كرنفالات (سودانية) في الشوارع الارترية... اسمرا...تفاصيل زفاف (حسناء) أفريقيا اسمرا: أحمد دندش بدت مدينة (اسمرا) العاصمة الارترية أمسية الاربعاء الماضي، وكأنها (عروس) تستعد لتخطو أولى خطواتها تجاه القفص الذهبي، حيث ازدانت شوارعها بالمصابيح الملونة، وتناثر المواطنون في شوارعها بعفوية، وهم يحتفلون بمرور (21) عاماً على نيل البلاد لاستقلالها، ذلك الاحتفال الذى كانت (السوداني) حضوراً ومشاركة فيه، ورصدت تفاصيله التى اقل مايمكن ان توصف ب(الحالمة)..! (مشية) البشير: السودان شارك ارتريا في احتفالاتها بعيد الاستقلال على عدة مستويات، كان اعلاها مشاركة رئيس الجمهورية عمر البشير والوفد رفيع المستوى المرافق له لاسمرا، وكانت (مشية) الرئيس البشير وجولته العفوية مع الرئيس الاريتري افورقي في الشوارع من ابرز المشاهد التى افرد لها التلفزيون الاريتري والصحافة حيزاً واسعاً، بجانب اعجاب الشعب الاريتري بتلك اللفتة من الرئيس البشير، ونالت الكثير من احترامهم واعجابهم. بعثة (كاملة الدسم): بعثة سودانية فنية واعلامية (عالية الدسم) شاركت ارتريا افراحها، حيث وصل الوفد السوداني المكون من مطربين واعلاميين ورموز من المجتمع الثقافي للعاصمة اسمرا في منتصف نهار الاربعاء، وحطت البعثة الرحال بفندق (امبسيرو) الشهير بقلب العاصمة وكان في مقدمة البعثة الفنان عبد العزيز المبارك والفنان محمد حسن حاج الخضر والفنانة حرم النور، وبمصاحبة فرقة موسيقية من (العيار الثقيل) في مقدمتهم العازفان محمد جبريل ولؤي، وعدد كبير من الموسيقيين الذين جاءوا للمشاركة، بجانب وفد اعلامي مميز في مقدمته الصحفي عبد الباقي خالد من صحيفة (الاهرام اليوم)، وطاقم من قناة النيل الازرق بقيادة المخرج ايمن بخيت والمذيعة تسابيح مبارك خاطر. (عرضة) على الهواء: تدافع المئات من الارتريين صوب شارع الحرية الشهير بالمدينة لحضور الحفل المسائي الذى اقامته البعثة السودانية الفنية، حيث رقصوا مع اغنيات الفنان عبد العزيز المبارك التى نالت اعجابهم وتحديداً اغنية (بتقولي لا)، بجانب انفعالاتهم مع الفنان الشاب (محمد الحسن) واغنياته تحديداً اغنية (مابسمعك)، والفنانة حرم النور التى ألهبت المسرح، وجعلت بعضا من افراد الجالية السودانية يصعدون للمسرح ويمارسون (العرضة) وسط تصفيق الارتريين. حب كبير ل(حبيبو): كثير من الارتريين خلال تفاصيل الحفل، كانوا يهمسون لنا عن حبهم اللامتناهي للسودانيين، وبعضهم كان يسألنا بإلحاح عن الفنان الراحل (نادر خضر) وعندما اخطرناهم بالخبر، انهاروا وظلوا يذرفون الدمع قبل ان يتقدموا لنا بالتعازي، ولعل هذه الجزئية تحديداً تعكس مدى إرتباط الارتريين بالفن السوداني وفنانيه، مما يعكس الروابط القوية بين البلدين. السفارة حضور مميز: مثلت سفارة جمهورية السودان بارتريا حضوراً مميزاً خلال احتفالات الاستقلال، وقامت بتقديم الكثير من المعينات للبعثة الفنية المشاركة، ووقفت على متطلباتهم بصبر يستحق الاشادة، وفي مقدمتهم سفير السودان الذى اقام حفل عشاء بمنزله على شرف البعثة، وتقدم بشكره لها على تشريفها للسودان في ذلك المحفل الافريقي الكبير. حفل (روما): أقامت البعثة الفنية خلال زيارتها للمدينة حفلاً ضخماً بسينما (روما) بالعاصمة اسمرا، ذلك الحفل الذى تدافع اليه عشرات الارتريين وعدد كبير من السودانيين الموجودين باسمرا، حيث جاء الحفل انيقاً ومنظماً بصورة رائعة، واحتوى الحفل على وصلات غنائية للفنانين السودانيين حيث تغني الفنان عبد العزيز المبارك بعدد من روائعه، قبل ان يتدافع الجمهور السوداني الحاضر للمسرح متفاعلاً مع اغنيات حرم النور الحماسية، بينما تم حمل الفنان محمد الحسن على الاعناق في مشهد استثنائي وهو يردد اغنية (انا سوداني) تلك الاغنية التى جعلت بعض افراد الجالية السودانية ينخرطون في موجة من البكاء،(ربما كانت شوقاً للسودان).! كما شهد الحفل على مشاركة مميزة لعدد من الفنانين الارتريين في مقدمتهم الفنان ابراهيم قورق والفنانة الجماهيرية اينسا. شكراً للسودان: هذه العبارة ظللنا نسمعها طوال اقامتنا بالعاصمة اسمرا، ويرددها كل الشعب الاريتري بمختلف انتماءاته واتجاهاته، حيث يكن ذلك الشعب الطيب والمسالم الكثير من المودة والمحبة، وكذلك السودانيين، مما يعكس صورة طيبة وجميلة جداً للعلاقة بين البلدين، ويدل على مدى الروابط الاجتماعية والثقافية والسياسية بينهما. شكراً الشعب الاريتري لم اتردد لحظة في قبول الدعوة المقدمة لي لمرافقة البعثة الفنية والاعلامية لمدينة اسمرا للمشاركة في احتفالات استقلال البلاد، ولعل مكمن قبولي السريع للدعوة كان بسبب العلاقة الوطيدة مابين الشعبين السوداني والاريتري، تلك العلاقة التى شاهدناها بأم اعيننا في شوارع المدينة والكل يبادلك الابتسامة عندما يعرف انك (سوداني). علائق ووشائج كثيرة وكبيرة تربط السودان وارتريا، وصلات من الدم والمحبة تحيط بالبلدين احاطة السوار بالمعصم، ولعل ابلغ دليل على ذلك هو مشاركة الدولة في تلك الاحتفالات على اعلى مستوياتها، وكل تلك ان دلت انما تدل على متانة تلك العلاقات وقوتها ورباطها. تفاصيل كثيرة تستحق ان تكتب عن سماحة وطيبة ذلك الشعب، عن عشقه اللامتناهي لوطنه، وعن فكره وثقافته وطيبته التى تتصدر اولويات البحث عندما نحرك المؤشر تجاه تلك البلاد، بجانب درايته التامة ومعرفته بكل مايدور في الجوار، واحتكاك مواطنيه مع الثقافات المختلفة مما يعكس تفكيرا متقدما لاولئك الناس البسطاء والموفورين بأغلى الصفات. شكراً شعب ارتريا وانت تقدم لنا نموذجاً حقيقياً في كيفية تخطي الحواجز والعقبات وبناء الذات من جديد، شكراً لكل من منحنا احساساً حقيقياً بأننا في وطننا ابتداء بسائق الحافلة الاريتري (مصطفى) وانتهاء ب(ايوب) عامل الطلبات بالفندق، وشكراً لكل من شارك الارتريين افراحهم من البعثة السودانية، فهم بالفعل يستحقون ذلك. جدعة: اندهشت حقيقة للتفاعل الكبير من الشعب الاريتري مع الاغنيات السودانية بعد ان بتنا نفقد ذلك الاحساس مؤخراً، اندهشت لترديدهم خلف (الكبير) عبد العزيز المبارك اغنية (احلى جارة)..وكأني بهم يشيرون بترديدهم لها لطبيعة العلاقة بين الجارتين الشقيقتين، واندهشت مرة اخرى وانا اشاهدهم يصعدون للمسرح للرقص في وصلات الفنانين محمد حسن وحرم النور، و(يعرضون) مع السودانيين في تناسق وتناغم واضح. شربكة اخيرة: نعم..كانت ايام من عبق يتجدد كلما داعبتنا الذكرى، وكانت مشاهد تستحق بالفعل ان نوثق لها، وان نصفق لها، لذلك شكراً نبيلاً وكبيراً الشعب الاريتري وأنت تقدم لنا بالفعل صورة حقيقية عن العلاقة مابين البلدين. حرم.. شعبية كبيرة في اسمرا وجدت الفنانة حرم النور استقبالاً كبيراً من الجماهير الارترية الموجودة خلال حفلات البعثة السودانية الفنية المشاركة في احتفالات ارتريا بعيد استقلالها الواحد والعشرين، وظل عدد من الارتريين يطالب باغنيات معينة في مقدمتها (الليمونة)، وظل بعضهم يطالب بالتقاط الصور التذكارية معها في دلالة واضحة على الشعبية الكبيرة التى تتمتع بها الفنانة حرم هناك، على ذات السياق قدمت حرم خلال مشاركتها عدداً من الاغنيات التى وجدت الاشادة وفي مقدمتها (الليمونة) وباقة من الاغنيات الحماسية التى تفاعل معها الجمهور وصعد للمسرح كتعبير صريح عن اعجابه بفن تلك المطربة الراقي طلبوا التقاط صور تذكارية مع البعثة السودانية... عرسان أرتريا..سمحة (المقدرة).! صدفة قادتنا للتعرف اكثر على طقوس الزواج في مدينة اسمرا، حيث شهدنا على تفاصيل حفل زفاف هناك، اقيم بجوار الفندق الذى تحط به البعثة السودانية الرحال، واشار احد المواطنين الارتريين الى ان طقوس الزفاف هناك لاتختلف كثيراً عن السودان، لكنها تتميز بصفات خاصة، واضاف ضاحكاً: (هنا عرس كويس)..بينما ابدى العروسان عن عدم ممانعتهما في التقاط الصور التذكارية مع افراد البعثة السودانية التى كانت حضوراً داخل حفل الزفاف. العروسان وصلا لمكان الحفل بسيارة كبيرة تحمل (اكثر من باب) ولعل هذا مادفع ببعض (العزابة) المرافقين للبعثة عن تخوفهما من تكاليف الزواج الباهظة هناك، بعد ان قرر بعضهم محاولة الارتباط بفتاة ارترية بعد ان استعصت عليهم (السودانية)..!!!