إن غالها الدهر العصُي الأخلد فخريدة وئدت فأبكت أهلها جزعاً فكيف على محياها توأد جمعت يدالله الجمال بأرضها فبدت تميس بحسنها تتفرد شبت على ثرى الطبيعة حرة حورية أمثالها لا تولد فبدت تغار وتنتقي أثوابها في كل يوم تتجلى وتتجدد النيل صاف ماؤه في سلسل عذب مدان بارد لك يورد تسقي الحقول مياهه حتى إذا تلقى بساط ضفافه تتمدد أرقين ترقد في الرمال صبية ترمي الهوى بقلوبنا وتهدهد ويفيض عنقش بالجمال فيكتسي حلل الطبيعة في جمال يحسد ياللجمال أضيع غير معزز يا للهوى بجلاله لا يعبد بوهين يا مبنى الملوك تهدمت أطواده أضحت بها لا تصمد فصخوره في الماء تبكي حتفها قد لان للماء البناء الأصلد غرقى تشب رؤوسهافكأنها بالناس وقت خناقها تستنجد لا عين ترقبها وتنشلها الى بر الأمان ولا وفاء ولا يد حلفا تنادي سادة حفلوا بها زمنا وأزمانا فأين السيد هذاك طفل حالم في ظله تحت النخيل وحلمه يتبدد هاتيك ساقية تزيد أنينها آلامها في صوتها يتردد نادت بنيها الذاهبين فلم يجب أحد لها غير الصدى يتردد فلكم حنت وبصدرها كم أرضعت أبناءها فتقربت وتباعدوا قالت يعودوا في غٍد لديارهم وتلفعت تشتاق أن يأتي غدٌ ومضى غدُ ومضت سنين فأكتست بدم ودمع على خدها المتورد وتلفتت حيرى ترد شجونها أم ترى أبناءها يتباعدوا مكسوة خلق الثياب وجسمها هذل وأما وجهها فمرمد فوق البيوت حمامها في حيرة فكأنها بحمامها تتشهد يا ذاهباً عن أرضها وديارها حلفا تقول لك أين المولد ؟ ليس المحب بصادق في حبه لو أنه في ليلة من حبه يتجرد يا تاركين جدودهم بترابها عافين خيرات بها قد أوجدوا وميمي أرض غريب أهلها والوجه واللسن النطيقة واليد خلى أبوكم جنة بطيوبها ما لابن آدم موضع يتخلد