بسبب قرار تحويل مهام تأمين بوابات المطار لشركة الهدف.. هرج ومرج بمطار الخرطوم! تقرير: هبة عبد العظيم هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته استفزت الخطوة التي اتخذتها شركة مطار الخرطوم الدولي بالتعاقد مع شركة الهدف للخدمات الأمنية لتأمين بوابات الدخول للمطار؛ ضباط وأفراد إدارة أمن الطيران، ويأتي تأمين البوابات من صميم أعمالهم. صراعات مكتومة دارت رحاها لفترة من الزمن داخل أروقة المطار، طفت للسطح صباح أمس. حين أتى أفراد شركة الهدف التي تعاقدت معها إدارة المطار لتأمين بوابات الدخول إليه، ليتسلموا مواقعهم؛ ثارت ثورة ضباط وأفراد أمن الطيران، وأعلنوا عن إضراب عن العمل لأول مرة في تاريخ الطيران المدني السوداني، بالتوقف الجزئي عن العمل، وتسليم عهدة المطار كاملة لمدير مطار الخرطوم، مما تسبب في تعليق بعض الرحلات وتأخر أخرى عن موعد إقلاع وهبوط طائراتها. ورغم محاولة إدارة المطار التقليل من تأثير الإضراب، إلا أنه بدا واضحاً للعيان. قوة أمن الطيران التي تعمل بمطار الخرطوم، تتكون من (300) فرد وضابط أمن طيران، يتوزعون على (4) ورديات. وكانت إدارة المطار قد استغنت عن خدمة عدد كبير من أفراد أمن الطيران بحجة الخصخصة، وهم ما يطلق عليهم لقب (العالقين)، إلا أن إدارة المطار بعد فترة قصيرة، أعلنت عن تعاقدها مع شركة الهدف، تطلب منها (150) فرداً لتأمين البوابات، بحجة نقص كادر التأمين، وبذلك ردت حجتها في تقليص أفراد أمن الطيران على نفسها. وأعربت إدارة المطار عن غضبها بقولها: "إن بعض العناصر من أفراد أمن الطيران، قاموا بالتعبير عن رفضهم للقرار عبر أعمال شغب ومعاكسات تمثلت في إغلاق بوابات الدخول وإيقاف الأجهزة". واتهمت إدارة المطار المضربين بمحاولة تعطيل الرحلات، وإيقاف الحركة الجوية بالمطار، إلا أنها عادت وقللت من تأثير الإضراب على حركة الطيران، بأنها كإدارة للمطار استعانت بالأجهزة الأمنية في اتخاذ التدابير اللازمة، مما ساعد في عودة انتظام الحركة الجوية في وقت محدود دون تأثير يذكر. والداخل أمس إلى مطار الخرطوم، يلحظ هدوءاً مريباً بساحته الخارجية، وغلياناً للمسافرين بصالات المغادرة والوصول. أربك الإضراب دولاب العمل وشلَّ حركة الطيران، ووفقاً لشهود عيان تحدثوا ل(السوداني)، فإن رحلاتهم تم تعليقها، وإن إدارة المطار أو شركات الطيران، لم تلكف نفسها لتقوم بإخطارهم بتأجيل رحلاتهم، وإنهم ظلوا لساعات ينتظرون إفادة رسمية من جهة مسؤولة تخبرهم بموعد محدد لرحلاتهم. في وقت تبادل فيه الطرفان: (إدارة المطار وأمن الطيران) الاتهامات، إلى أن تدخلت جهات عليا في الأمر وفقاً لمصادر موثوقة تحدثت ل(السوداني) لتهدئة الأزمة وحاولت أن تصل لحلول ترضي الطرفين. وتقول المصادر إن البوابات بمطار الخرطوم سبع بوابات، تدرب أفراد أمن الطيران على تأمينها بمهارات اكتسبها أفرادها عبر الخبرة والدورات التدريبية التي خضعوا لها، وحازوا فيها على شهادات من أكاديمية الطيران (المعهد القومي للطيران المدني)، وهي الجهة المتخصصة التي تخرج كوادر الطيران المدني. إلا أن إدارة المطار في بيانها قالت في تناقض غريب، إن إدارة المطار تماشياً مع القواعد الدولية للعمل بالمطارات؛ فقد أوكلت مهام حماية وتأمين بوابات دخول مطار الخرطوم لشركة الهدف، التي تمتلك إمكانيات ومعدات وموارد بشرية مقدرة ومتخصصة في هذا المجال ومرخصة من سلطة الطيران المدني، دون المساس بمهام أفراد وضباط الإدارة العامة لأمن الطيران، وهي مهام متخصصة في تشغيل أجهزة الأشعة لفحص الأمتعة وتأمين قواعد السلامة بالمطار، وتأمين الطائرات قبل إقلاعها، وهي مهام محددة –على حد قولهم– ومعروفة دولياً وليس من ضمنها تأمين بوابات الدخول للمطار. غير أن إدارة المطار لم تذكر إن كانت قد اتبعت في تعاقدها مع شركة الهدف قوانين أمن الطيران الدولية، والتي نص عليها في الملحق (17) و(18)، وبرنامج أمن المطار والبرنامج الوطني لأمن الطيران، وهي قوانين تحكم عمل أمن الطيران. ووجَّه ضباط وأفراد إدارة أمن الطيران خطاباً إلى رئيس النقابة الفرعية للعاملين بالطيران المدني، أوضحوا فيه مدَّهم لحبال الصبر والتروي وسلوك منهج التواصل عبر سبيل قوة المنطق، وليس منطق القوة، مؤكدين فشل جلسات الحوار والنقاش والمكاتبات المستندة جميعها على الحقائق والمنطق والأدلة، واعتبروا أن وصول شركة الهدف واستلامها للمواقع صباح أمس، قاصمة ظهر دفعتهم لاتخاذ القرار المر –على حد وصفهم– بالتوقف الجزئي من العمل وتسليم عهدة المطار كاملة لمدير مطار الخرطوم. ووصفت شركة مطار الخرطوم الدولي الإضراب بالخطوة غير المسؤولة، وقالت في بيان لها تسلمت (السوداني) نسخة منه، إنه قد سبقت خطوة انتقال مهام تأمين المداخل لشركة الهدف العديد من الخطوات، استوفت الإدارة خلالها العديد من المراحل من إجراءات وتدابير من بينها تنوير العاملين والنقابة وإطلاع الجهات المختصة في الدولة، وتعميم النشرات اللازمة للشركات والأجهزة والوحدات العاملة في المطار. وتأسفت إدارة المطار للخطوة التي وصفتها بغير المسؤولة، التي قادتها بعض العناصر بالمطار، وأكدت عملها مع كل أجهزة الدولة لضمان انسيابية الرحلات وفق الجدوال المعلنة، وجددت استمرار برنامجها الإصلاحي –على حد تعبيرها- والخطط التحسينية الرامية لسد الثغرات وبلوغ أقصى المعايير والاشتراطات المطلوبة، لتعزيز كفاءة المطار والارتقاء بخدماته.