بعد أن نشرنا في هذه الزاوية قصة طالبة الأساس التي كانت اسرتها (المتعففة) تقتان على ما تجمعه لهم سراً من بقايا وأعقاب سندوتشات زميلاتها، تلك القصة التي وجدت تجاوبا منقطع النظير من القراء وأهل الخير وتدافعوا لإنقاذ الموقف ولكي تقف الاسرة على أرجله،ا بعد أن اصابها الضعف والهوان، فقد ظهرت حالة أسرة أخرى تعاني من الفقر والعوز اكثر مما عانت منه اسرة طالبة الاساس تلك. القصة تتلخص في أن الاسرة لا عائل لها حيث كان الوالد يعمل في القوات النظامية وبعد أن فقد وظيفته اصبح عاجزا عن اعالة الاسرة وخرج تاركا المنزل المؤجر والذي تراكمت ايجاراته وشكلت عبئا على الأم التي تعمل بكل ما اوتيت من عزيمة وفي اعمال هامشية لتوفر قوت اليوم لها ولابنائها الاربعة والاسرة تلتحف الارض وتستظل بالسماء، وتفاصيل القصة اكثر مأساوية من ذلك حيث طلبت الام أن نزورها بالمنزل لنرى الحال الذي وصلت اليه الاسرة. تزاحم هذه الصور قادني الى فكرة تجميع الجهود لدعم الاسر الفقيرة ولنصبح نحن كصحيفة حلقة وصل بين الجهات الشعبية والرسمية والمحتاجين، نتلمس احوالهم ونعرضها ونقوم بالتنسيق مع جمعيات بالأحياء كما فعل مواطنون عاديون في حارة عادية في الثورة بأم درمان والتي يسكنها أناس من مختلف انحاء السودان. وكما روى المواطن معتز عباس بأن احدهم رأى بعض الاطفال في الشارع العام وكانت ملابسهم المدرسيه بالغة الاهتراء حتى أن نسيجها اصبح رديئا مما سبب له شعورا بالصدمة وبعد صلاة العشاء بالمسجد ناقش مع الآخرين حالة الفقر الظاهرة على هؤلاء الاطفال لتبرز بعد ذلك جمعية وتنطلق للعمل الخيرى وبعد أن تم حصر الاسر الفقيرة ليدرك اعضاء الجمعية مسئوليتهم كمواطنين يشكلون حائط صد لتلك الاسر وحمايتها من الانحراف والتشرد وسؤال الناس. وجدت المبادرة ترحيبا ورغبة من الجميع حيث تبرع البعض بمبالغ مالية كدعم شهري وأحد المخابز تبرع بعشرة ارغفة يوميا لعدد خمسين اسرة كما عرضت عيادة طبية خيرية معالجة افراد هذه الاسر وتوفير الادوية لها وبدأت الجمعية في تجهيز اكياس الاغذية بصفة شهرية وتوزيعها على الاسر الافقر ليلا حتى لا تلحق الوصمة بها وإن لم يكن الفقر وصمة ولكن التعفف احيانا يمنع الاسر عن الافصاح عما تعانيه. بريدى مفتوح وهاتفي ايضا لدعم الفكرة وانزالها الى ارض الواقع ،فهناك الكثير من الاسر التي تعاني الحاجة الملحة وتعيش تحت خط الفقر، في معظمها تفتقد العائل أو ذات عائل واحد ولكنه يعاني المرض الذي يمنعه من العمل أو ليس لها دخل ثابت وتحتاج اولا واخيرا الى ما يسد رمقها. انعام محمد الطيب هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته