حسني مبارك (رئيس) الشقيقة مصر الأسبق وأحمد نظيف (رئيس الوزراء)، دار بينهما حوار (جاد ومسؤول) على الهواء مباشرة قبيل (التغيير)؛ الرئيس يسأل، ورئيس الوزراء يجيب، بكل جدية ومسئولية.. حسني: إنتاج القمح السنة دي (أد) إيه؟.. نظيف: كذا طن.. حسني: وإحنا محتاجين كام طن؟.. نظيف: يذكر رقما أكبر من السابق.. حسني، منزعجاً: الله.. وطيب ما زرعتوش زيادة؟.. نظيف: (ما عندناش ميه تكفينا)!!!.. حسني، يكاد يهيج: وطيب حتعملوا إيه؟.. نظيف: زرعنا محصولات ذات عائد أعلى سعراً وبتكلفة (مائية) أقل من القمح، وإستوردنا قمح بفرق السعر.. هنا.. هدأ (الرئيس) حسني مبارك وإطمأن على شعبه وعلى قمحه وعلى أداء رئيس وزرائه وعلى شطارة علمائه.. في الأخبار أن علماء زراعيين سودانيين يعملون على إنتاج قمح (سعودي) منذ سنوات وسنوات بمناطق مناخية تشابه مناخ شمالنا (الطارد) تماماً.. ذات العلماء أفادوا بأن زراعة القمح بالجزيرة وغيرها هو محض هراء سياسي، لا يجيب ولا يودي، ضياع مال ووقت وجهد، وإحباط ومداراة وكذب وخداع؛ يقوم به من لا اختصاص لهم.. وأصحاب الهوى والغرض، وأولاد (الأبالسة).. ونزيدكم (كيل بعير): أقسم بالله العظيم أني قد طلبت من أحد مدراء مشروع الجزيرة (صديق وزميل) أن أجمعه في لقاء ودي (غير رسمي) بالمدير العام لإدارة لبحوث الزراعية (صديق وزميل) والمدير العام لوزارة الزراعة بولاية الجزيرة (قريب عدييييل)، وذلك للتفاكر والنصح والإرشاد بغرض (الاستنهاض) للآمال والهمم.. صدمني الرجل بأنهم في مشروع الجزيرة (الذي كان) لهم أبحاثهم ولا يحتاجون (!!!!) للتعامل مع أي جهة بحثية لتدعمهم أو تنصحهم أو (تصلحهم).. فتأملوا هذ الحال المائل.. ولي تجربة (رسمية) سيئة للغاية- أدخرها لوقتها- مع ناس النهضة الزراعية، لا تقل فداحةً عما أقسمت عليه، تدل على العشوائية والتخبط وعدم المنهجية.. بل تدل على الخوف الشديد من العلمية والنظام والمنهج والدراسات.. نخلص، في عجالة، لحاجتنا الماسة والمستعجلة لمؤتمر زراعي اقتصادي يشترك فيه (شباب) الاختصاصيين بجانب بعض (شيوخهم)، من التخصصات ذات العلاقة بالسؤال التالي: ما المفترض أن نزرعه من محاصيل زراعية (نوع وكمية)؟.. وأين نزرعها (منطقة الزراعة)؟.. ومتى نزرعها (الزمان).. وكيف نزرعها (مطري- ري- مشترك)؟.. ويتبقى السؤال الأصعب: من هو الرجل الحصيف (وصاحب الفراسة) الذي سيقود هذا العمل ويستطيع (من قولة تيت) أن يفرق بين الصحيح والخطأ.. وبين الصادقين وأصحاب الغرض.. وبين الحالمين والمتوهطين الأرض؟.. اللهم أرزقنا هذا (الولد) التي تحتاجه هذه البلد.. آمين. كلمة ورد غطاها