سلفيون سودانيون..مساجين في دول أخرى تقرير : الهادي محمد الأمين سؤال ملح ومتفجر بدأ يطرح نفسه بقوة في هل جاءت هذه الإجراءات من قبيل المصادفة أم خضعت لترتيبات أمنية واستخباراتية بالداخل والخارج حينما استقبلت الخرطوم منذ منتصف شهر ديسمبر الجاري عدداً من السجناء السودانيين الذين كانوا رهن الحبس والاعتقال في سجون بعض الدول بتهم الأرهاب والانتماء لتنظيم القاعدة . بشكل متتابع في النصف الأول من الشهر الجاري وصل للسودان بعد فترة تزيد عن ال10 أعوام د. أبوبكر هاشم بعد أن قضي فترة محكوميته بسجني (الوثبة) و (الإبعاد) بدولة الإمارات العربية المتحدة وترحيله للسودان بشكل نهائي سبق ذلك وصول آخر سجينين سودانيين للخرطوم بعد ترحيلهما من معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية الأمريكية بكوبا وهما محمد نور عثمان وإبراهيم عثمان إدريس بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الأسبوع الماضي أنها سلمت سودانيين اثنين من معتقل غوانتانامو إلي سلطات الخرطوم ونقلت شبكة ال(سي إن إن) الإخبارية عن وزارة الدفاع الأمريكية أن قرار الترحيل شمل محمد نور عثمان (51) عاماً وإبراهيم عثمان إدريس (52) عاما وهما آخر المعتقلين السودانيين بالسجن الشهير وكانت السلطات الأمريكية قد اتهمت في وقت سابق إبراهيم عثمان بالانضمام إلى شبكة إرهابية والولاء لتنظيم القاعدة أمّا محمد نور عثمان فقد أقرّ – طبقاً – للمصدر بالتهم الموجهة والمنسوبة إليه وصدر بحقه حكما قضائيا بالحبس انتهت مدته في ديسمبر الجاري . معتقلو السعودية وتزامن مع كل ذلك إفراج السلطات الأمنية السعودية قبل عدة أيام عن الشاب السوداني حمد النيل أبو كساوي الذي تم توقيفه في مطلع العام 2004م بمطار المدينةالمنورة بسبب الاشتباه بانتمائه للقاعدة بعد وصوله من سوريا للسعودية لأداء شعيرتي الحج والعمرة حيث اختفى الرجل بعد آخر اتصال له مع أسرته فور تحركه من مطار دمشق وانقطعت أخباره تماماً عن عائلته بالسودان غير أن سودانيا كان في زيارة تفقدية لأحد أقاربه بذات السجن ليجد أبو كساوي فرصة للحديث للضيف الزائر للسجن ليحمله وصية لأهله تفيد باعتقاله في المدينةالمنورة لتكتمل فرحة الأسرة بصالة كبار الزوار بمطار الخرطوم خلال الأيام الماضية وأفرد المنبر العام لسودانيز أو لاين (بوستا) خصصه من أجل التضامن والمناصرة مع أبو كساوي وكتب مدونون في المنتدي العام للمنبر حملة أطلق عليها (يعبر النهر مرتين ... مأساة حمد النيل أبو كساوي هل هي تكرار لمأساة سامي الحاج) ؟ وكان حمد النيل أبو كساوي يعمل تاجراً متجولاً ما بين سوريا والسودان والسعودية غير أن السلطات الأمنية السعودية اشتبهت في تحركات الرجل الذي أمضى قرابة ال10 أعوام بالمعتقلات السعودية. سر غوانتانامو لكن ليس من المستبعد أن يكون قرار تفريغ سجن غوانتانامو الشهير من المعتقلين السودانيين ووصولهم للخرطوم عبر دفعات متتابعة يعبّر عن شكل من أشكال الصفقات والتسويات السياسية بين الخرطوم وواشنطن وخطوة في طريق التطبيع بين السودان والولايات المتحدةالأمريكية فقد نقلت وسائط إعلامية ومصادر أمنية أن عودة الفوج الأخير من معتقلي غوانتانامو جاء بعد تفاهمات دبلوماسية وسياسية مشتركة جرت بين وزير الخارجية السوداني علي كرتي ونظيره الأمريكي جون كيري طوت وبصورة حاسمة ملف معتقلي غوانتانامو بدءا من الإفراج عن أول مجموعة شملت الرشيد حسن أحمد – محمد الغزالي – حماد النور ثم إخلاء سبيل الآخرين وفي مقدمتهم حماد أمنو – سامي الحاج – عادل حسن حمد – وليد الحاج – أمير يعقوب – سالم محمود – مصطفى إبراهيم – إبراهيم عثمان إبراهيم – إبراهيم القوصي وأخيراً محمد نور عثمان وإبراهيم عثمان إدريس ليتم طي الملف بشكل نهائي ... ونجد أن ملف غوانتانامو تتشابه فصوله مع قصص سودانيين آخرين كانوا قابعين في معتقلات دول أخرى بذات التهم والحيثيات. ففي شهر ديسمبر من العام الماضي أفرجت السلطات الإماراتية عن المعتقل السوداني أحمد العدني الدخيري بعد توقيفه بمطار أبو ظبي فور وصوله من الخرطوم مباشرة وكان الرجل يعمل تاجراً متجولاً ما بين مدينة دبيالإماراتية وعاصمة إفريقيا الوسطى بانقي ويقوم بتصدير الثريات والنجف والتحف الإفريقية لبيعها في مدن الإمارات العربية المتحدة قبل التحاقه بجمعية الهلال الأحمر الإماراتي متفرغا للعمل في الصومال – خاصة في المناطق التي تقع تحت سيطرة حركة الشباب المجاهدين بجنوبي الصومال. وأعلنت وسائل الإعلام الإماراتية وقتها أن السلطات الأمنية استطاعت وضع يدها علي أكبر شبكة إرهابية تقوم بدعم الإرهاب وألقت القبض على كافة عناصرها وهم أحمد العدني الدخيري – الدكتور أبو بكر هاشم – محمد مهدي – محمد علي محمد حسن وخامس صومالي وتم الحكم على أفراد الخلية بالسجن والإبعاد عن الأراضي الإماراتية بعد انتهاء فترة المحكومية وتنفيذ العقوبة غير أن وساطة ومبادرة قام بها الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل نجحت في إخلاء سبيل أحمد العدني الذي عاد للسودان أواخر العام الماضي 2012م ثم عاد رفيقه الدكتور أبو بكر هاشم قبل أيام قليلة مستقراً بوسط أهله بحي امتداد الدرجة الثالثة بالخرطوم . وعلى ذات السيناريو وفي خواتيم العام الماضي قامت السلطات الموريتانية أثناء سيرالمعارك العسكرية بين جهاديي مالي والقوات الفرنسية – بترحيل أحد الجهاديين السودانيين المعتقلين بالسجن الحربي الموريتاني بالعاصمة نواكشوط وهو أسعد عبد القادر الذي ترددت عدة روايات وحكاوي حول طريقة القبض عليه بغرب إفريقيا بعد أن مكث في السجن قرابة ال4 سنوات قبل أن تعلن وحدة من الأمن الموريتاني القبض علي عناصر كتيبة عسكرية وخلية تتبع لتنظيم القاعدة قامت بتنفيذ كمين استهدف وحدة تابعة للجيش الموريتاني بالقرب من بلدة (تورين) شمالي البلاد وأسفرت الحادثة عن مقتل 12 عسكرياً. ومن أبرز المشاركين فيها أربعة قيادات ميدانية وهم محمد ولد عبدو (سلمان) محمد ولد أحمد (خالد أبو مسلم) عبد الرحمن ولد إده محمد ولد أشبيه وتردد أن أسعد عبد القادر كان من ضمن المجموعة حيث اعتقل لمدة عام كامل بالسجن الحربي المركزي بنواكشوط وقيل في ثكنة عسكرية بينما تشير روايات أخرى إلى أنه سجن في قاعدة عسكرية محصنة تسمى طائرة 14 وفيما بعد تم إصدار حكم في مواجهة عناصر التنظيم حيث أدانت محكمة الجنايات المتهمين الأربعة بتهمة القتل العمد والتمثيل بالجثث وتلقي تدريبات من الخارج والانتماء لتنظيم إرهابي وتم الحكم بسجن أسعد عبد القادر بسنتين لتكون مجمل المدة 3 سنوات و3 أشهر ليتم إطلاق سراحه نهاية العام الماضي بعد جولة مفاوضات جرت بين الحكومتين الموريتانية والسودانية توصلت لاتفاق قضي بترحيل أسعد عبد القادر ليصل للخرطوم قبل عام من الآن. اختطاف أجانب مع وصول محمد نور عثمان ورفيقه إبراهيم عثمان إدريس من غوانتانامو ثم حمد النيل أبو كساوي من السعودية وأبو كر هاشم من الإمارات العربية المتحدة يطلق التيار السلفي الجهادي – بلاد النيلين هذه الأيام حملة إعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر) تنادي بالإفراج عن المعتقل السوداني مجدي عبد العزيز عثمان الحسن الموقوف بسجن الشعبة الخامسة بأبو غريب والمحكوم عليه بالإعدام بعد كشف أنصار الشريعة أن الاعتقال والحكم بالإعدام بحق الرجل جاءا بسبب انتمائه لأهل السنة والجماعة ،فهل يتم تنفيذ حكم الإعدام عليه أم تظهر تسوية في المستقبل القريب تجعله يفلت من حبل المشنقة مثلما أفلت آخرون وصلوا للخرطوم بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدني من (كتف المقصلة) .