حفلات على ظهور (الحمير)..!! الخرطوم : محمد البشاري ظاهرة تبدو مألوفة لدى الكثيرين ممن شاهدوها.. وذلك بقيام من يعملون في نقل المواطنين داخل محلية أمبدة عبر وسيلة (الكارو) لترحيلهم إلى مواقع سكنهم وهذا ليس بمستغرب.. ولكن ما نود أن نشير اليه في هذه المساحة هو اجتهاد صاحب الكارو في جذب المواطنين لركوب الكارو عبر قيامه باستخدام (مسجل) يتم توصيله بواسطة بطارية حتى يتم ترغيب المواطن لركوب الكارو، والاستمتاع بسماع كبارالفنانين والتفاعل مع ما يقدمونه من أغنيات خلال ذلك المشوار.. دلفنا إلى عدد من أصحاب الشأن في الموضوع محور النقاش فكانت إفاداتهم جريئة... (1) عبارة كارو في مناطق أمبدة يطلق عليها (الركشة أم ضنب).. ويقول أحد اصحاب الكارو هناك إن وسيلة الكارو أصبحت أكل عيش لهم في ظل ظروف قاسية اضطرتهم لاتخاذ العمل بالكارو كوسيلة. وواصل سرده للتفاصيل بالقول إن فكرة إدخال المسجل جاءت كوسيلة لجلب المواطنين لركوب الكارو لمعرفتهم التامة لعشق الشعب السوداني وحبه اللامحدود للطرب والموسيقى وتنفسه لها وزاد انهم في حاجة ماسة للمال الذي لا يتأتى الا عبر ادخال وسائل حديثة وجاذبة تضفي بريقا اخاذا على مثل هذه المهنة التي لا تنتج لصاحبها أموالا يسدد بها متطلبات الحياة اليومية الا عبر ابتكار وسائل تعمل على جذب المواطن الذي يبحث عن الافضل. (2) ويعترف آخرون أن هنالك فرقا كبيرا ما بين الكارو (ابو مسجل) والآخر.. ودائما يظهر الفارق في المشاوير، ويقول (حسن) صاحب كارو إن من لا يملك مسجلا بداخل الكارو الذي يعمل به (بضيع في زمنو)، واعتبر أن العمل بالكارو يحقق لهم اوضاعا افضل في ظل ازمة اقتصادية طاحنة تمر بها البلاد واضاف (ما تشوف الموظفين الشغالين في الحكومة قاشرين نحن عندنا قروش اكتر منهم). (3) بسؤالنا لاحد المواطنين الذين يستقلون الكارو لإيصالهم لمناطق سكنهم حول رؤيته للمسجلات التى تعمل بداخل الكارو لجذب الراكب اجاب انه يقوم بركوب الكارو دون النظر إلى إحتوائه على آلة غنائية أو غيره، بل غرضه الأساسي الوصول لمنزله لأخذ قسط من الراحه للمعاناة جراء العمل المتواصل خلال ساعات النهار وأضاف:(دا كلام فارغ.. انا بركب أي كارو والسلام). (4) على النقيض تحدث الينا احد الركاب قائلا إن المسجل اصبح وسيلة ضرورية داخل الكارو حيث يتمكن من خلاله من الاستمتاع بالطرب مع كافة اطياف الفن السوداني، واضاف: تجدني في قمة الطرب وانا في طريقي إلى المنزل بالاستماع لما يقدم في الكارو من وصلات غنائية اتفاعل معها بشدة.. وزاد: (لكن ما أي غناء، الفن الاصيل بس).