ايام قلائل تفصلنا عن عيد الفطرالمبارك ،والجميع يمعن فى الانتظار والترقب، والاسواق لبست حلة زاهية وتدثرت بزهوها البراق والكل يهتف كل حاجة ب (سبعة ونص)، الجلبة والضوضاء التى انتظمت اسواق العاصمة يحدو العاملين فيها أمل الاستفادة من تلك الايام القلائل التى تبقت لحلول عيد الفطر المبارك لتجاوز حالة الكساد الذى خيم على الاسواق طيلة الشهرين الماضيين .. وكشفت جولة ل (الرأي العام) بأسواق الخرطوم عن تواصل حالة الركود والكساد بالاسواق وسيطرة البضائع الصينية على المعروض من سلع بالاسواق ،وتجدد ظاهرة الباعة الجائلين مع قرب حلول العيد والذين يحملون بضائعهم على اعناقهم ويتقنون عمليات عرض البضائع والهروب من كشات المحليات .. ولاحظت الجولة ان الاسواق تشهد حركة نشطة فى بعض الاوقات خاصة الصباح وبعد الافطار وحتى ساعات متأخرة من الليل.. ولكن حركة البيع مازالت ضعيفة والقوة الشرائية متذبذبة كما تلاحظ ان تحويل موقف المواصلات من السوق العربي أدى الى تدهورحركة البيع والشراء بالسوق بينما يتوقع ان تتجاوز الاسواق حالة الركود بعد بدء صرف المرتبات للعاملين قبيل حلول عيد الفطر كما وعدت وزارة المالية بذلك. ------ سوق سعد قشرة .. حالة انتظار وفى سوق سعد قشرة بالخرطوم بحرى أصطف عدد مقدر من تجار القماش والملابس الجاهزة والاحذية وعند ولوجنا الى داخل السوق فى جولة استكشافية لتداعيات شهر رمضان ومدى تأثيره على نشاط السوق، تحدث عمرعبدالباقى تاجرملابس جاهزة قائلاً: ان الايام التى تفصلنا عن العيد اكثرالايام التى ننتظرها كتجارلتعويض الكساد الذى خيم على السوق منذ شهر شعبان وحتى رمضان على التوالى حيث يهتم المواطنون مع بداية شهر رجب بالتحضير لشهر رمضان وهو ما يلقى بآثاره السالبة على سوق الملابس التى تتراوح اسعارها ما بين ( 15) الى (20 ) جنيها للملابس الرجالية وما بين ( 20) الى (30) جنيهاً للملابس النسائية . ويضيف عوض الكريم محمد حسين تاجراقمشة ان عيد الفطراكثرالمواسم التى يتجه فيها المواطنون لشراء كميات من الاقمشة وبالاخص الستائر التى تتراوح اسعارها ما بين (9) الى (12) جنيهاً للمتر الواحد. من جانبه يقول خالد الضو عبد الرحمن - تاجر احذية بالسوق العربى - انه متفائل بهذا الموسم واصفاً حركة الشراء التى انتظمت الاسواق بالجيدة فى ظل الركود الذى اصابه، اما عن اسعارالاحذية فأوضح بأنها ممتازة وتتراوح ما بين (12) الى (20) جنيهاً للجنسين مشيرا الى ان المعروض فى السوق يكفى الى ما بعد العيد. شكوى من الباعة الجائلين وشكا عدد من التجارمن الباعة الجائلين واصفين حالهم مع هؤلاء بالشد والجذب حيث يتسبب الباعة الجائلون فى سد مداخل الدكاكين للتجاروهو الامرالذى يراه عبدالعظيم عبدالله - تاجر - بأنه يخلق ربكة فى السوق بالاضافة الى وجود مهددات امنية حيث يكثرالنشالون فى الاسواق فى مثل تلك الأوقات باعتبارانه موسم للجميع. ولكن الباعة الجائلين ينتقدون الهجوم الذى شنه التجارعليهم، وقال السمانى حسن ناصر - بائع جائل - ان الارزاق بيد الله ثم اننا نبيع ذات البضاعة التى يبيعها التجارولكن بأسعارمخفضة.. وعند سؤالنا لماذا؟ أجابوا: بانهم لا اماكن لهم وبالتالى فان اى بائع جائل يأخذ كمية من البضاعة ويذهب بها إلى المناطق المحتشدة بالناس ويعرض بضاعته هنالك ثم اننا نقدم خدمة جليلة للتجارانفسهم اذ يمكن ان يشترى مواطن ملابس ويكملها من البائع الجائل إذا توافرت لدينا كميات لابأس بها من الملابس.. وعن الاسعار التى يبيع بها الباعة الجائلون أفاد بانها تتراوح على حسب المنتج وهى تتراوح مابين (5 الى 10) جنيهات، كما تأهبت اسواق السلع الغذائية وبالاخص الخبائز، حيث بلغ سعر الجردل من الخبيز (40) جنيهاً. وبالرغم من الحركة الدؤوبة التى انتظمت السوق فى ولاية الخرطوم غير ان الجميع الذين استطلعناهم فى الجولة اجمعوا على شح السيولة فى السوق بالاضافة الى إحجام المواطنين عن الشراء جراء ارتفاع الاسعار وعدم المقدرة المالية لعدد منهم وهوذات الامرالذى اكدته بثينة علي حسين - مواطنة - ان ارتفاع الاسعاروشح السيولة هما عاملان اساسيان فى احجام المواطنين عن الشراء مشيرة انها الى الآن لم تستطع ان تستكمل مستلزمات العيد لافراد اسرتها لاسيما وان زوجها من ذوى الدخل المحدود ولا تستطيع ان تفى بكافة متطلبات افراد اسرتها، لذا فانها لجأت الى الشراء بالتقسيط الذى انتهجه عدد من التجارحتى يستطيعوا ان يحركوا بضاعتهم ومن ثم يسددوا ما عليهم من التزامات اخرى. وأبان الضو قسم السيد - موظف - انه مازال يحاول ان يكمل لافراد اسرته مستلزمات العيد ولكن الحال يغنى عن السؤال.. وتساءل أين الجمعيات التعاونية والخيم الرمضانية التى كانت تقام فى السابق وبها مشتريات جديدة وبأسعار ممتازة لاترهق كاهل المواطن متمنيا ان تعود تلك الجمعيات وان تلتفت الدولة لتفعيلها حتى تخفف العبء على المواطنين وذوى الدخول المحدودة منهم. خلو السوق العربي من الحركة ويقول حسن عيسى رئيس شعبة تجار الجملة بسوق الخرطوم ان الاسعار متدنية وهنالك شح في السيولة، ففي قطاع الزيوت بلغت نسبة انخفاض الاسعار حوالى «20%» كذلك الدقيق قارب ال «30%» من اسعار العام السابق وكذلك اسعار الاحذية والملبوسات هذا العام ارخص، أما الحلويات فالكيلو منها يتراوح بين «5 - 7» جنيهات، وأكد عيسى ان شح السيولة أثر على القوة الشرائية. وفرة السلع واضاف: هناك وفرة في السلع إلاّ ان الرسوم والجبايات مازالت تشكل عبئاً على التجار وبالتالي تنعكس على المواطن. واعرب عن امله بأن يراعي مثل هذا الأمر خاصة وانه في بعض المناطق رسوم الفراشين بلغت «1000» جنيه. ويقول صديق عيسى- تاجر ملبوسات - ان اسعار البضائع تتراوح بين «5.7 - 60» جنيهاً والاسعار تعتبر ارخص مقارنة بالعام السابق. واضاف: ان العمل عادة ينتعش في الايام الخمسة الاخيرة ونتوقع ان تزيد حركة الشراء إلاّ ان العمل الآن متعثر حيث ان «90%» من البضاعة صينية (احذية وملبوسات) يقول التاجر مدثر أحمد إن البيع الآن ضعيف نسبة لظروف رمضان وتزايد الصرف وارتفاع الاسعار التي لم يحدث عليها تغيير مقارنة بالعام الماضي، وأكد مدثر انه بعد توقف تجارة الشنطة اصبحت معظم البضائع صينية، وشكا مدثر من وجود الباعة الجائلين رغم انه لا توجد تصاديق حتى الآن. وفي سوق ام درمان كشفت جولة (الرأي العام) داخل السوق عن عدم تنظيم السوق في ظل انتشار التصاديق المؤقتة وانهيار صحة البيئة بالسوق فضلاً عن ارتفاع بعض سلع العيد رغم استقرار بعضها خاصة الملابس والاحذية. وفي الوقت الذي شكا فيه اصحاب المحال التجارية بسوق أم درمان عن ازدياد ظاهرة انتشار التصاديق المؤقتة. شكا اصحاب التصاديق المؤقتة من ارتفاع قيمة التصاديق والتي تراوحت ما بين «300» جنيه إلى «350» جنيهاً مقابل فترة اقصاها «10» ايام وشهدت «الرأى العام» خلافاً بين بعض اصحاب التصاديق المؤقتة وشرطة النظام العام والتي منعت افتراش بعض المناطق والتي يعتبرها اصحاب التصاديق مواقع استراتيجية. ارتفاع اسعار الحلوى وتلاحظ من خلال الجولة داخل السوق ضعف المعروض من الحلويات هذا العام وارجع الفاضل عمر - مورد حلوى - ارتفاع الاسعار الى قرار وزارة التجارة والجمارك القاضي بحظر استيراد الحلوى عبر تجارة الحدود. وقال ان القرار جاء مفاجئاً لنا، ودون اخطارنا. وتلاحظ ان معظم الحلويات المعروضة حتى الآن واردة من المملكة العربية السعودية والتي تمتاز بارتفاع اسعارها، حيث بلغ سعر الكيلو ما بين «31 - 51» جنيهاً، ويضيف عوض حسن - تاجر حلوى - بنفس السوق، ان قلة الوارد من الحلويات المصرية ادى الى ارتفاع اسعارها خاصة المصرية والتي ارتفعت بواقع «3» جنيهات في الكيلو عن العام السابق ليصل سعر الكيلو منها إلى «8» جنيهات. شكوى من التصاديق المؤقتة وفي ذات الاطار انتقد رئيس شعبة تجار سوق أم درمان حاج الطيب الطاهر انتشار التصاديق المؤقتة رغم إلتزامهم بدفع كل الرسوم المفروضة من المحلية. واوضح حاج الطيب في حديثه ل (الرأي العام) ان السوق يعاني من اهمال في مستوى النظافة، ووصف الرسوم التي تدفع بأنها تؤخذ دون وجه حق. وتلاحظ من خلال الجولة انتشار شرطة النظام العام داخل السوق بغرض تنظيم السوق غير ان مداخل السوق تعاني من تزاحم العربات. الأمر الذي يشير الى تحسن الاقبال على السوق رغم انتقاد التجار الذين استطلعناهم. وقال عبد العزيز الفاضل - تاجر - بنفس السوق ان التوقعات تشير الى ضعف القوة الشرائية رغم زيادة الاقبال واوضح ان الرؤية ستتضح مع اليوم الختامي غير ان مؤشرات هذا العام تشير الى ضعف الاقبال، وأوضح ان ارتفاع بعض اسعار مستلزمات العيد قد يؤدي الى ضعف القوة رغم استقرار اسعار الملابس والاحذية.