهاً وتيهاً بأعماقه العميقة، وأذكر هنا ماجاءه من مولانا الشيخ الأستاذ المتوكل خليفة وكلامه صافٍ مثل صفاء السماء ونقي مثل طهارة ماء المطر، فإلى ما كتب: زارني مولانا الشيخ الأستاذ المتوكل خليفة سيدي الوالد بعد الوالد العالم الثَّبْت الناثر والشاعر الجليل الشيخ/ محمد سرور نجل سيدي الأستاذ الشيخ عبد المحمود شيخ سيدي الجد الشيخ قريب الله – رحم الله أَسْلافنا جميعاً. وقدَّمْتُ له ما كَتَبْتُهُ تقديماً لما سَطَّره الأب الدكتور القمص كاهن كنيسة الشهيدين فيلوثاوس فرج رجاء أن يُصَوِّب ما جاء فيه لأنه صاحبُ قلمٍ وفكرٍ، ورث ذلك عن آبائه كابراً عن كابرٍ ولا بد وأن أنص على أن سيدي الوالد كان يُحِبُّ من أعماق قلبه السيد الشيخ والده أو قل كانا يَتَحَابَّان في الله عزَّ وجل، ويوم قُدُومِه لسيدي الوالد هو يوم عيدٍ بالنسبة لنا. يُوَسِّع سيدنا الوالد علينا وعلى المَسِيد فيه، ويغْمرنا هو بأْعطياته رحمهما الله رحمة واسعة والله (لولا التآس بدار الخلد مِتُّ أسى). وإلى تعليقه الذي كتبه عَقِبَ انتهائه من مطالعة المقدمة مشكوراً مأجوراً. ومعذرة إن حجبتُ القارئ عن قلمه وفكره قليلاً، لأسطر ما قد فعلتْ فِيَّ أسْطُرُه التي أرجو أن أكون لها أهل، جزاك الله عَنِّي خيراً. والله إنِّي لأحب مطالعة قلمك نثراً و شعراً وأحب لقائك لطيب كلامك وأُنسك، وجمال صوتِكَ في الإِنشَاد الدِّيني. الطيب محمد الفاتح قريب الله بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آلهم وتابعيهم ومن تبع هُدَى رسولِ اللهِ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين. وبعد ،،، فهذه كلمة وجيزة أردنا أنْ نُعَلِّقَ فِيها على رسالة الدكتور الشيخ الطيب الشيخ الفاتح إلى الأب الدكتور القُمُّصْ فيلوثاوس، الرَّجل الذي كثيراً مَا كَتَب كتابات تشْتَم فيها رائحَة التَّقْريب بين المسلمين والمسيحين فنقول: لقد أَبلى الدكتور الشيخ الطيب بلاءً حسناً في شرح (العقيدة المسيحية) مُبَيِّناً مِنْ خلال ذلك العَلاقَةِ الحَميمة والمودة القائمة بين المسلمين والنصارى مستشهداً جزاه الله خيراً بآيات من القرآن المُصَدِّق لما بين يديه من الكُتُب السابِقَة والمُهَيْمِنُ عليها. وقَدْ أَسْهَب الدكتور الشيخ الطَّيِّبْ وأطال إِطالة مفيدة مِمَّا فيه مدعاة لإِفْشاء الرُّوح الطَّيبة بين الدِّيَانَتَيْن اللَّتين ينتمي إليهما الغالبية العُظْمَى من سكان الأرض المعمورة. ذلك خدمة للمجتمع الإِنساني وبُعداً عن الإحتراب والتَّناوُش والتَّشَاكُس والإقتتال. وقَدْ اقترح الدكتور دفع الله الحاج يوسف أن تترجم هذه الرسالة إلى اللغة الإنجليزية لِتَعُمَّ الفائدة وليقرؤها المجتمع الأوربي المسيحي وغيرُه من المسيحيين فجزاه الله خيراً على هذا الإقتراح القَيِّم. وختاماً نقول، جزى الله خير الجزاء مولانا الدكتور الشيخ الطيب الشيخ محمد الفاتح وأمد في أيامه خدمة للمسلمين والإسلام والمجتمع الإنساني كافة. وصلِّ اللهم وسلم على مَنْ أرسلته رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين. المتوكل الشيخ محمد سرور/ طابت