فجر الدكتور عبد الحميد موسى كاشا مفاجأة من العيار الثقيل حيث تبنى في حديث صحفي معه لصحيفة المجهر نشرته صباح أمس مقترح تعيين ولاة الولايات بقرارات من رئيس الجمهورية وليس عبر تجربة الانتخابات التي لم يصبر عليها نفر من المتنفذين في حزب المؤتمر الوطني ليعودوا بنا خطوات إلى الوراء لضيق التعيين الذي بات قاب قوسين وأدنى من الشرعنة والإجازة عبر أغلبية الحزب في البرلمان !! كاشا أزاح الستار عن مركزه الخاص لبناء القدرات وصد النزاعات وتعزيز السلام وهو مركز كما قال الرجل يضم عددا من الخبراء والعلماء الإستراتيجيين الذين خلصوا بعد بحث وتداول لفكرة التعيين التي وافق عليها حزب المؤتمر الوطني لتتحول لتوصية قيد التعديل الدستوري في البرلمان .. مع كامل التقدير للدكتور كاشا أقول إنني لم أنل شرف حضور أي منتدى أو ملتقى لمركزه الوليد.. ومع تقديري لما انتهي إليه الخبراء الإستراتيجيون بمركز كاشا إلا أن خيارهم هذا سيكون محل اختبار وامتحان عسير حتى بعد إجازته وتعديل الدستور.. أقول هذا لأن المراقب والمتابع لمؤتمرات حزب الوطني لم يلمس اتجاها لتعيين الولاة.. وما يعزز هذا الاستنتاج الحماس الذي وجدته مراحل اختيار المرشحين لمنصب الوالي وحرص قيادات الوطني على المضي فيها مهما كانت النتائج التي تترتب عليها.. وهذا حديث يعزز أيضا قناعة كاتب هذه السطور أن التوصية بتعيين الولاة ورد الأمر لرئيس الجمهورية لم تخضع لنقاش مستفيض داخل أجهزة الحزب كما أن المؤتمرين لم يجدوا وقتا للتفاكر والتداول حول قرار كهذا وعليه آمل أن ينشر مركز كاشا للدراسات رؤية خبرائه وعلمائه لتكون هاديا لنواب الحزب ومن بعدهم عامة قطاعات الشعب للتدارس حولها.. لن يجد التعديل الدستوري المقترح عقبة في الإجازة.. ولن يجد من يعترض عليه في المرحلة الراهنة.. ما نخشاه هو التبعات التي ستلي التعديل الجديد.. سنكتشف بعد وقت من تعيين الولاة الجدد أننا أمام مشاكل جديدة تتناسخ من ذات الأسباب التي دفعت الوطني للتراجع عن تجربة انتخاب لم يصبر عليها ولم يحتمل تبعاتها.. سنكتشف أن الأزمة الجهوية العميقة التي ضربت الوطن لا يتحمل سلبياتها انتخاب الولاة فقط.. إنها مرض تعايش معه الوطني وارتضاه منذ مدة طويلة.. وطيلة هذه الفترة صمت الحزب عن مضاعفات المرض وظل حريصا على تناول البندول والمسكنات طويلة المدى.. صحونا جميعا على حل عاجل بالتعيين عبر تعديل الدستور.. وهي خطوة سنتراجع عنها طال الزمن أو قصر ذلك أنها لم تصدر عن تدبر وتفكير إستراتيجي عميق.. نقول هذا حتى يقنعنا الدكتور كاشا بالخلاصة التي انتهى إليها خبراؤه .. مع التحية والتقدير لهم !!