الولاية الشمالية حباها الله سبحانه وتعالى بأراض وتربة خصبة وصالحة لزراعة كل المحاصيل الزراعية وبالأخص المحاصيل الشتوية لتقارب المناخ وطول فصل الشتاء بها وأيضا إنسان الولاية مزارع متكمن في هذه المهنة التي ورثها أبا عن جد وهناك خبرات طويلة في هذا المجال وأصبحوا في هذه المهنة "professional" بحكم عملهم المتواصل والخبرات التراكمية التي ورثوها واكتسبوها عن أجدادهم وآبائهم وبرعوا في زراعة هذه المحاصيل الشتوية وأصبح لهم باع طويل وشهرة كبيرة في المحاصيل التي ارتبطت بها الولاية: الفول المصري والمحاصيل النقدية الأخرى الشمار، والتوم، والكسبرة، والبصل..الخ. وأصبح الفول الغذاء والوجبة الرئيسية لكل أهل السودان في وجبتي الفطور والعشاء وأصبح اسم السليم الذي اشتهر بهذا المحصول والنوعية الجيدة والمتميزة معروفا لكل أهل السودان وأيضا فول الجزر الذي لا يقل شهرة عن الفول التركي المرغوب لبعض العارفين من أبناء الولاية الشمالية بأن فول الجزر أطعم وأحسن مذاقا وأجود من الفول التركي الذي يعجب الكثيرين من شكله وحجمه الكبير. ومع هذه الكميات الكبيرة التي ترد لسوق المحاصيل بأم درمان هناك أنواع من الفول معروضة في السوق، فول انجليزي وفول حبشي ومع وجود هذه الأنواع إلا أن إقبال المواطن لفول البلد، والسؤال لماذا يفتح الباب لهذا النوع من الفول والكميات متوفرة ولمذا لا تكون هنالك حماية من الحكومة لمحاصيلنا المحلية وهذا تشجيع للمزارع الذي تبقى شهورا في تلك الايام والشتاء والقارس والدولة أحوج لهذه العملة التي تذهب لشراء هذه المحاصيل والحاجة لهذا المال لتوفير المدخلات الضرورية من قطع الغيار والمبيدات...إلخ. والدولة مهما تحدثت عن أنها سوف تتوجه إلى الزراعة وهناك الحديث عن النفرة الزراعية والمبالغ المرصودة، ومع ذلك مزارع الولاية الشمالية وأغلب مزارعي السودان في صراع وشقاء لقلة الإمكانيات. مزارع الولاية الشمالية ومع هذا التعب والشقاء والتكلفة الباهظة لمدخلات الزراعة وارتفاع أسعار الجازولين "يكلف البرميل ثلاثمائة وخمسين جنيها في محطة الخدمة قبل ترحيله إلى الموقع" كيف له أن يزرع ولم يجد التشجيع والمساعدة من الحكومة وهنالك عدد من المزارعين في السجون والمطاردة مستمرة من قبل البنوك ولهذه الظروف التي يعشيونها فضل عدد كبير من شباب المزارعين الخيار للذهاب للبحث عن الذهب والمعادن النفسية الأخرى مع كثرة مشاكل هذا البحث والظروف المعيشية المختلفة فضلوا ذلك وعلى الدولة الإسراع في وضع استراتيجية واضحة لكهربة هذه المشاريع حتى يتمكن المزارع من الانخراط في مزرعته وهو مطمئن البال. وهناك تكلفة المدخلات وارتفاع مستمر طالما أن الدولار في السوق الأسود وكهربة المشاريع الزراعية تسير ببطء شديد في تنفيذها. على الحكومة أن تستقر في رأيها على أن لا مخرج لسوداننا الحبيب إلا التوكل على الله الحي القيوم ووضع الاستراتيجيات وتأهيل كل المشاريع التعاونية السابقة التي أسست قبل عشرات السنين وتأهيلها وعمل الدراسات اللازمة للاستفادة من الخزان الحالي- سد مروي- لمشاريع أخرى للمساحات الكبيرة غرب دنقلا والمساحات من كريمة حتى السليم أراض زراعية يمكن الاستفادة منها في زراعة محاصيل مختلفة في خور الخوي الذي تصلح اراضية وتربته لزراعة قصب السكر حسب دراسات بعض الخبراء الزراعيين وهذه المشاريع سوف تشجع أبناء الشمال للعودة إلى مناطقهم وحسب الشواهد سوف تكون هناك هجرة عكسية بإذن الله ويكون قد طبقنا شعار نأكل مما نزرع وهل تناست الإنقاذ تلك الشعارات الكبيرة في بدايتها مثلا الذي لا يملك قوته لا يملك قرارة نلبس مما نصنع ونأكل مما نزرع ولا يمكن تطبيق هذه الشعارات إلا بمساهمة الدولة بوضع استراتيجية واضحة المعالم للزراعة ودعمها وتشجيع المزارعين والعمل على دعم المواد البترولية والمدخلات الزراعية وقطع الغيار كل ذلك من المعوقات في سبيل الانخراط بصورة واضحة نحو الزراعة والإسراع بكهربة المشاريع الزراعية والتخطيط المشاريع كبيرة بشراكة مع بعض الدول الصديقة والأهم من ذلك حماية المنتجات الزراعية وتشجيع المزارعين وأيضا تشيجع كل الصناعات المحلية وحمايتها. والله من وراء القصد عبد الغفور سلمتوت الخرطوم