يقود المخرج والمؤلف ربيع يوسف جهودا جبارة لوضع بصمته وبصمة جيله من الشباب على شُرفة المشهد المسرحي في السودان ، ومنذ تخرجه في كلية الموسيقى والدراما في العام 2000 كان مهموما بالتجريب وإقامة الورش المسرحية وعمل في البدء مع المسرحي سيد صوصل عبر الورشة المستمرة لتطوير فنون العرض المسرحي بمشاركات عديدة في مناطق التماس بدارفور وجبال النوبة وولاية الخرطوم بمسميات المسرح التنموي ومسرح ثقافة السلام والتعايش السلمي. وشكل عبر المسرح والكتابة النقدية حضورا مثيرا للجدل عبر الصحافة والمنابر وخشبة المسرح وكان يراهن على الشباب وشباب الجامعات على وجه التحديد ، حيث قدم مسرحية الأخيلة المتهالكة عبر المسرح الجامعي بالمغرب لدورتين متتاليتين حاصدا جوائز في التمثيل والنص، ومهرجان المسرح التجريبي لثلاث دورات متتالية كان ربيع حاضرا فيها بجانب الأردن بمسرحية وطن أو وطن. وارتبط ربيع يوسف بالورشة الجوالة التي تأسست في العام 2009م بجانب آخرين ،ابرزهم هيثم خيري صاحب المجهود الوافر في العمل الاداري . وتقوم فلسفة الورشة كما يقول ربيع "على خلخلة علاقات العمل المسرحي التلقيدية بمعنى استبدال السلطات الممنوحة للمخرج او الممثل النجم او الكاتب المحترف لصالح العمل الجماعي "وبهذا المفهموم فإن ما يقدمه ربيع عبارة عن ورشة متكاملة ، ويرتكز هذا المشروع على مركزية العمل المسرحي ويهدف الى الارتقاء بالمسرح كما يعمل على تسخير المسرح لخدمة قضايا اجتماعية وانسانية في مجتمع يعاني كثيراً من مشكلات اجتماعية وتنموية وسياسية وربما لهذا السبب كانت هذه الفرقة – وسميت - جوالة. وجود الورشة وسط طلاب الجامعات السودانية- الى جانب الوجود خلال مناسبات وفضائيات مسرحية طلابية دولية – اعاد الى الى الواقع الصورة الذهنية القديمة للطالب الجامعي عندما كانت الجامعات منارات للوعي ومجامر للاشعاع الثقافي ،اضافة الى ان هذا الوجود يمد المسرح الاحترافي بدماء شابة وموهوبة ،فضلاً عن ان العمل في وسط الطلاب في حده الادنى، يضمن للسمرح الاحترافي قاعدة جماهيرية عالية في المستقبل، وقد انجزت الورشة العديد من المشاريع تمثلت في التعاون مع الصندوق القومي لرعاية الطلاب داخليا وخارجياً كما انجزت مشاريع مع كثير من الجامعات بالمسرح الجامعي بشراكة وتعاون مع الكليات والجامعات الخاصة والحكومية وتعتبر اهم مشاركتين للورشة في الدورة الواحدة والعشرين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالمغرب (الدارالبيضاء)، والتي نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية وجامعة الحسن الثاني المحمديةبالدارالبيضاء تحت رعاية الملك محمد السادس في الفترة مابين 10-15 يوليو 2009م؛ والذي جاء تحت شعار “المسرح والتحولات" ثم مشاركة الورشة الجوالة المسرحية فى مهرجان اكادير الدولى للمسرح الجامعى الدورة ال 17 فى الفترة 22-25/3/2012 وفي المهرجانين احرزت الورشة العديد من الجوائز وقد احتفت بها الصحافة العربية في حينها بينما ظلت وسائل الاعلام السودانية صامتة الا فيما ندر حيال هذه المشاركات. ويبقى ماتقوم به الورشة اعجازا ،اذا نظرنا الى امكاناتها المعدومة ،وقد تندهش عزيزي القاريء اذا علمت ان احدى مشاركات الورشة لم تكن تكتمل لولا دعم عائشة "ست الشاي"!