عشنا زمناً طويلاً مع الأخ الشيخ كندة غبوش الإمام .. كنا نلتقيه خواتيم كل يوم قبل سنوات خلت بمبنى صحيفة ألوان .. لا زلت أذكر منافحته ومدافعته عن قضايا الإسلام والمسلمين بجبال النوبة .. بفضله وتواضعه تعرفنا على خلفية مشكلة جبال النوبة التي بلغت منتهى ما كنا نتوقعه ولكنها تصاريف القدر الإلهي التي فرقت بيننا والشيخ كندة الذي لم يبلغ ما كنا نأمله له من مقامات ومناصب في هيئة علماء السودان التي ضاقت لأمثاله من الفقراء الصادقين والمعافرين في دروب الحياة الوعرة .. زادهم قناعة العيش بسلام ومعافاة الناس ومصالحتهم ..لا أعرف هل تغيرت حال الشيخ الفقير إلى الله كندة وفارق معافرة المواصلات ليسعه التفكير والتدبير وجرأة تحمل المسؤولية التي كان يفر منها فرار الصحيح من الأجرب ..هل تبدل كل هذا ليقرر الشيخ كندة وبكامل قناعته ووعيه الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ومنافسة البشير في انتخابات الرئاسة القادمة .. الشيخ كندة وبحسب تصريحه المنشور على صدر صحيفة اليوم التالي عدد أمس الأربعاء قال كندة إنه سيجمع 20 ألف توقيع ستحمله لتجاوز عتبة مفوضية الانتخابات وشروطها المنصوبة لمن يأنس في نفسه الكفاءة ..كندة بشرنا بحلول نهائية لمشكلات السودان المستعصية موضحاً أنه يحمل في جرابه وحقيبته السوداء حزمة رؤى وكلية مبادرات ستخرج السودان من أزماته المتلاحقة .. نعم ..هكذا .. بضربة واحدة سيخرجنا كندة من ضيق الحروب لسعة السلام ومن قلق المعيشة وغلاء الأسعار لرخاء الحال وقلة السؤال .. أتعجب كثيرًا من فكرة شيخنا الوقور كندة غبوش الإمام وطموحه المشروع للجلوس منتخباً على كرسي رئيس جمهورية السودان وتحمل صعابه التي أعيت أساطين الفكر والدعوة في السودان وفي مقدمتهم الشيخ حسن الترابي !! أرجو من شيخي كندة التحلي بسعة الصدر وتحمل تبعات الديمقراطية التي ارتضى سبيلها مرشحاً لرئاسة الجمهورية ..شيخنا كندة .. لن أمنحك صوتي وإن حصلت على ال20 ألف توقيع ولا أعرف كيف ستتمكن من حشدهم وأنت بالحالة التي تركناك عليها !! .. لن أمنحك صوتي لأنك ببساطة لا تصلح للمنصب ولا يصلح لك .. وإن صرت رئيساً ستسقط البلد من أطرافها لأنك رجل طيب ولا ترضى أن تغضب أحدًا من رعيتك أو تكسر خاطره .. أعلم أنك ستحمل على قولي هذا ..لكنني قلت ما في قلبي لأني أعرفك .. نحن لا نلومك ..سنلقي باللائمة على الذين نزعوا المهابة من منصب رئيس الجمهورية وذلك بجعل التقدم للترشيح له أمرًا ميسراً ولو كان المتقدم له ينشد الطرفة والدعاية أو لفت النظر .. لا أعرف ما الذي دعا شيخنا كندة لهذه الخطوة ..قطعا إنها ليست الطرفة ولا الدعابة ولا لفت النظر ..بربك كندة ..ما الذي دفعك لهذا التفكير العجيب ؟!