لم اتردد لحظة في قبول الدعوة المقدمة لي لمرافقة البعثة الفنية والاعلامية لمدينة اسمرا للمشاركة في احتفالات استقلال البلاد، ولعل مكمن قبولي السريع للدعوة كان بسبب العلاقة الوطيدة مابين الشعبين السوداني والاريتري، تلك العلاقة التى شاهدناها بأم اعيننا في شوارع المدينة والكل يبادلك الابتسامة عندما يعرف انك (سوداني). علائق ووشائج كثيرة وكبيرة تربط السودان وارتريا، وصلات من الدم والمحبة تحيط بالبلدين احاطة السوار بالمعصم، ولعل ابلغ دليل على ذلك هو مشاركة الدولة في تلك الاحتفالات على اعلى مستوياتها، وكل تلك ان دلت انما تدل على متانة تلك العلاقات وقوتها ورباطها. تفاصيل كثيرة تستحق ان تكتب عن سماحة وطيبة ذلك الشعب، عن عشقه اللامتناهي لوطنه، وعن فكره وثقافته وطيبته التى تتصدر اولويات البحث عندما نحرك المؤشر تجاه تلك البلاد، بجانب درايته التامة ومعرفته بكل مايدور في الجوار، واحتكاك مواطنيه مع الثقافات المختلفة مما يعكس تفكيرا متقدما لاولئك الناس البسطاء والموفورين بأغلى الصفات. شكراً شعب ارتريا وانت تقدم لنا نموذجاً حقيقياً في كيفية تخطي الحواجز والعقبات وبناء الذات من جديد، شكراً لكل من منحنا احساساً حقيقياً بأننا في وطننا ابتداء بسائق الحافلة الاريتري (مصطفى) وانتهاء ب(ايوب) عامل الطلبات بالفندق، وشكراً لكل من شارك الارتريين افراحهم من البعثة السودانية، فهم بالفعل يستحقون ذلك. جدعة: اندهشت حقيقة للتفاعل الكبير من الشعب الاريتري مع الاغنيات السودانية بعد ان بتنا نفقد ذلك الاحساس مؤخراً، اندهشت لترديدهم خلف (الكبير) عبد العزيز المبارك اغنية (احلى جارة)..وكأني بهم يشيرون بترديدهم لها لطبيعة العلاقة بين الجارتين الشقيقتين، واندهشت مرة اخرى وانا اشاهدهم يصعدون للمسرح للرقص في وصلات الفنانين محمد حسن وحرم النور، و(يعرضون) مع السودانيين في تناسق وتناغم واضح. شربكة اخيرة: نعم..كانت ايام من عبق يتجدد كلما داعبتنا الذكرى، وكانت مشاهد تستحق بالفعل ان نوثق لها، وان نصفق لها، لذلك شكراً نبيلاً وكبيراً الشعب الاريتري وأنت تقدم لنا بالفعل صورة حقيقية عن العلاقة مابين البلدين.