موسى محمد أحمد.. الإبحار عكس التيار تقرير: محمد حمدان هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته برز رئيس حزب مؤتمر البجا ومساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد إلى السطح بحزمة قضايا، أعادها إلى منصة التداول مجدداً؛ فالرجل في مفتتح تدشين مؤتمرات حزبه أمس الأول بالقضارف، شدَّدَ على ضرورة إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيِّين، وفتح الباب لعودة زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، وطالب بتأجيل الانتخابات، واعتبر إعادة تعيين الولاة انتكاسة وردة عن الحكم الفيدرالي. +++++++++++++ نيران موسى.. ومنصات دفاع الوطني ما ورد في خطاب موسى مضى عكس موقف تيار الأحزاب المشاركة في الحكومة، بل يُعدُّ موقفاً نادر الحدوث لقيادي رفيع يجهر برأيه ويغرِّد خارج سرب الأحزاب المنضوية تحت لواء الحكومة، غير أن تضاريس الجغرافيا السياسية التي اختارها الرجل تحمل في طياتها قراءات أخرى؛ فموسى من منصة تدشين المؤتمرات القاعدية لحزبه دشَّن خطاً سياسيَّاً جديداً لم يكن مألوفاً من قبل؛ فالرجل قال إن مؤتمر حزبه يجيء بهدف العمل للارتقاء بمؤسسات حزبه والحفاظ على وحدة السودان وبناء دولة المؤسسات والمواطنة، للاحتفاظ باتفاقية السلام الموقعة، ومبدأ الحلول الشاملة، وشدد على أهمية توحيد المنابر التفاوضية وإيقاف إطلاق النار في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وذلك لعدم جدوى الحلول الجزئية للاتفاقيات الثنائية بين المؤتمر الوطني الحاكم والحركات المسلحة، حتى لا تتكرر تجربة نيفاشا التي أفضت لانفصال الجنوب، معتبراً أن البوْن ليس شاسعاً بين اتفاقيتي (نداء السودان) في أديس أبابا و(باريس) بين الثورية وحزب الأمة. ولفت موسى إلى أن نقطة الخلاف تتمثل في إسقاط ومحاسبة النظام وتفكيك السلطة، وطالب أطراف النزاع في المؤتمر الوطني والمعارضة بضرورة مراجعة المواقف والخيارات والعمل على تعزيز مبدأ الحوار وتقديم التنازلات لصالح السلام، وقال إنهم توصلوا إلى خارطة طريق مع آلية (7+7) للجلوس مع الحركات والوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي، إلا أن تسرع المؤتمر الوطني والحركات المسلحة أفضى إلى تلك الخلافات والاتفاقات. من الواضح أن موسى الذي يجلس على منصب مساعد لرئيس الجمهورية، يبحث عن أرضية جديدة تشكل بلورة لخلاصات رؤى، على الأقل تمثل محطة لإعادة إنتاج نفسه، لكن جديد مؤتمر البجا لم يستطع المؤتمر الوطني الذي يقاسمه السلطة هضمه، فسرعان ما صوَّب مدفعيته للرد على موسى، حيث قال الأمين السياسي للمؤتمر الوطني، حامد ممتاز، إن دعوة موسى لتأجيل الانتخابات دعوة حزبية غير مُلزمة، واستطرد موضحاً أن اتفاقية الشرق أُبرمت في 2006م وتنتهي بانتهاء انتخابات 2010م، إلا أن جبهة الشرق ظلت مشاركة حتى اللحظة، لهدف الحكومة وسعيها لتحقيق توافق وطني بين كافة الفرقاء السودانيين، لافتاً إلى أن حزبه ظلَّ في حالة مراجعة طيلة الأعوام السابقة للاتفاقية من أجل تطوير الشراكة مع مكونات جبهة الشرق المختلفة، بما فيها جبهة الشرق الديمقراطي وما تفرع منها، بقدر ما أوضح موسى، إلا أنه توجد إشارات ورسائل في حديث ممتاز، تفيد بأنهم شاركوا حزب موسى، رغم انتهاء الاتفاق، وبالتالي لا يوجد ما يُلزم بالاستمرار، وحال الخوض عكس التيار، فإن الأبواب مفتوحة لاحتمالات شتى بما فيها الخروج من السلطة. +++++++++++++++++++ من منصة السياسة.. اكتساب الأهمية ثمة أدوار محتملة ومواقف مفصلية ينتوي حزب مؤتمر البجا اتخاذها بغض النظر عن ردود الفعل السياسية والاهتزازات التي يمكن أن تحدث؛ فموسى سلَّط الضوء مجدداً وأبلغ رسائله إلى من يريد، انطلاقاً من منصة حزبه، وليس كرسي السلطة الذي يجلس عليه. ويؤكد القيادي بمؤتمر البجا عبد الله موسى، أن حديث موسى محمد أحمد يمثل الخط السياسي لحزبهم في المرحلة المقبلة، معتبراً أن حديثه يكتسب أهمية من جانبين: الأول أن حزبه مشارك في السلطة، وقدم رؤية لقضايا ذات أهمية تخالف رؤية الحكومة؛ أما الجانب الآخر، فيكمن في ثقل موسى وموقعه. ويقول عبد الله ل(السوداني): "نحن إحدى المجموعات السياسية التي شاركت في التجمع، وكان رأينا أن الاتفاقيات الثنائية لا تخدم شيئاً وجربنا ذلك في نيفاشا، وما أتى بعدها من سلسلة اتفاقيات جزئية: أبوجا والقاهرة، وأسمرا، وجميع تلك الاتفاقيات يشكو موقعوها من عدم التنفيذ، وبحكم تجربتنا توصلنا لقناعة أن الاتفاقيات الجزئية لا تخدم مشكلة، وبناءً على ذلك ولخطورة المنعطف الذي تمر به البلاد، نطالب بتوحيد منابر التفاوض وإعادة قراءة كل الوثائق التي وُقِّعَت في باريس وأديس وغيرها، على أن تخضع لنقاش بمشاركة جميع الكيانات السياسية بما فيها الجبهة الثورية، على أن يتم الاتفاق على فترة انتقالية، ويتم إطلاق سراح المعتقلين وبسط الحريات وإجراء انتخابات حرة تفضي إلى تحول ديمقراطي". ++++++++++++++ مواقف مؤتمر البجا.. هل تقوده إلى محطات جديدة؟ سؤال موضوعي يبحث عن إجابة، يدور حول انتقال مساعد الرئيس إلى الضفة الأخرى التي تبدو أنها أقرب إلى موقف المعارضة من الحكومة التي يقاسمها الكعكة، فدعوتهُ لتأجيل الانتخابات ورفضهُ تعيين الولاة وطرح منبر شامل لقضايا البلاد، تعتبر قضايا محورية للمعارضة. ويلفت أحد الناشطين المهتمين بملف شرق السودان ومن المراقبين لمواقف الرجل - فضل عدم ذكر اسمه - يلفت إلى أن موسى منذ توقيع اتفاق الشرق فقد الكثير من قواعده وأنصاره، بدءاً بتشظي حزبه وخروج مجموعات من رحمه كجبهة الشرق ومنبر الشرق الديمقراطي، بل حتى ارتفاع صوت المسرَّحين في اتفاق الشرق يعتبر عاملاً آخر، بجانب ذلك فقده لمركزيات طلاب مؤتمر البجا بالجامعات وهي الفرعيات الرافدة لحزبه وطليعة تيار الطلاب التي كانت تصادم من أجل مطالب حزبه، ويضيف ل(السوداني) أن موسى إبان زيارته الأخيرة لم يكن هناك تفاعل معه من قِبَل المواطنين، وفي ذات الوقت تنامى إحساس المواطنين بغياب الدور المحوري الذي يجب أن يلعبه موسى في كابينة القيادة بالقصر الرئاسي، ووفقاً لتلك المعطيات فإن الرجل شعر باهتزاز أقدامه وهو ما دفعه للقيام "بنمرة 5" لاستعادة بوصلة الطريق وإيجاد موطئ قدم في الراهن السياسي ومستقبله، ويمضي قائلاً: "لذلك سعى موسى للعب دور جديد أقرب إلى تطلعات الجماهير، وإلا سيفقد موقعه، ولم يستبعد ذات المتحدث وجود أصابع أخرى في الموقف الجديد، خاصة من جهات كانت تمثل قوة تدفع للتسوية التي حدثت بين الحكومة وجبهة الشرق وهي ليست بعيدة عن موقف الرجل الحالي". +++++++++++++ اتفاق الشرق.. اختلاف تقديرات التنفيذ تباينت الرؤى حول تنفيذ اتفاق سلام شرق السودان الموقَّع بين جبهة الشرق والحكومة السودانية في العاصمة الأريترية أسمرا في 14 أكتوبر 2006م. الاتفاق أفلح في إيقاف العمل المسلح بشرق السودان، إلا أن عدم تضمين نصوصه ضمن مواد الدستور الانتقالي، ظلَّ محلَّ انتقاد لجبهة الشرق، كما انتقد موسى عدم وفاء الحكومة بالتعهدات الخاصة بصندوق الإعمار البالغة 600 مليون دولار، حيث قال إن إنفاق الحكومة على المشروعات لا يتجاوز ال 105 ملايين دولار، فيما لم يُنفَّذ البند الخاص بالتمييز الإيجابي لأبناء وبنات شرق السودان في مؤسسات الخدمة المدنية والمفوضيات، وعدم إكمال الملف الخاص بمعالجة أوضاع المسرَّحين، إلا أن الأمين السياسي للوطني ياسر يوسف يشير إلى وجود تضارب في الأرقام بين المؤسسات الرسمية في ولايات الشرق والأرقام التي بحوزة مؤتمر البجا أو جبهة الشرق ككل، مشيراً إلى أن ملف دمج وتسريح قوات الجبهة تجاوز ال85%، بجانب مساعي حزبه الدؤوبة لتقديم الخدمات والدعم السياسي لإنقاذ اتفاق الشرق. ++++++++++++++++ فيدرالية التأسيس.. مبدأ رئيسي اعتبر موسى أن إعادة تعيين الولاة تمثِّل انتكاسة وردة للحكم الفيدرالي، وعزا الضعف الحالي في الحكم الفيدرالي لعدم وجود تنافس حقيقي، فضلاً عن الممارسات السابقة التي أنتجت الواقع الراهن، وقال إن معالجة الفيدرالية تكون بالحوار والتجويد وسد الثغرات، وقال إن الأزمة السودانية تتمثل في غياب الهوية وانعدام العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات وتوزيع السلطة والثروة. ويوضح القيادي بمؤتمر البجا عبد الله موسى أن انتقادهم لتعيين الولاة يعود إلى تمسكهم بمبادئ الفيدرالية عندما تم تأسيس مؤتمر البجا 1958 وتبنيه شعار الفيدرالية. ويمضي عبد الله إلى أن حزبه ينتظم في مؤتمرات قاعدية بالقضارف وكسلا والبحر الأحمر ومن ثم النيل الأزرق والجزيرة، تمهيداً للمؤتمر العام الذي من المتوقع أن يكون في الخرطوم أو نهر النيل وسيشهد اجتماع اللجنة المركزية. :::