*ما أشبه الليلة بالبارحة لفريق كرة القدم بالمريخ الذي يجد نفسه يوم السبت المقبل أمام صورة كربونية لموسمه الإفريقي السابق وحينئذ لم يُفلح مريخ السودان من تجاوز عتبة التأهيلي الإفريقي بعد أن خرج على يد كمبالا سيتي الأوغندي بعد معسكر الدوحة ومباريات أمام أفضل الفرق الأوربية وبذات هذه المواصفات وذات المقاييس تأخر المريخ بهدفين دون رد أمام عزام التنزاني في جولة الذهاب بتنزانيا ومطالب يوم السبت في جولة الإياب بتجاوز حالة النّحس التي لازمته حتّى في دياره الموسم المنصرم، إذ إنّه لم يُعاقب فقط على مستوى عدم التأهل لدور ال(32)، ولكنّ العقوبة الحقيقيّة كانت من جمهوره الذي تذوق مرارة الخروج غير المتوقع بعد أن أدار له الحظ الظهر بفعل الفشل في تحقيق وحسم أمر التأهل وهذه المرة تأخر بهدفين نعم في أرض الخصم وغارزيتو ومحاربوه مطالبون بنظافة شباكهم وإيداع ثلاثة أهداف في شباك عزام. *بعيدًا عن الشد والجذب واعتبار مباراة السبت معركة حربية وبمزيد من تركيز اللاعبين واسترخاء عضلاتهم والتعامل مع المباراة بأنها (90)دقيقة أولى حسمها عزام بهدفين مستفيدًا من أرضه وجمهور وأن مباراة السبت أيضاً (90) دقيقة مطلوب من نجوم المريخ وبالاستفادة من عاملي الأرض والجمهور والمعسكر الجيد والراحة السلبية أن يحسموها بثلاثية لأن ما توفر لهم يزيد مما توفر لخصمهم عزام وبهذا الفهم ولأن كرة القدم تعطي من يحترمها ويبذل العرق والجهد فإن الفرصة الأكبر الآن للأحمر الذي وقف إطاره الفني على أخطاء الذهاب وعلى إشكالات الشد الذهني والعضلي الذي قاد لفقدان ثلاث نقاط في الممتاز أمام السلاطين وأعتقد أن غارزيتو وقف على إخفاقات المباراتين ووضعهما في الحسبان. *فالرّهان في جولة السبت في تصوّري هو الاستقرار النفسي والبدني للاعبين أوّلاً وأخيراً، و تحقيق الآمال والطموحات في عبور عزام تتطلب قليلاً من الصبر وكثيرًا من العمل فيما تبقى من أيام تسبق المباراة، والفوز بنتيجتها ليس مستحيلاً إذا أدركت الجماهير أن الاستعجال، ليس الحلّ الأمثل، إذ إن عدداً كبيرًا من المدربين تداولوا على تدريب الأحمر.. ولعلّ في التجربة الألمانيّة لكروجر وخروجه من التمهيدي الافريقي السابق أكثر من عبرة، لذلك ندعم الاستقرار والصبر على قطف الثمار ويبقى الأحمر واحداً من أرقام الكرة الإفريقية. *وعلوّ كعبه إفريقياً على كل فرق البلاد إلى جانب امتيازه على عدد كبير من فرق القارة محفوراً في ذاكرة الجميع، وهو وضع يقتضي التفكير فيه، وإعادة تهيئة مناخ من الثقة وتوظيف المهارات التي تتوفر للاعب الأحمر لتجاوز فكرة بناء أكثر من تشكيل لفريق ينافس على عدد من البطولات. ولا أعتقد أن الفريق الذي أنجب جيل مانديلا وسيكافا ليس بعاجزٌ عن مواصلة مشوار البطولات في زمن الاحتراف بعد أن استقدم أفضل اللاعبين الأجانب كما يملك جيلاً جديداً من اللاعبين القادرين على إعادة ترميم صورة الأحمر إفريقيا والمضي برفاق بكري المدينة للغايات المأمولة. *ولعلّ أخطر ما يتهدّد الأحمر في مباراة السبت تحت قيادة غارزيتو هو تحويل نجوم الفريق إلى فئران تجارب كل مباراة بتشكيلة جديدة لذلك فإن جولة السبت لاتقبل كثير تنظير فهي مباراة استرخاء عضلات وثقة مطلقة في علي جعفر ورفاقه كما أنها مباراة جمهور يفهم ويدرك أهمية أنه أثناء مجريات المباراة حتى وإن تأخر الهدف لابد من التركيز من الجميع مجلس إدارة وجهاز فني ولاعبين وإعلام وطبعاً الجمهور التركيز والثقة المطلقة في اللاعبين وعدم استعجال الفوز طريق الأحمر لإقصاء عزام.