رغم أن الحكم الذى صدر فى حق المخلوع حسني مبارك وزبانيته لم يرضِ المصريين وكثيرا من المراقبين إلا أن مجرد المحاكمة وصدور الحكم كان بمثابة رسالة قوية لكل حاكم عربي خاصة رئيس الجمهورية القادم فى مصر أيا كان. فهذه المحاكمة كانت أقرب للمحاكمة السياسية منها الى الجنائية ومهما غضب الشارع المصري من قضاة المحكمة إلا أنه للحق كانت حيثيات الحكم والمقدمة التى تلاها القاضي وبنى على أساسها الحكم كانت فى غاية الروعة ولكن للأسف لم يأتِ الحكم مواكبا وعلى قدر الجناية التى ارتكبها المدانون الذين أفسدوا الحياة السياسية المصرية وطغوا وبغوا وظلموا وفسدوا وأفسدوا. كان على القاضي أن ينظر فى قرائن الأحوال فقد تم إعدام آلاف المستندات بواسطة مسئولين وضباط كبار في شرطة النظام السابق ومعاونين لوزير الداخلية العادلي الذي اشتهر بقسوته وفساده وهي قد تدين المتهمين، وربما غيرهم فلماذا أهملها القاضي كقرينة؟ مهما يكن فهناك محكمة النقض كما أن هناك اتهامات أخرى قدمها النائب العام ضد جمال وعلاء مبارك فلننتظر.. لكن دعونا نردد قول الله عز وجل وهي الآية التى أخطأ فى قراءتها القاضي ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير).. حقا إن دولة الظلم ساعة ودولة العدل الى قيام الساعة.. وما أكثر العبر وأقل الاعتبار. الأسواق (الاقتصادية( بحول الله وقوته وعونه سأصدر ابتداءً من يوم بعد غد الثلاثاء وكل ثلاثاء صحيفة الأسواق الاقتصادية. رغم أن كثيرين من أصدقائي قالوا لي لا تصدر صحيفة ثانية واكتفِ بعمودك فى جريدة السوداني اليومية التى تعتبر فى صدارة الصحافة السودانية ولها قراء (نوعيون)، وقالوا لي يكفيك ما لاقيت منذ جريدة السوداني الدولية ثم جريدة الرأي العام فجريدة الصحافة اللتين أعدتهما الى الوجود بعد توقف دام عشرات السنين.. فقلت لهم وماذا أعمل فأنا لست تاجرا ولا مستثمرا فى مجالات أخرى غير هذه المهنة التى أعتبرها من أشرف المهن رغم خطورتها التى أعرفها جيدا وقد لاقيت فيها ما لاقيت مرددا قول الشاعر (إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا) وقوله تعالى (إن مع العسر يسرا) ولن يغلب عسر يسرين بحول الله. لقد دخلت عالم الصحافة منذ المرحلة الوسطى ثم الثانوية حيث أصدرت جريدة حائط اسبوعية باسم (صوت الحق) ثم فى الجامعة عملت فى جريدة الاتجاه الإسلامى(آخر لحظة) ثم فى جريدة الأيام على عهد المرحومين موسى المبارك والفاتح التجاني عام 1971 ثم جريدة الصحافة اليومية عام 1974 التى فصلت منها بسبب مقال يدعو الى حرية الصحافة والانفتاح السياسى.. هل يمكن لشخص مثلي جرت فى دمه الصحافة وواجه كل مشاكلها فى كافة العهود وعجم عودها أن يتخلى عن عادته فقد قيل (من خلّ عادته قلت سعادته).. إن سعادتي الحقيقية ليس فى جمع الأموال وتكديسها كما يظن بعض الجهلاء الذين لا يعرفونني حق المعرفة ولكن سعادتي فى المشاركة فى قضايا الوطن وبث الوعي والاستنارة.. لا أدعي الحقيقة الكاملة ولكن أؤمن بأن رأيي صواب يقبل الخطأ ورأي غيري خطأ يقبل الصواب.. ونصف رأيك عند أخيك فالى صحيفة الأسواق كصحيفة اقتصادية أحاول قدر جهدي أن تكون متميزة والتي سيكون عددها الأول هدية مجانية وما توفيقي إلا بالله.