في كل عام يظهر لون قاتم لمشروع الجزيرة وهذا العام مع البداية الفعلية لانطلاقة الموسم الصيفي تنذر بفشل الموسم بسبب غياب أعمال الري والهندسة الزراعية والإدارة، إضافة لتلويح عدد من المزارعين بالإحجام عن الزراعة لعدد من المحاصيل بسبب ارتفاع تكاليف التحضير ووقفت (السوداني) مع عدد من المزارعين في عدد من أقسام المشروع ووثقت عدستها بؤس حال قنوات الري والترع التي تضج بالحشائش والطمي وتبين ل(السوداني) خلال جولتها أن أعمال الري بعدد من الأقسام بنسبة (صفر)% وكذلك غياب كامل للهندسة الزراعية، فضلا عن وجود مشكلة في الأبواب بكباري الترع والمواسير والأعمدة في ظل غياب كامل للكراكات واللودرات وارتفاع تكلفة التحضير من (25) الى (30)% عن الموسم الماضي. وأوضح المزارع محمد احمد القسم الشمالي أن ارتفاع تكلفة التحضير هذا العام تنذر بفشل الموسم الزراعي وذلك بإحجام العديد من المزارعين عن الزراعة لعدد من المحاصيل، مبينا أن سعر التحضير للدسك وصل 100 ج مقارنة ب(75ج) العام السابق ووصل سعر الحراثة 35 ج من 25 والطراحة الى 35 من 25ج، وهكذا أصبح حال مشروع الجزيرة، أضف إلى ذلك أن الماء كان ينزل إلى الترعة الرئيسية في شهر مايو من كل عام وتتم نظافة الترعة الرئيسية نظافة كاملة قبل ذلك ولكن الآن الماء وصل الترعة الرئيسية في أوائل يونيو ولم تتم نظافتها ولم يتم حتى الآن نظافة أبو عشرين وحتى الماء الذي تم إنزاله للترعة الرئيسية قل كثيراً هذه الأيام وقطع محمد احمد بالقول: "بكل صراحة هنالك إحباط شديد وسط المزارعين لعدم وجود رؤية أو خطة واضحة يسير عليها هذا المشروع الذي ظللنا نتمسك به رغم خسائرنا المتكررة أملا في الإصلاح، فأنا مثلا العام الماضي تعرضت لخسائر بسبب هذا التأخير في الموسم الزراعي وقد تصل أحيانا تكلفة الري ل300جنيه بالطلمبات إضافة لتعرفة الوقود الجازولين حتى لا أفقد محصولي ويقول عضو اللجنة المركزية لاتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل ميرغني عبدالقادر قسم المنسي ل(السوداني) إن التحضير في قسم المنسي كان يبدأ مبكرا في السابق إلا أن المزارعين اعتادوا على تأخير التحضيرات بل حتى الزراعة نفسها والتي هي عبارة عن مواقيت تتم في بداية يوليو وذلك بسبب تأخير وصول المياه وقلتها في أحيان كثيرة وهذا التأخير في كل العمليات الزراعية يسهم كثيراً في ضعف الإنتاجية لأن المزارع يكون مشتت الجهود فهل يعقل زراعة محصول الفول والذرة في وقت واحد ثم يعقبه مباشرة زراعة القطن اضف الى ذلك تكون الزراعة في منتصف وأواخر يونيو مما يتزامن مع شهر رمضان ويكون العمل متدنيا للغاية في عمليات النظافة الحش والكديب و.. ونقول بكل صراحة إن المزارع أصبح محاصرا بارتفاع المدخلات الزراعية وقلة المردود وأصبحت هذه المهنة طاردة للكثيرين. وأكد عبدالقادر تأخر التحضيرات للموسم الصيفي الذي كان يفترض أن تبدأ زراعة الفول في 25/مايو ثم تعقبه الذرة في 25/يونيو ولكن حتى الآن نسبة التحضير من جانب المزارع لا تتجاوز ال50% ونحن نتجاوز الربع الأول من يونيو وهذا التأخير في كل موسم سببه خصخصة الهندسة الزراعية والتي كانت تبدأ استعداداتها للموسم قبل (6) أشهر مما يعرض التربة للتهوية وفوائد اخري كثيرة بجانب الحفريات التي كانت تبدأ استعدادها بتأهيل الترع منذ شهر أبريل وتكون جاهزة لبداية الزراعة في 5/25 فيما قال المزراع عثمان احمد ري المسلمية: "ما نسمعه عن تحضيرات بالمشروع غير موجودة على ارض الواقع فحتى الآن لا يوجد أي تحضير للترع وأبوابها مكسرة والمزارع عاجز تماما عن تحضير أرضه لارتفاع اسعار التحضير هذا الموسم ونناشد الدولة بالتدخل لمعالجة مشكلة اسعار التحضير بدعم الوقود للآليات"، وأشار الى أن المزارع الذي يملك مقدرة مالية بدأ في تحضير أرضه أما البقية وهم الأغلبية يريدون الزراعة ولكنهم لا يجدون مقدرة مالية للزراعة.