:: فاروق أبو عيسى، رئيس تحالف المعارضة، يلتقي بالوسيط الأفريقي أمبيكي ويبلغه شروط قوى المعارضة للانخراط في الحوار الوطني، وهي إلغاء القوانين المقيدة للحريات وإيقاف الحرب وإشراك الجبهة الثورية في الحوار الوطني.. ومريم الصادق، بلسان حزب الأمة، تبلغ أمبيكي موقف الحزب من الحوار عقب اعتقال الإمام الصادق المهدي. ومختار الخطيب، سكرتير الحزب الشيوعي، يبلغ أمبيكي موافقة الحزب المشروطة على الدخول في الحوار الوطني.. والمؤتمر الشعبي أيضاً، يبلغ أمبيكي.. ثم حزب البعث، وحركة حق بالتأكيد، وكذلك زعماء أحزاب الحكومة، وزعماء العشائر وربما شيوخ الطرق الصوفية.. كلهم، يلتقون أمبيكي منذ أسبوع ويبلغونه - أولاً بأول - ما يحدث في قضية الحوار الوطني. :: وما لم أكن مخطئاً في الرصد والمتابعة، فإن الوسيط الأفريقي أمبيكي هذا، ظل يلعب طوال منافسات دوري سنتريلق الحكومة في خانة (باك شمال)، أي ظل يتوسط في قضايا الحكومة والكوارث ذات الصلة بدولة جنوب السودان والحركات المسلحة بدارفور وقطاع الشمال.. وعليه نسأل أهل العلم، كيف - ومتى ولماذا - تحول أمبيكي فجأة إلى اللعب في خانة (باك يمين)، أي إلى التوسط في القضايا ذات صلة بقوى المعارضة والحكومة داخل السودان؟.. ثم كيف يكون هذا الحوار المعلن وطنياً وأمبيكي (ماخد راحتو في الخرطوم)؟.. وما نعرفه عن الوسيط أمبيكي أنه يدير ملف الجنوب والحركات - منذ سنوات - بتفويض من الاتحاد الأفريقي، فمن الذي فوضه ليدير ملف (الحوار الوطني)؟!. :: المهم.. تُخطئ قوى المعارضة لو لم تجد من يصلح لأن يكون وسيطاً بينها والحكومة غير هذا الوسيط الأفريقي (أمبيكي).. و إن كان لا بد من أمبيكي وسيطاً، نقترح تجنيسه ليصبح سودانياً بدرجة مجلس الوزراء والبرلمان وقوى المعارضة.. بعد التجنيس والزعامة، تقاتلوا في دارفور ثم هرولوا إلى (جودية أمبيكي)، وتطاحنوا في جنوب كردفان والنيل الأزرق ثم هرولوا إلى (جودية أمبيكي)، وأما في القضايا العالقة مع دولة جنوب السودان، فإن جودية أمبيكي هي (الساس والراس).. معيب جداً أن تصبح جودية أمبيكي هي المرتجاة في كل قضية وأزمة سودانية لحد تجاوزه (الوساطة الخارجية) إلى قلب الخرطوم بحثاً عن (وساطة داخلية)!!. :: علماً أن أمبيكي لم يحل قضايا الحدود مع دولة جنوب السودان، بل (خدرها) لحين انفجار مرتقب بين السودان وجنوب السودان.. ولم يحل قضية أبيي، بل (خدرها) لحين حرب مرتقبة بين الدينكا والمسيرية.. ولم يحل قضية دارفور، بل (خدرها) لحين تفاقم مرتقب.. ولم يحل قضية الجنائية الدولية، بل (خدرها) لحين مصير مجهول.. هكذا أمبيكي، اختصاصي تخدير وتسويف القضايا وإهدار الزمن في (اللاحلول).. ومع ذلك، تطمع قوى المعارضة بالداخل في جودية أمبيكي وتستقبله وتشكو له وتشترط له و(تضيع وقتها).. خذوها نصيحة أيتها القوى المعارضة: دور الوسيط أمبيكي في قضية الحوار الوطني لن يتجاوز دور (التخدير)، فالرجل يُدمن تخدير الأزمات ولا يتقن علاجها.