اجتاحت المجتمع السوداني في السنوات الاخيرة، عدد مقدر من المفردات الغريبة، التي تحتاج لقاموس خاص لتفسيرها، والملاحظة التي يجب ذكرها ان تلك المفردات تجد اقبالا واضحا من شريحة الشباب، بل واصبحت بمثابة لغة خاصة يتداولونها فيما بينهم، اطلقوا عليها مجازا اسم (الراندوق) وللتأكيد علي ذلك تعالوا نطالع ذلك الحوار بين (حسن ود عشة) و(النعيم اب شلاضيم): *والله يالنعيم.. اخوك خاشي (ابو الجعران) عدييييييل. *مافي مشكلة نمشي دكان ود مهدية نعمل (عشمانة). *عشمانة كيف مع (فلسطين) الضارب جيوبنا دا؟ *يامعلم، خلينا نأكل وبعدين نعمل (زغبير) مافي مشكلة. *نعمل زغبير ونخش (الرّج)..صاح؟ *الرج لي منو يا(رافه).. خليك (عبد الفتاح). وقبل ان ترتفع حاجباك بمقدار الدهشة في الحوار السابق، دعوني اترجم لكم بعض هذه المفردات: *ابو الجعران: الشخص الجيعان. *عشمانة: بمعني نتعشي. *فلسطين: مفلسين. *زغبير: الزوغة بدون دفع الحساب. *الرج: السجن. *عبد الفتاح: الركض بسرعة. *الرافة: الشخص الطيب او الداقس. ولم يقتصر (الراندوق) علي طريقة الحوار فحسب، بل تعدى ذلك لجوانب اخرى، من ضمنها العملات النقدية، فقد تم استبدال مسمياتها الحقيقية الي مسميات اخرى مثل (الحمراء) و(الزرقاء) و(ابوالدو) و(الكلب) و(الارنب) وحتى لايشط عقلك عزيزي القارئ، سأترجم لك ايضا هذه المسميات: *الحمراء: الورقة فئة الخمسة جنيهات. *الزرقاء: الورقة فئة العشرة جنيهات. *ابوالدو: الورقة فئة الجنيهين. *الكلب: الورقة فئة الجنيه الواحد. *اما (الارنب) فهو مصطلح يطلق على مبلغ الالف جنيه، فيقال:( اداهو ارنب ينطط) اي منحه الالف جنيه كاش دون تأخير. وكذلك الوصف للشخصيات لم يخرج عن (الراندوق) فأصبح يقال للشخص الكلامو كتير (فرحان)، واصبح اسم الفتاة الضعيفة (عمود السلك)، وغيرها من المسميات التي ابتدعها الشباب، والبعض يؤكد ان تلك اللغة هي حق اصيل للمشردين في شوارع العاصمة، قاموا بإبتكارها لكي تصبح شفرة فيما بينهم، لكن تشاء الاقدار ان يلتقطها الاخرون وتصبح لغة رسمية للشباب. شربكة اخيرة: *حبيبي..انت بتحبني شديد؟ *طبعا والله انا لما اشوفك برقد (سلطة) عديييل كدا. ملحوظة: (الحوار السابق قبل ارتفاع اسعار الطماطم).