بث غير مُباشر..!! الخرطوم: ياسر الكردي- تفاؤل العامري تحسَّر (مُدمن كرة القدم) العم إبراهيم أحمد الحاج الشهير ب(ود الكنقار)، على أيامٍ جميلات، من عام 1986م تصادف مثل هذه الأيام، حيث بطولة كأس العالم والتي جرت فعالياتها – وقتذاك- بالمكسيك. (ود الكنقار) قال: (الزمن داك الدنيا كان بخيرها.. ما كان في حاجة اسمها قناة الخرطوم الدولية أو قناة الجزيرة الرياضية.. مأمون الطاهر كان بسوِّي العجب يحلَّلها ليك وهي طايرة في استديو تلفزيون السودان قبل ما يبقى قناة فضائية)، ثم عرَّج الرَّجُل على زمان الناس هذا ليقول: الآن تدفع (270) جنيها من حُرِّ مال فقرك؛ لقناة الخرطوم الدولية مُقابل مشاهدة كأس العالم، فتخاطبك القناة بعد أقل من أسبوع من انطلاق البطولة وتقول ليك بكل (فهلوة) هناك إشكالات تقنية حالت دون نقل المباريات؛ هكذا بكل بساطة وكأنَّ القصة (لعب عيال). غصباً عنْك..!! وبالطبع ليس (عم إبراهيم) وحده بل إنَّ (مدفعية ثقيلة) فُتحت على قناة الخرطوم الدولية من قِبَل مُشتركيها؛ بعد أن فرضت عليهم دفع مبلغ (280) جنيها؛ بدلاً عن الاشتراك الشهري المألوف لكل مشترك والموسوم ب(70) جنيها فقط لا غير. عدد من المشتركين أكدوا ل(السوداني) أنه عندما ألزمتهم القناة بدفع (280) جنيهاً بُحجة نقل مباريات كأس العالم، قالوا لإدارة القناة إنهم لا يرغبون في مشاهدة مباريات كأس العالم إطلاقاً، ولذا سيدفعون الاشتراك الشهري المُحدَّد ب(70) جنيهاً لكن القناة رفضت طلبهم جملة وتفصيلا، وتذرَّعت بأنها لا تملك تقنية تجعلها تمنح المشترك خدمة دون الأخرى، فاضطروا لدفع مبلغ ال(280) جنيهاً (كَسِر رقبة) وقبل مرور الأسبوع الأول من مباريات المونديال أتت القناة لتعتذر عن النقل. (متعوِّدة.. دايماً) المشترك محمد حسين قال ل(السوداني): من الأشياء التي لا يعرفها الكثيرون أن قناة الخرطوم الدولية اعتادت (استغلال) مثل هذه الظروف، فمع اقتراب كأس العالم – كل مرة- تعلن القناة فرض رسوم إضافية لمشاهدة (المونديال)، حيث سبق أن فرضت علينا في البطولة السابقة مبلغ (150) جنيهاً إضافة للاشتراك الشهري (40) جنيها، أي أن المشترك كان لزاماً عليه دفع (190) جنيهاً، وها هي القناة تعيد (نفس المسلسل) هذه الأيام، بل الفرق أنها هذه المرة أخذت منا الرسوم (280) جنيهاً وفشلت في تقديم الخدمة، ولذلك لن نتنازل نحن عن حقوقنا المالية بل سنذهب للمحاكم لأخذ حقنا كاملاً غير منقوص. وفي ذات الاتجاه يمضي المشترك أحمد مصطفى مؤكداً ل(السوداني) أنَّ الميزة الوحيدة التي كانت تتفرد بها قناة الخرطوم الدولية هي نقلها لكل الأحداث الرياضية خصوصا العالمية وذلك عندما كانت تتعاون بشكل رسمي مع قنوات ال(ART )، الجزيرة، أبو ظبي الرياضية وشوتايم. لكن الآن تمر قناة الخرطوم الدولية بأسوأ حالتها، حيث فشلت في نقل معظم الدوريات الأوروبية لكرة القدم، وبالتالي إذا لم (تلحق القناة نفسها) فلن تجد لها مشتركا في القريب العاجل. (إحنا نروح القسم..!!) الجمعية السودانية لحماية المستهلك وبحكُم مسؤوليتها تجاه المواطنين لم تتوان في فتح بلاغ عاجل ضد قناة الخرطوم الدولية لأنها أخذت الأجر (مُقدَّماً) وفشلت في توفير الخدمة للمشتركين. الأمين العام للجمعية دكتور ياسر ميرغني قال ل(السوداني)، (أمس): نعم لقد دوَّنا بلاغاً ضد قناة الخرطوم الدولية لأنها أخذت مبلغ (280) جنيها من كل مشترك مقابل مُشاهدة مباريات كأس العالم للعالم 2014م لكنها فشلت في نقل المباريات وأصدرت بالأمس (الثلاثاء) بياناً اعتذرت من خلاله للمشتركين عن عدم نقلها لمباريات المونديال نسبة لصعوبة البث الذي نتج لإشكاليات تقنية. ولذا – الحديث لدكتور ياسر ميرغني- قمنا بفتح بلاغ ضدها عبر وكيل نيابة حماية المستهلك والبيئة والصحة العامة، تحت المادة (20) من قانون تنظيم التجارة وحماية المستهلك بالولاية لسنة 2012م، وذلك لاسترداد قيمة الخدمة، حيث تنص المادة (20) على أنه: يلتزم كل مُقدِّم خدمة بإعادة مُقابلها في حالة وجود عيب أو نقص بها. الأمين العام للجمعية طالب كل المشتركين المتضررين من قناة الخرطوم الدولية بالانضمام للعريضة حتى يتسنى لهم استلام مبلغ الخدمة والتعويض الذي تقرِّره المحكمة. ويؤكد ميرغني أن العشرات من المتضررين قد اتصلوا عليهم وتم توجيههم مباشرة إلى الملازم أول أحمد دفع الله – المتحري في البلاغ. وأضاف الأمين العام لجمعية حماية المستهلك أنه حتى المباريات البسيطة التي تم بثها عبر القناة كانت عبر وسيط أفريقي وليس بثا مباشرا من القناة الحصرية، وبالتالي فهذه المُخالفات تجعلنا – جمعية حماية مستهلك – نطالب بتعويض كبير لكل مشتركي قناة الخرطوم الدولية نسبة للإحباط الكبير الذي تسببت فيه وآخره حرمانها للمشتركين من مشاهدة مباراة الفريق العربي الوحيد (الجزائر) في أول ظهور له بالبطولة. بين صراع الأفيال وموت الحشائش المستشار القانوني د.عادل عبد الغني قال ل(السوداني) إنه وزميله المحامي هاشم الجعلي قاما بتوجيه إنذار لقناة الخرطوم الدولية، بعد إعلانها عبر الصحف لبث فعاليات مباريات كأس العالم، وإنها ستعمل على البث من مصدر آخر عالي الجودة بعد فشل محاولاتهم في الاتفاق مع مجموعة قنوات بي ان سبورت باعتبار أنها صاحبة الامتياز الوحيدة لبث الفعاليات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقائمة دول من ضمنها السودان. وأكد المحامي عادل عبد الغني أن القناة استجابت للإنذار وأعلنت إيقاف البث لحين النجاح في محاولاتهم في الاتفاق مع رئاسة القنوات، مؤكدا أنهم لم يعملوا على فتح بلاغ في مواجهتهم. من جهة أخرى نفي عبد الغني أن يكون إيقافهم للبث الهدف منه حرمان المواطن السوداني من متعة المشاهدة بقدر ما أنها حفظ حقوق الشركة الحائزة على امتياز البث، مُستدلاً بأنهم لم يتطرقوا لكثير من الانتهاكات لحقوق الشركة من بعض الجهات الإقليمية التي تعدت على هذا الامتياز وتعمل على بث المباريات، لأننا لم نتلقَّ أي توجيه من الشركة صاحبة الحق بالتعرض لتلك الجهات ولا نريد ولا نرغب أن نبادر من تلقاء أنفسنا لمقاضاتها، لافتاً إلى أن الدولة كان يجب عليها الدخول كداعم للمشاهدة لترقية ذوق المواطن ومتابعة الحدث العالمي. ورطة وطن..!! من ناحيته أشار مراسل قناة بن سبورت الرياضية سامر العمرابي إلى أنه كلف بإيقاف التعدي الذي حدث من قبل قناة الخرطوم الدولية بعد قيام القناة ببث مباريات كأس العالم، وتفاديا لحجم الضرر الذي كان من الممكن أن يقع على كاهل القناة والعقوبات المادية ومنع السودان من الوقوع في الحرج، لذا قام بإيجاد حلول بعيدة عن القانون واللجوء للقضاء. وأضاف العمرابي في حديثه ل(السوداني): قمت بالاتصال بوكيل وزارة الإعلام عبد الماجد هارون الذي استجاب للطلب وأقر بوجود خرق للاتفاقات ما دفعنا لإصدار إنذار للقناة وإيقاف البث فورا حتى لا تلجأ بن سبورت للقضاء وإغلاق الملف، مشيرا إلى تجاوزهم للأيام التي تم فيها بث المباريات مؤكدا أن القناة باستجابتها لإيقاف البث وفرت على نفسها دفع مبالغ طائلة وحفظت للسودان سداد أموال هو في غنى عن دفعها. (دقّيت ليهو ما ردَّ..!!) ولأن الركن الأساسي في هذه القضية هي قناة الخرطوم الدولية لذا كان من الضرورة سماع وجهة نظرها في كل ما حدث، وبالفعل اتصلنا على المدير العام للقناة السيد/ هاشم فتح الرحمن، لكن ظل هاتف الرَّجُل في حالة رنين دائم طوال ساعتين لم نمل أو نكل خلالها من المحاولات المتكررة في الاتصال، لكن ظل – الطرف الآخر- على إصراره على عدم الرد، نسأل المولى الكريم أن يكون المانع خيرا.