ابايو...أصغر ميكانيكي يحلم بالسلام في كاوقلي.! كادوقلي : يوسف دوكة يضم يده على (الشاكوش) كبرعم زهرة وشيكة التفتح، يرتدي ملابس (ملطخة) بزيت الراجع تلك الملابس التي تدل علي ان مهنته ميكانيكي، ولكن عمره الصغير يجعلك تظن انه لا يمتهن تلك المهنة، وبينما كان الفضول يتلاعب بنا مابين هذا وذاك ونحن جلوساً بسوق المدينة، صعد ذلك الطفل علي عربة بت فورد (سفنجة) محاولا فتح (كبوتها) و(قفل) باب ظنوننا، مؤكداً لنا أنه ميكانيكي ، وبعد صعوده تحدث مع أحد الموجودين في الورشة بصوت عال فيه نبرات الطفولة منادياً: (العربية دي عايزة حاجات بسيطة بس كانت مركونة يعني شغالة تش)، هذا المشهد جعلنا نقف فعلياً أمام اصغر ميكانيكي في كادوقلي وهو محمد حماد الشهير ب(ابايو) وندردش معه في هذه المهنة فماذا قال ابايو ....؟ عربات الطين: في بداية حديثه ل(السوداني) قال ابايوا: (أانا اسمي محمد حماد لكن الناس أكتر حاجة بنادوني ابايو...وأدرس في الصف الاول بمرحلة الاساس وبعمل في هذه المهنة قبل ان التحق بالمدرسة حيث كنت أعمل ميكانيكاً في الورشة منذ الصباح الى المساء وانا أحب شغل الميكانيكا شديد منذ أن كنت صغيراً حيث كنت أقوم بتصميم العربات ب(الطين) ويضيف ضاحكاً: (كنت بتخيل العربية خسرانة وبحاول اصلحا وخالي احس بأنني ممكن أكون ميكانيكياً شاطراً، عشان كدا طلب مني أمشي معاهو الورشة وبعد أيام بسيطة اتعلمتا شغل كتير في صيانة العربات وبعدها بقيت ميكانيكي زي خالي). ركشة وسفنجة: وعن العربات التي يقوم بصيانتها يقول ابايو ل(السوداني) بزهو جعله ينزل من (كبوت) العربية إلى الأرض:(أنا كل أنواع العربات الموجودة في كادوقلي والسودان أقوم بصيانتها ومافي عربية في (البلد دي ما بقدر عليها ) وأنا تعلمت صيانة العربات علي يد خالي وهو ميكانيكي معروف في كادوقلي ويعتبر من أشهر الميكانيكية في المدينة)، ويضيف ابايو ل(السوداني): (عشان كدا أنا اتعلمت الشغل سريع.. وبقيت زي خالي برضو معروف..والزول البتعلم علي يد زول شاطر برضو بطلع شاطر وأنا بقيت شاطر زي الخال). عشان الزبائن: ويواصل ابايو في الحكي ل(السوداني ) قائلا: (كل العربات أقوم بصيانتها حتى الموتر والركشة، وحتى العربات الكبيرة الحجم مثل اللوري والترترات والسفنجة وطبعاً الأخيرة دي الآن أنا بعمل في صيانتها برغم إنها كانت (مهجورة) ولم تتحرك منذ سنين واآن اشتغلت (تش) وأصبحت زي العربة الجديدة وممكن كمان تشتغل أحسن من الأول وتاني ما بتخسر قريب بإذن الله عشان أنا (بزبط) شغل مية مية وما بخلي حاجة ناقصة ودا كلوا عشان الزبائن ما يزعلوا. وقف الحرب: وعن أمنياته المستقبلية يقول ابايو ل(السوداني): أنا أتمنى بعد ما أكبر، أن أتخصص هندسة عشان بحبها كتير وأكون زول متعلم أكتر وبحقق الأمنية دي بعد ما أدخل الجامعة بإذن الله وبعديها بكون (معلم) كبير وعندي شهادات وما بتكون المكنيكا هواية (ساااااي)، وهنا توقف ابايو برهة وبعدها أضاف بصوت حزين : (وبتمنى تقيف الحرب في كادوقلي وما أسمع صوت (دانات) و(طلق) عشان أحقق أمنيتي دي ويضيف : (الحرب بتخلي الناس عايشين في (قلق) وخاصة أنا كل ما أسمع صوت أنفجار طوالي بجدع الشاكوش و بقول الليلة بموت وما بحقق أمنيتي)...ويزيد: (أنا بدعو كل حاملي السلاح أن يضعوه ارضاً، وأن يعم السلام كل البلاد).