المهدي في قطر.. ما الذي يجري هناك؟! تقرير: محمد حمدان فى قصر البحر بالعاصمة القطريةالدوحة استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني صباح أمس الأول رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي فى زيارة الى الدوحة تستمر يومين التقى فيها بأمير قطر الشيخ تميم ومن المتوقع أن يعقد فعاليات سياسية عن الربيع العربي والراهن السوداني. استجابة تميم زيارة المهدي تأتي فى ظل توتر مكتوم بين قطر وبقية دول الخليج لاسيما (السعودية والبحرين والإمارات) على خلفية التطورات الجارية فى المنطقة العربية وقد أعلن المهدي يوم السبت الماضي عن دفعة بمقترح لتكوين مجلس حكماء يتوسط بين البلدان العربية بعد أن وصف ما جرى بينها بالتقاطعات التى تهدد بقيام حرب باردة ووفقاً لبيانه الذى تلاه نائبه فضل الله برمة ناصر أن أمير قطر تميم بن حمد أول من استجاب لمقترح المهدي، وبحسب السكرتير الصحفي للمهدي محمد زكي فإن المهدي يبحث مع الأمير القطري الأزمة الخليجية والشأن السوداني والإقليمي ويعقد ندوات حول تطورات الربيع العربي والراهن السوداني ولقاءات مع أعضاء حزب الأمة ويعود للخرطوم بعد يومين، بالتركيز على حديث زكي الذى أكد فيه أن المهدي سيعود الى الخرطوم يبعد احتمال أن غرض الزيارة يأتي بهدف التوسط بين البلدان العربية وإنما لشيء ما فى الدوحة، وبتتبع مجريات الواقع السياسي فى المنطقة العربية لا يمكن عزل مجريات الأوضاع فى السودان عنه، وهنا يكمن التساؤل فى الدور القطري الذى ظل يسير بفعالية متنامية فى السودان فوفقاً لأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الخرطوم د.صبحى فانوس فإن الجهد القطري فى الفترة الأخيرة تجاه السودان يرتكز على توحيد التيارات الإسلامية خاصة الإخوانية (الشعبي، الوطني، الحركة الاسلامية وحركة الإصلاح الآن) ويأتي ذلك فى إطار دعم جماعة الإخوان المسلمين فى المنطقة وتلعب تركيا دورا رئيسيا مع قطر ويهدف الوضع الكلي الى تماسك التيارات داخل جماعة الإخوان فى ظل الرمال المتحركة التى تمر بها المنطقة العربية وما حدث نتيجة لتداعيات ثورات الربيع العربي، ويضيف فانوس ل(السوداني) أن المهدي له تقديراته ومعلوماته للهدف القطري ولا يقبل ان تكون مصالحة الإسلاميين على حساب حزب الأمة لذا يسعى المهدي إلى أن يؤكد وجود حزبه فى الصورة داخلياً وإقليمياً ورغم أنه ليس جزءاًَ من الإخوان ولكن له تحالفاته الاقليمية. ويؤكد فانوس على أن الحراك المحموم يدور حول حاضر ومستقبل الجماعة الاسلامية فى المنطقة. محطات وسناريوهات رغم غياب المعلومات والتكتم على ما يجري فى لقاءات القادة السودانيين بالدوحة إلا أن ثمة محطات هامة يمكن من خلالها تسليط الضوء على ما خفي من دهاليز أهل ساس يسوس، ولعل ما يؤكد توجهات الدوحة الرامية لتوحيد الاسلاميين على مستوى المنطقة تؤكدها عدة دلائل وقد تزامن تواجد حسن الترابي لدى حضوره فعالية مؤتمر الحوار والتعايش السلمي الأسبوع المنصرم مع حضور زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي بجانب الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي احسان الدين اوغلو، فيتضح أن الدوحة ظلت فاعلة فى ذلك الدور وتأمين أرضية جديدة للإخوان وصياغة رؤى عصرية أكثر مرونة، فتطورات ذلك المشهد وزيارة تميم أربكت حسابات المهدي الذى من المحتمل أن الدوحة أرادت أن تطمئنه على أن التحركات الجارية لن تكون خصماً على أحد، ولتلك الأسباب يستبعد مراقبون أن تكون زيارة المهدي للدوحة بغرض التوسط بين البلدان العربية وإنما المتوقع إقناع الدوحة للرجل بالمضي فى الحوار حتى نهاياته وهو ذات الهدف الذى تقف معه الدوحة بثقلها فزيارة أمير قطر الأخيرة للخرطوم وتقديمها لوديعة مليارية دولارية الى الخرطوم والتحركات المكوكية لقادة القوى السياسية تؤكد أن الدوحة تقف خلف جمع الفرقاء السودانيين، ويشير خبراء الى ان المهدي متخوف من التقارب بين الترابي وتلاميذه فى الحكومة وليس من المستبعد ان ينسحب من الحوار الجاري تحت أي لحظة حال اتضح أنه يقارب بينهم على حساب حزبه، فى وقت يقول فيه الناشط السياسي الصادق آدم اسماعيل ل(السوداني) ان المهدي يطرح رؤية الوسطية الاسلامية ويسوق لتلك الفكرة عبر المنتدى العالمي للوسطية فى بعض البلدان العربية لافتاً الى ان الامين العام لهيئة شئون الانصار عبدالمحمود ابو قام بزيارة لكل من قطر وعمان قبيل زيارة المهدي لذات الفكرة ويشير الى ان الزيارة فى الغالب تسعى الى استمرار الحوار وتلمس أرضية يضمن من خلالها المهدي تواجده على الملعب السياسي السوداني بالاضافة الى البحث عن دعم لتجاوز محنة الازمات الراهنة التى تحيط بحزبه.