حذر الأمين العام المؤتمر الشعبي، د.حسن عبد الله الترابي، من اندلاع حرب شاملة في السودان. وقال الترابي في إفطار رمضاني بمنزل القيادي الاتحادي البروفسير بخاري الجعلي، أمس الأول، بالخرطوم، بحضور عدد من قيادات القوى السياسية المختلفة: "أنا خائف على البلد دي جداً، إن الثورة حال قيامها لن تكون كثورتي أكتوبر وإبريل، اللتين كانتا في الخرطوم، السودان الآن كله تسلح، ولو قام فيه احتراب سيولع كله نيران وسيكون أسوأ من الصومال والعراق، لأننا قبائل وأشكال وأنواع". وكشف الترابي عن تحركات لتكوين جسم جديد، يتجاوز تصنيف الحكومة والمعارضة، ويرتكز على الدين، وأضاف: "نحن الآن غير متحمسين لحاجة اسمها المؤتمر الشعبي، رغم إنو لدينا فروع في كل السودان، كان رأينا كده، واتكلمنا مع ناس كتار، نعمل حاجة قائمة على الدين الواحد دا، وفقاً لأصول الدين"، نافياً أن يكون التنظيم سياسياً، وأوضح قائلاً: "ما حزب، كلمة حزب عندكم يعني هذا معارضة وهذا حكومة، لا ليس كذلك، نحن عاوزين حركة شاملة تكون فكر، وتكون مجتمع، وأن الحضارات تعملها شعوب وليست حكومات". وأكد الترابي خلال إفطاره الرمضاني، عن رفض البشير للترشح في الانتخابات مرتين في حديثه للجنة "7+7"، وأضاف: "لكن في الآخر غير رأيه، ما عارفين ليه". وانتقد الترابي تكوين الحكومة الحالية، مشيراً إلى أنها قامت على أسس قبلية، واستطرد: "هسي عملوا حكومة واسعة، عدد قليل من الناس بكفاءتهم وفندناهم نحن واحداً واحداً، أغلبهم بقبائلهم، خاصة وزراء الدولة عديل كده، لأنهم أدوا ديل وزير لازم يدو ديل وزير دولة". ولفت إلى تأثر الحكومة بحديث الرأي العام عن الفساد، وأضاف: "السودانيون في البكيات والأفراح يتحدثون عن الفساد ولديهم (كوميونكيشن سستم) كويس جداً"، ومضى قائلاً: "أي وزير يبني ليهو عمارة بعد خمسة أيام كل السودان يسمع، عرس ليه مرة تانية وعمل عمارتين، وعربات جديدة يعني رقابة شديدة جداً". وقال الترابي إن الخيارات محدودة، إما الحوار أو الحرب، مقللاً من حدوث اغتيالات أو انقلاب عسكري، وقال إن طبيعة الشعب السوداني بعيدة عن العنف وعن القرصنة، وتابع: "لقد أخذ العساكر درساً، والآن الانقلابات العسكرية أصبحت غير مقبولة من المجتمع الدولي وفي العالم".