*أحيانا يحس الكاتب بأنه كمن " ينفخ في قربة مقدودة" أو كمن"يؤذن في مالطا" ولا أحد يسمعه أو يهتم بما يكتب، وفي نفس الوقت تتكاثر الزعازع والمشاكل والقضايا المؤرقة للدرجة التي يحار الكاتب يكتب عن ماذا أم ماذا ؟. *نعلم أن المشاكل والتحديات السياسية و الاقتصادية والأمنية متداخلة بحيث لا يمكن الفصل بينها، أو معالجة كل قضية على حدة، وإنما لابد أن تتكامل المعالجات، لكن تظل هناك قضايا تفرض نفسها على التناول لأن مخاطرها الآنية والمستقبلية أكبر. *إن ما يؤرقنا حقاً تنامي العنف والجرائم الغريبة على مجتمعنا السوداني الذي كان آمناً، حتى في دارفور المأزومة حالياً بفعل نزاعات أبنائها الذين يتنازعون حول السلطة والثروة، حتى بين من يعتبرون من القيادات في حزب المؤتمر الوطني الحاكم!!، وبين قبائل دارفور التي كانت تعيش في سلام وأمان قبل أن تؤججها الفتن و الأطماع التي تتقوى بهم لتحقيق أطماعهم الشخصية. *للأسف تنامت في السنوات الأخيرة بعض الجرائم الغريبة عن مجتمعنا السوداني حتى داخل العاصمة القومية، للدرجة التي أصبحنا نتلقى فيها تنبيهات وتحذيرات بعضها منسوب للشرطة ، بعدم فتح الأبواب وإحكام إغلاقها، والحذر من كل طارق و...الخ. *ازداد القلق بصورة مرضية في الآونة الأخيرة نتيجة لبعض هذه الجرائم الموجهة ضد الإنسان داخل مقار العمل أو في المنازل – لا يهم إن كانوا ملثمين أو غير ملثمين - المؤرق بالفعل هو تنامي العنف الذي للأسف تتهم به بعض التيارات المحسوبة على الإسلام والإسلام بريء منها ومن العنف. *ما حدث لمدير الأقطان السابق هاشم سيد أحمد عليه رحمة الله من قتل بشع داخل منزله بعد عودته من أداء صلاة العشاء، الذي كشفت الزميلة الصحفية المتخصصة في دوائر الشرطة والمباحث الجنائية جانباً من خبايا هذه الجريمة البشعة، يزيد من قلقنا ومن حرصنا على التنبيه لمخاطر هذه الجرائم التي بدأت تطفح على سطح مجتمعنا، ليس فقط لمحاصرتها وتقديم الجناة إلى محاكم عادلة، وإنما لمعالجة أسبابها قبل أن تستفحل أكثر. *المعالجات الشرطية والعدلية مهمة لكنها وحدها لا تكفي، خاصة وأن بعض هذه الجرائم تغذيها بعض تيارات الغلو والتطرف التي تحتاج إلى مراجعة فكرية وتوعوية للحد من عمليات الشحن "المفخخ" للشباب بالأفكار التكفيرية المقصية للآخر، خاصة وسط أئمة المساجد والدعاة .. تتزامن مع الملاحقات الشرطية والعدلية اللازمة لتقديم الجناة الذين يثبت ارتكابهم جرائم للمحاكمة العادلة.