*يتمسك جمهور الرياضة بالبلاد بقشة التلفزة ويترقب أي حديث أو تصريح إيجابي يقود لإنقاذنا من هذا الظلام الدامس. وتلقف المتابعون عرض قناة قوون الجديد للاتحاد العام لكرة القدم البالغ مليارين ونصف لبث مباريات الدوري السوداني وظل الجمهور في حالة متابعة مستمرة منذ أن طالعت أعينه هذا العرض متوهطاً على صفحات الصحف. *للآن هذا الجمهور تعب من مصاقرة المذياع، وفي شوق شديد وحراق لرؤية اللاعبين يركلون الكرة لأن هذا الجمهور لم ولن يتخيل أن يأتي اليوم الذي يشكو فيه مر الشكوى من هذا الغباش الذي اجتاح المجتمع الرياضي وبشكل مخيف. *تقاصر حلم الجماهير وتقزمت مطالبه الرامية لاستديو تحليلي متطور ومنح المباريات وكرة القدم والمناشط والرياضة عموماً مساحات أكبر في قنواتنا كما تنازلوا طواعية عن أنهم يحلمون بعدد من الكاميرات لنقل المباراة كما الدوريات الرصيفة وتنازلت الجماهير حتى من وجود كادر بشري مؤهل يلاحق ويتابع الأخبار الرياضية ويكسر لها هذه الرتابة القاتلة من حيث المتابعة والتحليل والغوص للكواليس. *اقتنعت جماهير بترك كل هذا الذي أصبح من سابع المستحيلات وتريد الجماهير فقط نقل مباريات الدوري في الشاشة حتى ولوكانت غشاشة أو الصورة بعيدة ما مهم أو الإضاءة ضعيفة برضو ما مهم وحتى لوكانت الصورة يصعب رؤيتها ما مهم بس المهم أن تكون هنالك صورة حتى لو أدت رداءتها لاجتهاد المتابع لتحديد صاحبها أقلاها سيكون واقع يكسر الرتابة والشحتفه ويعطينا مساحات للغلاط عن هوية اللاعب الذي راوغ أو مرر أو عكس أو أدى شبالاً. * أي في السابق كتبنا عندما كان حلم جماهيرنا أكبر وكانت القناة الناقلة متوفرة كتبنا أننا لا نلتمس العذر للقائمين على أمر البرامج الرياضية من أجل تسليط الضوء على أخبار كرة القدم ومنحها المساحات الأكبر والاستعانة بالكادر المؤهل وطالبنا أنه على القناة السعي إلى تغطيتها بشكل متميز وبعدد وافرمن الكاميرات تحسيناً للصورة إرضاءً للمشاهدين والجماهير باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى في البلاد والآن الجماهير لا دايره ليها صورة جيدة أو استديو تحليلي متميز ولاكمان دائره محللاً أو ناقداً أو مدرباً "مقطعه" وكمان قصة كوادر مؤهلة تتابع وتلاحق و تغطي وتجعلنا معايشين للحدث.. قنعنا من خيراً فيها بس صورة أي صورة. اعتقاد أخير *هرم جمهورنا، من ترقب الصحف والنشرات في انتظار خبير يؤكد اقتراب تحقيق أضعف حلم في القرن الواحد والعشرين قنع وسطنا الرياضي من جماليات التلفزة ومحسناتها وتراجع حلمه في خيرها الوفير وقالها بالفم المليان في الصورة صومنا وفطرونا على بصلة.