مسلحون يقتحمون صحيفة (التيار) ويعتدون على رئيس التحرير الحكومة تدين الاعتداء على صحفيي (التيار) وتتعهد بملاحقة الجناة الخرطوم: السوداني اقتحم مسلحون "ملثمون" مقر صحيفة "التيار" واعتدوا بالضرب على رئيس التحرير عثمان ميرغني، ونقل على إثر ذلك للمستشفى، في وقت تعهدت السلطات التي شرعت في التحقيقات بشأن الحادثة، بملاحقة الجناة وتقديمهم للمحاكمة. وقال الصحفي بالتيار سامي عبدالرحمن، "بينما كنا نمارس عملنا بالصحيفة، اقتحمت مجموعة مسلحة (ملثمون يرتدون زياً مدنياً) مبنى الصحيفة قبيل الإفطار، وأوسعوا رئيس التحرير عثمان ميرغني ضرباً إلى أن فقد وعيه ونقل إثره إلى مستشفى الزيتونة لتلقي العلاج، كما اعتدوا بالضرب على الصحفي عبدالله إسحق". وقال عبدالرحمن الذي كان موجوداً في الصحيفة لحظة الاقتحام ل(السوداني)، إن المسلحين الذي لم يتمكن من تحديد عددهم، كانوا يمتطون سيارتي دفع رباعي "تاتشر" وبحوزتهم أسلحة (كلاشنكوف) وعصي، وأضاف أن ثلاثة من أفراد المجموعة اقتحموا صالة التحرير، وصادروا الهواتف المحمولة من كل العاملين الذين تصادف وجودهم لحظة الاقتحام بجانب أجهزة كمبيوتر محمولة (لابتوب) تحت تهديد السلاح قبل أن يلوذوا بالفرار". من جهته قال الصحفي بالتيار عبدالله إسحق، إنه أثناء خروجه من مقر الصحيفة وقفت سيارتا دفع رباعي على متنها مجموعة مسلحة جميعهم "ملثمون"، أمام مدخل الصحيفة. وأضاف إسحق ل(السوداني):"اقتادوني بالقوة إلى داخل مقر الصحيفة واعتدوا علي بالضرب..مجموعة منهم اقتحموا مكتب رئيس التحرير واعتدوا عليه بالضرب بأعقاب السلاح والعصي، فيما اقتحم آخرون صالة التحرير"، ومضى قائلاً:"سألتهم عن دوافعهم لكنهم طلبوا مني الصمت..حاولت مقاومتهم ولم أستطع". إلى ذلك أكدت الفحوصات الطبية التي أجريت لعثمان ميرغني عدم وجود إصابة بليغة أو خطيرة، باستثناء بعض الكدمات في الرأس والعين اليمنى، وأمر الأطباء ببقائه بالمستشفى لمزيد من الاطمئنان على حالته. الشرطة تتحرى وقالت الشرطة إنها تحركت فور تلقي بلاغ بالاعتداء على رئيس تحرير التيار، لمكان الحادث ولم تعثر على الجناة. وقال المكتب الصحفي للشرطة إنه حسب إفادات شهود عيان أن الاعتداء وقع بعصي من قبل شخصين ملثمين كانا يستقلان عربة لاندكروزر، وأعلنت الشرطة عن تكوين أتيام للبحث وجمع المعلومات وأتيام للتحري بمستوى رفيع كما شرعت في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للكشف عن ملابسات الحادث. الحكومة تدين أدانت الحكومة، حادثة الاعتداء على رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني من قبل مجهولين ملثمين، وقال مساعد الرئيس إبراهيم غندور، الذي سجل زيارة لميرغني بالمشفى، إن "هذه الحادثة مدانة بشدة، ولا تشبه أهل السودان، كما أن اختلاف الرأي ليس مدعاة لممارسة مثل هذه التصرفات غير الأخلاقية". من جانبه، عبَّر وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين عن استنكاره الشديد للحادثة التي لا تشبه أهل السودان وقيمهم وأخلاقهم، وأعرب في تصريحات، عن خالص أمنياته ودعواته لميرغني بالشفاء العاجل، وأن يعود قلمه قوياً في سبيل الحق والخير. كما سجل وفد من وزارة العدل بقيادة الوزير محمد بشارة دوسة، زيارة لعثمان ميرغني بالمشفى للاطمئنان على صحته. ملاحقة الجناة في السياق تعهد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر بملاحقة الجناة الذين اعتدوا على رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني قائلا إن المجموعة التي اعتدت على صحيفة التيار اخذت القانون بيدها وهذا أمر غير مقبول ولا يأتي بخير. وقال الوالي في حفل إفطار أمس، إن الأجهزة الحكومية ستشرع في جمع المعلومات فورًا لتعقب الجناة في حادث الاعتداء على رئيس تحرير صحيفة التيار. كما أدان الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل إبراهيم الميرغني، الحادث، وأضاف في تعميم صحفي أمس، "هذا تعدٍ سافر يعطي إشارات سالبة بأن مهنة الصحافة باتت مهددة ومحفوفة بالمخاطر"، وطالب الأجهزة الحكومية بملاحقة الجناة وتقديمهم لمحاكمة عادلة بأسرع وقت".