الاخ الدكتور بشير آدم رحمة قد يكون له مقصد طيب ولكنه سلك مسلك الشيخ الترابي في قوله إنه ليس شيعيا ولا سنيا وإنما هو قرآني!! وللشيخ فيما اقر مآرب أخرى ولن نجد للدكتور بشير آدم رحمة عذرا الا إذا افصح وقال إنه لم يقصد تغافل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في حد الردة حيث قال الدكتور وبحسم قاطع بأن ليس في الاسلام ردة!! مستشهدا بالآية (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137)) سورة النساء، وكذلك الآية (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)) سورة الكهف، وسكت تماما عن ذكر أي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أي سند للائمة الاربعة والصحابة في أمر الردة عن الدين الاسلامي.. حيث أن الاسلام نفسه لا يتم الا بشهادة أن لا إله الا الله وأن محمد رسول الله كذلك الإقرار الثابت بأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو لا وحي يوحى.. فقد انكر الاخ بشير آدم رحمة كما جاء في الصحف حد الردة بالكلية ودون أن يقرن فتواه بأي سند صحيح من كتاب الله وسنة رسوله الكريم فقال (لا توجد ردة في الدين والاستتابة ثلاثة أيام) وزاد على ذلك وقال (يمكن أن يكون الشخص اليوم مسلما وغدا مسيحيا ثم يهوديا أو حتى ملحدا)!! مستدلا بالآية (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا .. (137)) سورة النساء، قائلا إن هؤلاء كانوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة. وهنا نسأل الدكتور في من نزلت هذه الآية؟ هل في المسلمين أم اليهود؟!! في تفسير العلامة عبد الله الطيب ذكر أن هذه الآية نزلت في اليهود فهم الذين آمنوا بنبيهم ثم كفروا ثم ازدادو كفراً به، وليس معنياً بها المسلمون، فالمسلمون حسب ما ذكر القرآن الكريم أنهم آمنوا ثم ازدادوا ايمانا قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ..ا (136)) سورة النساء. وبهذا الفهم الخاطئ في ظني للدكتور بأن إعدام المرتد لا أصل له في الدين وبالتالي يطالب بأن يبعد من القانون أو كما قال لأن هذا الإقرار استند في رأيي على تفسير خاطئ للآية وعلى تجاهل تام لكل الاحاديث التي وردت في أمر الردة عن الاسلام خاصة حديث (من بدل دينه فاقتلوه) وكذلك كل أقوال الأئمة الاربعة وحديث (لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بإِحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِيْ، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّاركُ لِدِيْنِهِ) أما الاستدلال بالآية (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29)) سورة الكهف، فليس لهذه الاية علاقة بأمر الردة عن الاسلام فالله سبحانه وتعالى يقول (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)) سورة الانسان، بمعنى أن الانسان مخير في أن يسلم أو يكفر ولكنه إذا اسلم فليس له أن يرتد عن الإسلام لأن في ذلك تلاعبا بأمر دين الله والله سبحانه وتعالى يقول (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ (19)) سورة آل عمران، (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)) سورة آل عمران. ويقول تعالى (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)) سورة البقرة. فالذين يقاتلوننا الى يوم القيامة هم الذين كفروا بدين الاسلام ولذلك الله سبحانه وتعالى لم يتوعدهم في الآية بالعقاب وانما توعد المؤمنين الذين ارتدوا عن إسلامهم وتبعوا اليهود والنصارى. فحد الردة هنا المقصود به الارتداد عن الاسلام فقط.. فالذي يرتد عن اليهودية أو المسيحية مثلا ويأتي للإسلام فهو المهتدي لان الدين عند الله هو الاسلام وليس اليهودية أو النصرانية. فالذي يفتى في الدين بغير علمٍ اتاه أو يساعد في التشكيك في تشريعاته أو يعين أهل الكفر الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر في تسفيه حدود الله خاصة إن كان الذي يفتي ويعينهم على نعتهم للدين بالارهاب والشريعة بالقطع والبتر من المسلمين فهذا جرم كبير وسيحاسب عليه المسلم إن نجح أو فشل في مسعاه وذلك لقول رسولنا الكريم ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار) وقوله أيضا (من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس) والصحافة الآن تعج بآراء الكتاب والمتفيقهين الذين يعملون لصالح الصهيونية العالمية ومنهم أهل اليسار وخاصة الذين يطالبون بإلغاء (الاسلام السياسي) كما يسمونه، وشريعته وابدالها بالعلمانية وبعضهم من المسلمين الذين يخوضون فيما يعلمون ولا يعلمون ارضاء لاهل الغرب ومثل هؤلاء (الذين يلبسون فنايلنا ويلعبون ضدنا) اخطر علينا من اعداء الاسلام بالاصالة لاننا نعرف كيف نتقيهم. فالاخ رحمة ظني انه ليس من هؤلاء ولكن يخشى على الإسلام ويحاول التقية بغير قوله تعالى (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186) ) فالكثير منهم اليوم يقولون لنا إن بريطانيا وأهل الغرب جميعا يضربون الإسلام بقوس واحد لإبعاده ومن بيننا من يقول لنا (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ .. (173) سورة آل عمران، ونقول لهم (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13)) سورة التوبة، ونقول للمشفقين على الاسلام وتظهر عندهم بعض المداهنة ويحاولون المخارج من الضغوط الموجهة على المسلمين والاسلام من ملل الكفر إن الله قد حسم الامر وقال(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)) سورة البقرة فهولاء لن يقفوا عند حد المرتدة أبرار ولا عند إبعاد الاسلاميين عن أي حكومة ولا عند قتلهم لهم ولا عند وصمهم بالارهاب وحظر نشاطهم وايقاف دعمهم والدفع مقابل ذلك الاموال والاقوال للصد عن سبيلهم ولكننا نقول إن الذي يسير هذا الكون هو الله وأن الله على نصرنا لقدير ونتمثل بقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)) سورة الانفال، ونقول أيضا بدعاء سيدنا موسى (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (36)) سورة يونس.اقول ذلك لان بعض الناس يقولوم مادم الشيخ الترابي قال بعدم وجود حد للردة في الاسلام وكذلك الاخ حسين خوجلي ويقول ان حد الردة (ما واقع ليهو) وذهب د. بشير آدم رحمة الى نفس النغمة التي يراد بها انتقاص الدين ومعنى ذلك ان تتبع الامة آراء هولاء وتكذب احاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتذهب اقامته لحد الردة هو وسيدنا وعلي إلى الجحيم وبالتالي نرفع قول هولاء بألا حد للردة في الاسلام على قول رسولنا الكريم (من بدل دينه فاقتلوه)، يا سبحان الله الناس تخشى (حقوق انسان الغرب) وضغوطه ولا تخشى من الله وحقوقه!! عثمان محمد يوسف الحاج