بدء القمة الأفريقية بواشنطن اليوم تقرير : محمد محمود تنطلق اليوم بالعاصمة الأمريكيةواشنطن أعمال القمة الأفريقية استجابة للمقترح الذي دفع به الرئيس الأمريكي أوباما في الجولة الافريقية التي قام بها في العام الماضي الأمر الذي اعتبره البعض حينها مجرد حديث واماني ، سيما ولم يسبق ان عقدت قمة امريكية افريقية، ويتمحور مؤتمر القمة الافريقية اليوم حول موضوع (الاستثمار في الجيل القادم)، وسيتم فيها تنظيم ثلاث جلسات حول التجارة والاستثمار والأمن وتنمية الديمقراطية في إفريقيا. وسيجتمع في البيت الابيض رؤساء (47) دولة افريقية، اضافة لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني ؛ بيد ان هنالك دول افريقية لم يتم استدعاؤها للمشاركة في تلك القمة ، هذه الدول هي التي لا تربطها علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بحسب ما اوضحت الرئاسة الامريكية وفي مقدمتها ( السودان، زمبابوي، اريتريا، افريقيا الوسطي، اضافة لمصر والتي تم استدعاؤها مؤخرا). اهتمام امريكي : من المقرر أن تبحث القمة ايضا مجموعة من القضايا، من بينها اندماج أفريقيا في الاقتصاد العالمي من خلال تعزيز قدرات الدول الأفريقية فيما يتعلق بمواجهة الأزمات الاقتصادية والغذائية، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الاقتصادية المختلفة بدول القارة، والعمل على الاستثمار في الأجيال القادمة، وتمكين الشباب، وإرساء السلم والأمن بالقارة، وإرساء مبادئ الحكم الرشيد، والتركيز على موضوعات الطاقة، وقالت مساعدة وزيرالخارجية الامريكية للشئون الافريقية ليندا جرينفيلد إن القمة تهدف لايصال رسالة واضحة باهتمام الولاياتالمتحدة بالقارة الأفريقية، والتزامها بدعم الشراكة الدائمة مع قادتها، مؤكدة رغبة واشنطن في أن تؤدي القمة لزيادة الاستثمارات الأمريكية بأفريقيا وزيادة الروابط المباشرة بين الشركات الأمريكية والإفريقية. السودان خارج المحور : عضو اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني د.بابكر التوم قال ان امريكيا لها مصالح واستثمارات في افريقيا سيما فيما يتعلق بالبترول والمعادن، هذا المؤتمر يهدف لمزاحمة الاستثمارات الصينية ، وتريد من خلاله جذب الدول الافريقية تماشيا مع محور مصالحها الاقتصادية، وأضاف بابكر في حديثه ل(السوداني): "السودان لم يتم دعوته لتلك القمة لأنه مقاطع اقتصاديا منذ العام 1997م ، وحتى العمل الدبلوماسي الأمريكي السوداني متواضع جدا ولا يرتقي لأن يُرفع اسم السودان من الدول الراعية للارهاب، وانهاء المقاطعة والحصار الاقتصادي"، ويمضي بابكر في حديثه ل(السوداني) قائلا : "نعم هنالك عدة دول افريقية لم يتم استدعاؤها معنا ، وهي من الدول غير المماثلة مع المحورالامريكي، وبلا شك السودان يقع خارج محور المصالح الامريكية"، وزاد : " مالم يحصل تطبيع بيننا وبينهم لايمكن ان تكون هنالك مصالح اقتصادية متبادلة، ونحن غير متأسفين لأننا لم نُدع للمشاركة بتلك القمة، والسودان ليس جزءا من التبعية الامريكية"، ويضيف بابكر : "الدول المشاركة في القمة أعدت نفسها منذ وقت مبكر وأرسلت ملخصاتها والاوراق التي ستقدم، وفي خلال اليومين سيتم فقط تقديم الورقة الافريقية والورقة الامريكية"، ويرى بابكر ان دولة الصين حققت نجاحا كبيرا في التعاون الاقتصادي بافريقيا، وهم يحاولون ان يقاوموا وينافسوا الرؤية الصينية في الاستثمارات الافريقية، وختم بابكر حديثه ل(السوداني) بأن النشاط الاقتصادي الامريكي يتركز في المعادن والبترول، اما الصين فاهتماماتها الاقتصادية اكثر امتدادا وتنوعا في مجال الصناعة والزراعة والتنمية المحلية. تقليد امريكي : ويرى الخبير الاقتصادي د.عادل عبد العزيز ان الولاياتالمتحدة تقوم في الوقت الحالي بتقليد ما قامت به الصينوالهند في تسعينيات القرن الماضي، حيث قامت تلك الدولتين بتخطيط يستهدف تجميع الدول الافريقية في مؤتمرات دولية، حيث عُقد اول مؤتمر قمة افريقي في الهند، وحققت الصينوالهند أهدافها المطلوبة فيما يلي التعاون الاقتصادي، وتمكنت من الحصول على موارد اولية متمثلة في البترول والمعادن والمواد الغذائية، وتقديم ما يعرف بالقروض الميسرة او القروض التفضيلية لتك الدول الافريقية، ويضيف عبد العزيز في حديثه ل(السوداني): "الآن الولاياتالمتحدة تقلد هاتين الدولتين ، ولكن ما يطرح الآن بجدية ان كلا من الصينوالهند ليس لديهما شروط سياسية فيما يلي التعاون الاقتصادي، الامر يختلف تماما مع الولاياتالمتحدة التي لديها شروط سياسية تلزم بها الدول الافريقية، ويمضي عبد العزيز في حديثة قائلا : "ستتناول القمة اليوم العلاقات الاقتصادية بين الولاياتالمتحدة والدول الافريقية وذلك في محاولة منها للحصول على جزء من كيكة الموارد الاقتصادية الهائلة التي تتمتع بها افريقيا"، وأضاف :"عدم استدعاء السودان وعدد من الدول الافريقية تلك واحدة من المشكلات التي ستواجه الولاياتالمتحدة في ان تربط التعاون الاقتصادي بالشروط السياسية، في واقع الامر ان السودان ومنذ فترة طويلة اتجه شرقا للتعاون مع الصينوالهند وماليزيا فيما يتعلق باستخراج البترول والتعدين، والآن السودان بدأ تعاونا جديدا مع روسيا ، ويرى عبد العزيز ان الجهات في السودان ترحب بأي استثمارات امريكية في اراضيها، الا ان المقاطعة الاقتصادية للسودان هي التي تقف حائلا امام الاستثمارات الامريكية في السودان، مؤكدا ان أي تعاون اقتصادي يخلط باهداف سياسية يقلل من اهميته وقيمته، وزاد : "السودان يشكل منطقة استراتيجية ومهمة جدا في قلب القارة الافريقية، وعدم وجوده ضمن المنظومة الافريقية يمكن ان يتسبب في خلل في الترتيبات الاقتصادية، مثلا في نقل المنتجات البترولية وخطوط النقل الكهربائي، وسيشكل تكلفة كبيرة جدا في حال التقليل من اهمية السودان في المنطقة، وختم عبد العزيز حديثه ل(السوداني) قائلا : "القضية المتعلقة بالمقاطعة الاقتصادية الامريكية قضية غير موضوعية ، وان ارادت امريكا القيام بنشاط استثماري متكامل في افريقيا عليها الا تستثني اي دولة افريقية".