بالحب، يمكن أن تصير- تصيري- ملكا.. ملكة.. تلك حكاية، ابنة سائق التاكسي الغلبان، المرأة المطلقة، ليتسيا. أول ما التقاها الأمير فليبي، صفق قلبه، لكن أمه قالت في البداية لا- الحب لا يعرف الطبقات يا أمي! نظرت إليه أمه. قبل رأسها، وهو يقول: بالحب يأمي عرفتك أنت.. وبالحب عرفت الله.. وبالحب عرف ليتسيا! - أوووه.. هذا الاسم، حروفه تبعث فيني الشعور بالنشوة! لو رأيتِها، ستبعث فيكِ نشوة أخرى... إنها مزيكا! - أوووه، يبدو أنك بالحب ستصير شاعرا! - وبالحب، سأصير ذات يوم.. ملكا يا أمي! كان هذا الحوار، ذات يوم في القصر الملكي الإسباني، وكان الحب يصفق في قلب ولي العهد، وفي قلب امرأة من عامة الشعب، اسمها ليتسيا، وكانت إسبانيا كلها تبتسم في سرها وفي العلن، في انتظار رقصة الحصاد! في العام 2004، كانت مدريد كلها ترقص وتغني، وبقية المدن الإسبانبة تحتشد حدائقها العامة بالبشر، وهم أمام شاشات ضخمة.. والأمير فيلبي وليتسيا، في الزفاف، يلوحان ويبتسمان، والأم الملكة صوفيا تنهنه عينيها بدموع الفرح، والملك خوان كارلوس إلى جوارها، يسر إليها بشيء ما، فتبتسم! نعم الحب لا يعرف الطبقات، ولا فروقات الوقت، ولا فروقات اللون، ولا فروقات الألسنة، ولا فروقات العقائد، ولا فروقات الأعراق، ولا فروقات الأعراف والتقاليد. كان عرسا، كما لو أنه من ألف ليلة وليلة، كما لو أنه، من أودية الخيال العجيب، كما لو أنه أسطورة من الأساطير.. كما لو أن إسبانيا تكتشف الحب من أول مرة! الحب، يمكن أن يفتح أمامك، أبواب القصور، ويجعل قلبك تدق مشيته على الحرير، والروح تهفو.. وما أحلى رائحة البخور الملكي! دخلت بنت سائق التاكسي، القصر الإسباني، وأكاد الآن أسمع شهقتها، وهي حافية القدمين، تمشي أميرة على بساط من حرير! أحبها الإسبان. امرأة جميلة، ورقيقة مثل فراشة. حالمة وودودة، ولا تزال تحمل في قلبها تربية بنات وسط البلد! شعروا بهذا العرس لكأنما هم- جميعا- عبروا باب القصر، ومشوا على الحرير، واتكأوا على الأرائك، أمراء.. أمراء! بالحب قد تصير -تصير- أميرا.. أميرة، وبالحب قد تصير ملكا... الخبر في غير هذا المكان.. لكنه يقول باختصار، إن الأمير فيلبي- بعد أن تنحى والده خوان كارلوس عن العرش، سيصير ملكا الخميس، وتتوج ابنة سائق التاكسي، ملكة! ياااه... للحب سلطان!.