ارتفاع مهول لأسعار ملابس الأطفال بالأسواق..! الخرطوم: السوداني وضع يده على رأسه مندهشاً، بينما ظل البائع يردد على مسامعه عبارة واحدة وهي: (ياخي أي حاجة زادت)، ولم تمضِ دقائق حتى قام ذلك الزبون برفع ابنه الصغير على كتفه، وأشار للبائع قائلاً: (عليك الله هسي دا يلبس أغلى مني كيف.؟)..ليضج السوق بالضحك..ولكن يبدو أن عبارة ذلك الرجل لم تكن غريبة، أو موغلة في السخرية فحسب، بل تلامس وتراً حقيقياً يشتكي منه المواطنون هذه الأيام وهو الارتفاع المهول في أسعار ملابس الأطفال، قبيل حلول العيد بأيام. (1) عن الموضوع سألنا التاجر بشير آدم بسوق جاكسون بالخرطوم عن سبب الارتفاع الكبير في أسعار ملابس الأطفال، فقال بأن كل الأسعار زادت، ولم تقتصر الزيادة على ملابس الأطفال فحسب، بل على كل المستلزمات الأخرى. سألناه عن وجود رائحة استغلال في الموضوع، خصوصاً أن العيد معروف بأنه فرحة للصغار، لهذا فهم قاموا برفع الاسعار لهذه الفئة تحديداً، ليجيب بسرعة: (إطلاقاً..نحن لم نحدد التسعيرة..نحن نبيع وفق مايحدد لنا..لو السوق باع بخمسمائة كلنا بنبيع..ولو مجاني كلنا برضو بنبيع مجاني). (2) المواطن (حيدر) الموظف بالقطاع الخاص، وجدناه برفقة عدد من أبنائه بالسوق، فسألناه، وأجابنا بسرعة وبلهجة متوترة: (تصدقوا..جيت أشتري لأولادي التلاتة ديل كل واحد لبسة وجزمة..اكتشفت أني محتاج لي ألف جنيه أقل حاجة)..!!!..وأبدى (حيدر) استياءه الشديد من القفزة التي قفزتها أسعار ملابس الأطفال، وناشد بضرورة معالجة الموضوع قبيل حلول العيد، من أجل رسم الابتسامة على كل طفل. (3) عموماً تبقى الأسواق (مولعة نار) على حد تعبير المواطنين، بينما يعزي التجار الزيادة إلى أنها عامة ومفروضة عليهم. أما المواطن فهو لايزال في حيرة من توفير بعض النقود لشراء مستلزمات أبنائه الصغار، والذين يرددون على مسامعه في كل صباح الأسطوانة المعهودة: (بابا..حتجيب لينا هدوم العيد متين..؟).