لدي قناعة كبيرة جداً بان الجيل الحالى هو الذي سينفع هذه البلد ويضعها فى موقعها الطبيعي بين الأمم المتقدمة، وكثيراً ما اطرح وجهة نظري هذه فى الكثير من النقاشات، والموضوع ببساطة لان هذا الجيل نشأ فى بيئة مختلفة وتربية مغايرة تماماً للأجيال السابقة، ونحنا فى تربيتنا تم تشبيعنا بالكثير من الخذعبلات والخرافات، يعنى زمان أهلك بخوفوك من (الحرامي والبعاتي، والضلمة) وعادي زي الزبادي (مكنات ووهمات الناس الكبار بتمشي فينا)، والواحد كان يرجف من رأسو لكرعينو لمن يقولوا ليه (الليلة البعاتي جاء)، واوعك (تمرق من البيت عشان الضلمة)، و(لو مشيت برة البيت بتلقى الحرامي)، وهكذا كانت تمضي بنا الحياة وعشنا طفولة برئية وجميلة ولكنها مليئة بمثل هذه الأشياء غير الحقيقية . لكن شفع الزمن دا (ولدوهم بسنونهم)، واذا فى طفل قلت ليه (البعاتي ولا الحرامي ولا الضلمة حيتضحك فيهم حتي تبين نواجزه)، أطفال هذه الايام (مفتحين وناقشين أى حاجة)، طفلى أحمد الذي اقترب من عامه الخامس عندما يتحدث معى فيقول لى يابابا عايز (تلفون اى فون فايف وعربية توسان)، لمن قال لى الكلام اتخلعت عديل، وطبعاً طوالى قلت ليه حاضر (يعني تقول ليه شنو)، ان كان لاعندك خيل ولا مال فليسعد النطق ان لم يسعد الحال)، ونحن المساكين زمان الواحد لو شطح شديد مع اهلو يقول عايز (جنيه) عشان يمشي الدكان، لكن شفع الزمن دا لمن تسوق الواحد الدكان بخش البقالة بشيل (الدايرو ولا بشاورك وانت عليك تدفع من سكات)، هذا يدل على (ثقة فى النفس ) ودي جميلة ولكن (الثقة فى الوالد بان سيدفع دي يا جني بالغت فيها وخليك حنين على ابوك). وبعدين أغرب حاجة فى الشفع ديل (سألين سؤال)، اى حاجة عايزين يعرفوها ومرات الواحد بيسألك سؤال الا ترجع ل(قووقل) عشان تجاوب ليه، ومعظم هؤلاء الأطفال يتعاملون مع التكنولوجيا بشكل مذهل وكثيراً ما يلجأ اباءهم الى الاستعانة بهم فى معرفة برنامج فى الهاتف الذكي او الريسيفر او الكمبيوتر، وما شاء الله تبارك الله (شفووت فى القصة دي والواحد براحة يمكن يبقى هكر يخترق البيت الأبيض الامريكي ذاتو)، وعلى ذلك قس. الجيل الذي اتنبأ له بمستقبل باهر يعيش طفولته الأن فى العاب البلى استيشن والآيباد والهواتف الذكية والكمبيوتر، اما نحن ديل ناس (قريعتي راحت )ديل كنا بنلعب (بلى ورواندس وام حفيرة وام كيزان) فى الشارع العام، واللعبات دي لا تنمي قدرات الذكاء او التفكير، وبتعملك حاجة واحدة بس (الغلاط). والشفع (المسلطين ديل) بتاعين الزمن دا هم حيقدروا يعملوا حاجة كويسة للبلد دي لثقتهم الكبيرة فى انفسهم وقدراتهم الذهنية العالية وتعاملهم الجيد مع وسائل التكنلوجيا الحديثة، لذلك هذا الجيل يحتاج لمعاملة مختلفة وان يخضع اباءهم وامهاتهم لاعادة تأهيل حتى يستطيعوا ان يواكبوا فهمهم المتقدم، لكن اذا عايز تتعامل مع طفلك بسياسة (الحرامي والبعاتي والضلمة)، بفضحك فضحية وبيشيل حالك فى الحي والأحياء المجاورة وقد يقول لك طفلك الصغير ذو الأربعة اعوام (يا أبوي عليك خليك جادي ضلمة شنو ووهم شنو وشيل الحاجات والخرافات دي من رأسك).عشان كدا الاباء والامهات لازم يتقنوا وسائل التكنلوجيا حتي يستطيعوا ان يتفاهموا مع اطفالهم (المصايب ديل) وحتى تكون هناك لغة مشتركة تسهل التواصل بين الطرفين. السوداني عدد السبت 21 ديسمبر 2013