بحري: محاسن أحمد عبد الله – شيراز سيف الدين تصوير: سعيد عباس *شرطة مكافحة الشغب تُحيط بمجمع الكدرو.. والطلاب الذين (يتحاومون) خارج أسوار الجامعة يُحسبون على أصابع اليدين *الحرس الجامعي: لأسباب (أمنية مشددة) لن نُصرِّح لكم.. فاذهبوا إلى إدارة الجامعة *الناطق الرسمي باسم الجامعة: (.......) هذه تفاصيل القصة من الألف إلى الياء تضاربت الأسباب حول الأحداث المؤسفة التي شهدتها جامعة بحري – تحديداً مجمع الكدرو- أمس الأول (الإثنين)، ما بين عراك وقع بين طلاب المؤتمر الوطني وطلاب من دارفور إثر اقتحام طلاب الوطني لمنبر نظمه طلاب دارفور، وهناك راوية أخرى مفادها أن مجموعة من الطلاب الذين تم فصلهم من الجامعة لسوء السلوك في الفترة الماضية أضرموا النيران في أربع سيارات تخص أساتذة الجامعة، وفعلوا ذات المسلك مع أحد المكاتب بالجامعة. (السوداني) سعت سعياً حثيثاً لمتابعة الأحداث وملاحقتها من داخل (حوش) الجامعة حيث موقع الحدث, حملنا أوراقنا وتوجهنا صوب مدينة بحري وخرجنا بالحصيلة التالية: ممنوع الكلام!! من مقر صحيفة (السوداني) بالخرطوم انطلقنا صوب موقع الحدث حيث وصلنا إلى ضاحية الكدرو - شمالي الخرطوم بحري - وأول ما يلفت الانتباه هناك، أمام بوابة الجامعة هو تكدس عدد من عربات شرطة مكافحة الشغب والتي أحاطت بالمكان تماماً مما جعل الشارع خالياً من المارة بل حتى الطلاب الذين (يتحاومون) خارج أسوار الجامعة يحسبون على أصابع اليدين. توجهنا سريعا نحو استقبال الجامعة حيث تراصت أعداد من رجال أمن الجامعة، وهم يحدِّقون نحونا بنظرات ملؤها الحذر الشديد - من على البعد طبعاً - وشيئاً فشيئاً وصلنا إليهم ومن ثم عرَّفناهم بأنفسنا والجهة التي ننتمني إليها. وبعدها دخلنا في موضوعنا حيث استفسرناهم عمَّا جرى من أحداث يوم (الإثنين), لكن للحقيقة فقد جاءت إجابتهم صادمة جداً بالنسبة لنا عكس ما كنا نتوقع. فبعد أن رفضوا مجرد الحديث إلينا؛ قالوا إنهم لا يستطيعون السماح لنا بدخول الحرم الجامعي لأسباب وصفوها ب(الأمنية المشددة) وعند إلحاحنا على الدخول قاموا بتوجيهنا إلى إدارة الجامعة ومقابلة الناطق الرسمي باسمها. مشاهدات من خلف السور وبالطبع لم يكن بمقدورنا مخالفة التعليمات لكن في الوقت ذاته لم نُضيِّع فرصة مشاهدة ما يلوح داخل حوش الجامعة حيث استرقنا النظر فوجدنا حالة من الهدوء الشديد تسود المكان ولا يوجد خارج قاعات الدراسة سوى عدد قليل جداً من الطلاب, أما خارج السور فقد اختفى الطلاب الذين وجدناهم عند وصولنا إلى بوابة الدخول، فلم نجد من نستنطقه على الإطلاق, فتوجهنا سريعا إلى مقر إدارة الجامعة التي تقع في قلب مدينة بحري. وصلنا إلى مبنى الإدارة بعد أن قام موظفو الاستقبال بتوجيهنا إلى مكتب العلاقات الثقافية والإعلام. وهناك التقت (السوداني) من داخل المكتب بالناطق الرسمي باسم الجامعة د.إبراهيم آدم الذي رحب بنا ترحيباً حاراً ومن ثم دار بيننا الحوار التالي: في البدء نريد معرفة تفاصيل ما حدث من أحداث شغب وعنف داخل حرم الجامعة؟ ما حدث هو امتداد لأحداث سابقة تتعلق برفض مجموعة من الطلاب التسجيل وبعض هذه المجموعات من طلاب دارفور. في السنوات الماضية كان التسجيل يستمر إلى الامتحانات بل بعض الطلاب تخرجوا وهم لم يسددوا الرسوم الدراسية. في هذا العام اتخذ قرار بأن يكمل جميع الطلاب رسوم تسجيلهم قبل الجلوس للامتحانات، وتم تعليق الدراسة لمدة أسبوع لتمكين الطلاب من إجراءات تسجيلهم, وانتهت مدة التسجيل وتم استخراج بطاقات للذين أكملوا إجراءات تسجيلهم ثم دخل الذين لم يكملوا إجراءات التسجيل بعنف كانوا قد بدأوه في فترة ما قبل الدراسة بإغلاق القاعات الدراسية بأقفال أحضروها خصيصاً لذلك، وأخرجوا الطلاب الراغبين في الدراسة من المحاضرات، بل وأخرجوا الأساتذة وأغلقوا البعض داخل قاعات الدراسة، ولم يتم إطلاق سراحهم إلا بواسطة الحرس الجامعي نتيجة لذلك شكلت الإدارة لجنة لمحاسبة هؤلاء الطلاب بموجب لائحة سلوك ومحاسبة الطلاب، وتمت معاقبتهم لمدد متفاوتة من بينها الفصل النهائي والتجميد لعام والتجميد لعامين ومع ذلك تم تمديد فترة التسجيل إلى الخميس 18 ديسمبر 2014. كيف تم الاقتحام وإضرام النار وحرق السيارات؟ لم يكمل عدد من الطلاب (ما يقارب الألف طالب) تسجيلهم حتى الآن، وفي يوم الإثنين 22 ديسمبر اقتحمت مجموعة من الطلاب المفصولين ومجموعات خارج الجامعة السور الغربي للجامعة وحطموه وأدخلوا عددا من زجاجات (المَلَتُوف) وعدداً من الأسلحة البيضاء (سواطير, سكاكين) وبدأوا إضرام النار في المحول الرئيس للكهرباء في المجمع، ولكن تدخل بعض الأساتذة والعاملين فأطفأوا تلك النار ثم ذهبت هذه المجموعة وأحرقت مكتب البطاقات بعمادة الطلاب، وكذلك قامت بإحراق 4 سيارات تتبع لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة ودراجة بخارية تتبع للخدمات، وقاموا بترويع الطلاب والعاملين في الجامعة واستدعت الجامعة قوات الشرطة التي قامت بإجلائهم من الحرم الجامعي وألقت الشرطة القبض على بعض المتهمين في هذه الأحداث. ما هو القرار الذي اتخذتموه تجاه ما حدث؟ عقد مجلس العمداء بالجامعة اجتماعاً طارئاً ناقش فيه هذه الأحداث واتخذ قرار استمرار الدراسة بمجمع الكدرو وكليات مراكز الجامعة الأخرى على أن تقوم الشرطة باتخاذ الإجراءات والقبض على كل المشاركين في الأحداث. هل من قاموا بالتخريب هم الطلاب المفصولون فقط؟ نعم.. المجموعة فيها ناس من المفصولين أنفسهم أتوا بهدف إثارة الشغب وإحراق الجامعة وإغلاقها. ما هي مشكلة طلاب دارفور في الأحداث؟ نصت اتفاقية الدوحة على أن يدفع الطالب الذي يتم قبوله في القبول الخاص مبلغ (1000) جنيه فقط (ألف جنيه) وفي هذا العام بدأت الدراسة لطلاب السنة الأولى قبل (السناير) بأسبوع وكان التسجيل يسير بصورة سلسة وبمجرد استئناف الدراسة لطلاب الفصول العليا حرضوا طلاب السنة الأولى على عدم التسجيل. هذه الألف جنيه يدفعها الطالب بنفسه لأن اتفاقية الدوحة وفرت له مقعدا للقبول الخاص وهو يقوم بدفع هذا المبلغ (1000) جنيه مقسما على قسطين خمسمائة جنيه لكل فصل دراسي بينما تم إعفاء أبناء النازحين واللاجئين بالكشف الوارد من الإدارة العامة للقبول من التعليم العالي والمعتمد من السلطة الإقليمية بتسجيل هؤلاء الطلاب بعد سداد رسوم التسجيل وحتى هذه الرسوم من المفترض أن تدفعها السلطة الإقليمية لدارفور ولكنها لم تفعل منذ ثلاث سنوات. ما هو الإجراء الذي قامت به الإدارة تجاه السلطة الانتقالية؟ زار وفد من إدارة الجامعة السلطة الانتقالية وأفاد أن هؤلاء الطلاب لم يملأوا أصلا الاستمارات التي تثبت حقهم ووعدت بإيفاء تلك الرسوم في الأيام القادمة. هذه الرسوم التي تدفعها هذه المجموعة قليلة جدا تترواح ما بين 400 جنيه في العام لطلاب السنة الأولى و300 جنيه في العام لطلاب السنة الثانية 240 جنيهاً لطلاب لطلاب الفصول الوسطى أو العليا. ::: مصحح/حاتم