كما توقعنا من قبل، مناصرة الرئيس أوباما للشواذ جنسيا لن تمر بدون خسائر جسيمة. الانباء رشحت بالامس عن إستقالة مدوية للجنرال سكوت قرايشون من موقعه سفيرا لكينيا بسبب أنه أجبر مثل غيره من السفراء على رعاية حفل للرجال الشواذ والنساء السحاقيات والمزدوجين (يمارسون الأمرين) والمتحولين بيولوجيا. الحفل ضمن خطة أوباما في نشر العدالة في (الخيارات الجنسية) وفي هذا الحفل تقوم سفارة الولاياتالمتحدة في كل بلد بدعوة (شواذ البلد) والمدافعين عن حقوق الشواذ ليعلنوا مناصرتهم لحقوق الإنسان (الخيارات الجنسية) وتعلن امريكا دعمها لهذا الأمر ووقفتها المبدئية لمناصرة حقهم في تشريعات تحميهم من التفرقة. قرايشون استقال بعد أن امضى خطة الإدارة الامريكية واعتذر عن الحفل بكل تهذيب وقدم إستقالته في اليوم التالي وتفادى ذكر الأسباب. أحد أصدقائي من الصحفيين الكينيين قال كل من شهدوا الحفل كانوا مندهشين وواجمين ... بعض موظفي السفارة كانوا يتصنعون الإبتسامات الدبلوماسية ويتكلفون الحديث عن حقوق الشواذ ... على شاكلة ... انا لا أمارس هذا الأمر إطلاقا ولكنني أؤمن بالحرية والليبرالية و.. هذا الحفل ذكرني بنقاش إندلع في كمبالا ايام مناقشات (قانون إعدام الشواذ!) وكنت حينها في ورشة عمل صحفية فإنحرف البرنامج وظهرت في الأجندة فجأة (حق المثليين في تغطية صحفية غير متحيزة) ... قرر البعض مغادرة القاعة وعدم المشاركة في المناقشة ولكنني قررت خوض المعركة ... تساقط الجميع واختفى بعضهم تحت ستار (الميوعة الفكرية) وشعارات .. هذا خلاف في الرأي ووجهات النظر وانحصر النقاش في النهاية بيني وبين صحفي كندي يرتدي حلقا نسائيا ومحامية كينية حديدية النظرات ... تشعرك انها أرجل منك. والحمد لله كسبت الجولة ولم احتج إلى مصادر دينية ... كل النقاش كان حول الثقافة الإفريقية وحق المواطنين في هويتهم وأخلاقيات مجتمعاتهم. لا داعي للإطالة فقد كتبت مقالا حينها بعنوان (حوار مع الجماعة إياهم) في صحيفة دنيا الحوادث وربما نعيد نشره لاحقا. المهم في الأمر هذه المرة أن قرايشون إستقال ... والرجل أبوه وأمه من المبشرين المسيحيين في الكونغو وعاش طفولته في معسكرات اللاجئين وكان شاهدا على تصفية السي آي إيه للرئيس لوممبا عندما قال الرئيس الأمريكي داويت أيزنهاور اريد أن أرى لوممبا في بركة تأكله التماسيح. طفولة قرايشون في أفريقيا ومعاصرته لمذابح الكونغو التي تلت إغتيال لوممبا ومعايشته للاجئين الأفارقة في المعسكرات جعلت منه إنسانا غربيا يشعر بجراح الافارقة اكثر من غيره وقد اجتهد في السودان وواجه حملات اللوبيات ضده واتهاماتهم له أنه مبعوث الرئيس البشير وليس الرئيس أوباما ... ولدي قرايشون آراء كثيرة سيفصح يوما عنها. قرايشون احب افريقيا والتقى بزوجته جودي في كينيا واحبها وتزوج منها هناك ثم عاد إلى كينيا سفيرا ليستقيل وهو يتجرع الحنظل وخيبة الامل من إدارة تتبع سياسات تطيل أمد الصراعات والحروب في إفريقيا وترمي بمزيد من الجثث في نيران الأطماع الإستعمارية الجديدة وتجمع (الشواذ) في سفاراتها وتحتفل بهم وتلزم الأفارقة (ضمنيا) بالتسامح مع الشذوذ أو قطع المعونات.