المعارضة والحوار.. إعادة تعليب (الشروط القديمة) ++ تقرير: ماهر أبو جوخ ++ كوتيشن (...) هذه هي الرسائل التي وجهتها المعارضة لحزبي الأمة والمؤتمر الشعبي ++ أكثر من ساعة أمضاها الصحفيون والإعلاميون الذين امتلأت بهم القاعة الرئيسية بمقر حزب المؤتمر السوداني بشمبات في الخرطوم بحري ظهر أمس، في انتظار المؤتمر الصحفي الذي دعا له تحالف قوى الإجماع الوطني، للإعلان عن بيان سياسي يتطرق للأوضاع العامة بالبلاد، خاصة الجزئية المرتبطة بالحوار، خاصة عقب التداعيات الأخيرة التي ارتبطت بمنعهم من قبل السلطات الرسمية من تنظيم ندوة سياسية أوائل الأسبوع الجاري بميدان الرابطة بشمبات، وهو ما دفعهم لنقل الندوة لدار المؤتمر السوداني بشمبات. ++ بدأت قيادات الأحزاب السياسية التوافد ودخول القاعة، حيث جلس في المنصة الرئيسية كلٌّ من المرشح السابق لانتخابات الرئاسة رئيس حزب التحالف الوطني السوداني، العميد ركن متقاعد عبد العزيز خالد، ورئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، والقيادي بحزب الحركة الاتحادية أبو الحسن فرح، في ما وُجدت قيادات أخرى، أبرزها السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، والقيادي بحزب البعث السوداني يحيى الحسين، والرئيس السابق لنقابة أساتذة جامعة الخرطوم د.بابكر حسين، على مقربة من المنصة الرئيسية. إعلان ال(12) وجّه إعلان شمبات الذي صدر عن اجتماع 12 رئيساً لأحزاب تحالف قوى الإجماع الوطني، الذي تم الاتفاق على نقاطه الرئيسية مساء السبت الماضي، عقب منع السلطات إقامة ندوتها السياسية بميدان رابطة شمبات؛ وجّه انتقادات عنيفة للحكومة وتعاملها مع القوى السياسية. وجدد الإعلان الذي تلاه في المؤتمر الصحفي رئيس الحزب الوحدوي الناصري د.جمال إدريس المطالب السابقة، التي وضعتها المعارضة للمشاركة في الحوار، والمتمثلة في كفالة الحريات وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإيقاف الحرب. وطبقاً للإعلان، فإن المعارضة أشارت إلى رفضها المشاركة في أي حوار لا تكون نتيجتها تفكيك سلطة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ويفضي لتكوين سلطة انتقالية تفتح الطريق أمام تأسيس حياة ديمقراطية. أكثر من رسالة تعمدت قيادات المعارضة خلال مؤتمرها الصحفي توجيه عدة رسائل، لعل أبرزها التي وجهتها لحلفائها في حزبي المؤتمر الشعبي وحزب الأمة القومي، حينما أشار القيادي بتحالف قوى الإجماع وحزب الحركة الاتحادية أبو الحسن فرح في المؤتمر الصحفي، إلى حرصهم على قواعد الحزبين ونضالاتهما المشتركة معهم حتى الآن، من أجل تحقيق التحول الديمقراطي، مؤكداً أن تلك التضحيات "لن تضيع سدى" -حسب قوله. وكشف في ذات الوقت عن التئام اجتماع مساء أمس بين قيادات تحالف المعارضة ورئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، لمناقشة فك تجميد (الأمة) في التحالف وانخراطه مجدداً في أنشطة تحالف المعارضة. لكن تبقى أهم الرسائل التي وجهها فرح، وهي للأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي، استناداً على إرهاصات التقارب بينه وبين (الوطني) مؤخراً، والتي تأتي بعد مفاصلة بين الإسلاميين استمرت لحوالي عقد ونصف من الزمان، مبيناً أن عودة الترابي –الذي كان أميناً عاماً للحزب الحاكم ورئيساً للبرلمان والحاكم الفعلي للبلاد قبل وقوع المفاصلة بين الإسلاميين وانقسامهما بين المؤتمرين (الوطني) و(الشعبي)- للخندق الأول للإنقاذ، لن تساعد الحكومة أو تنقذ البلاد من أزماتها الحالية، ومضى لأكثر من ذلك حينما اعتبر تلك العودة في هذا التوقيت استناداً إلى التطورات الإقليمية والدولية والتحركات المناهضة للحركات الإسلامية بالمنطقة بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر، ستتسبب في زيادة عزلة الحكومة التي تحتاج بشكل كبير إلى حدوث انفراج واختراق في مجال علاقاتها الخارجية بشكل يمكّنها من الإفلات من الحصار العنيف المفروض عليها، والذي بدأ يأخذ منحى اقتصادياً بقرارات البنوك السعودية والإمارتية بإيقاف التعاملات البنكية والمالية مع البلاد. (احذروا التقليد) أما القيادي بتحالف المعارضة، ورئيس حزب المؤتمر السوداني، إبراهيم الشيخ؛ فأشار إلى أن المعارضة قررت مناهضة ومقاومة قرار محاصرتها في الدور باللجوء لتنظيم ندوات جماهيرية في الميادين العامة، وانتقد الإجراءات التي اتخذتها السلطات وقضت بمنعهم من تنظيم ندوة يوم السبت الماضي، معتبراً أن نتيجتها أظهرت "رسوباً للحكومة في اختبار الجدية والمصداقية في ما يتصل بالحوار" -حسب قوله. تبقى من أبرز القضايا التي تطرق لها الرجل، وأثارت انتباه الحضور، هي إشارته إلى عدم وجود أي مجموعة مخولة من قبلهم للتفاوض مع الحكومة والحزب الحاكم، وقال: "أي مجموعة ستقوم الحكومة باستدعائها للتحاور معه، فليست لديها أي علاقة بقوى الإجماع"، مشيراً إلى وجود سجل حافل لها في ما يتصل باستنساخ مثل تلك المجموعات السياسية واختراعها والتوقيع معها على اتفاقيات سياسية. استمرار النشاط في ذات الوقت، أعرب الشيخ عن قلق تحالف المعارضة من انتشار السلاح بشكل قد يمثل تهديداً مستقبلياً على البلاد، معتبراً الأوضاع الحالية التي تشهدها دارفور وتصعيد العمليات العسكرية فيها مؤخراً، أعاد للأذهان التصعيد المماثل الذي شهده الإقليم في عام 2003م، معتبراً تلك الوقائع والملابسات تدعم مطالب المعارضة التي تشترط تهيئة المناخ قبل الانخراط في الحوار. أما القيادي بتحالف المعارضة، ورئيس الحزب الوحدودي الديمقراطي الناصري، د.جمال إدريس، فأشار إلى استمرار المعارضة في برنامجها التعبوي وتنظيم ندواتها في الميادين العامة، بغض النظر عن موافقة الحكومة أو رفضها، مبيناً أن نشاطهم الجماهيري في الشارع "مستمر ولم يتوقف أصلاً" -حسب قوله.