شعيب طفل يافع لم يبلغ الثالثة عشر بعد، كانت حياته تسير هادئة لم تعكر صفوها متطلبات الحياة الكثيرة في ظل ضنك العيش الذي تعيشه اسرته مع كل ذلك كان يعيش حياة بسيطة وآمنة لكن لاحظت اسرته بان صغيرها لم يعد كما كان بذات الحيوية والنشاط و(شقاوة الشفع ) بعد ان كان يملأ المنزل ضجيجا فقد بدأت تظهر عليه علامات الاعياء فشدت الاسرة عصا الترحال من عروس الشرق كسلاالخرطوم ليغوصوا في تفاصيل علاج صغيرهم آملين ان يشفى ولو باقسى انواع العلاج لكن ماوجدوه من اهمال جعل الحزن يبنى سدا منيعا يحول بينهم وبين الامل في ان يجدوا علاجا لطفلهم تفاصيل ماحدث يرويها شقيقه مبارك . رحلة ألم اربعة اشهر منذ ان وطأت اقدامنا العاصمة هكذا بدأ مبارك شقيق شعيب حديثه مضيفا حضرنا اليها تحديدا في (21/3/2012 ) بحثا عن اسباب المرض تفاجأنا بانه ورم خبيث بالراس اخذت منه عينة ونسبة لعدم توفر معامل متخصصة بحسب قول الاطباء تم ارسال العينة الى المانيا بعدها جاء التقرير بان الورم لابد ان يتم استئصاله وبالفعل تمت العملية لكن اصيب شقيقي بشلل نصفي وفقد ايضا على اثر ذلك العين اليسرى حمدنا الله على كل حال ثم اتجهنا الى رحلة اخرى حيث مستشفى مكة فاخبرنا الاطباء هناك بان العملية يجب ان تجرى ايضا للعين اليمنى لان اليسرى فقدت العصب البصري لكن لان تكاليف العملية لم نستطع الايفاء بها فقد شقيقنا عينه الاخرى واصبح الان لايرى ،عدنا مرة اخرى الى كسلا لكن الآلام ظلت مستمرة فتارة يشكو من صداع وتارة يبكى من شدة الالم رجعنا به الى الخرطوم مرة اخرى فتفاجأنا بان الورم قد ظهر مرة اخرى . دموع الرجال دمعات تسللت من عيني مبارك وهو يروي لنا مأساة شقيقة لكنه حاول ان يمسحها لكي لايراها من حولنا بصالة تحرير الصحيفة لكن ما أن يبدأ في الحديث الا وتنزل دموعه.. صمت لحظة بعد ان استجمع قواه وبدأ حديثه عقب تنهيدة قوية وقال (والله انحنا مشينا اي محل ماخلينا وزارة صحة ولاخلينا حتى رئاسة الجمهورية ماعارف لكن كلامنا بصل ولا لا وانحنا عارفين انو الاعمار بيد الله وانو حالة اخوي دي ميؤوس منها بس الدكاترة ماعايزين يقولوا لينا كدا لكن مافي زول بخلي زولو حتى لو عارف انو مافي فايدة ) وبحسب قول محدثنا مبارك ان حالة شقيقه تصدرت كل الصحف ومادل على حديثه النسخ التى كان يحملها في يده عندما جاء الى مباني الصحيفة فشقيقه يحتاج الان الى (28 حقنة) قررها له الاطباء بمستشفى الشعب وفر لهم فاعل خير ثلاثة وتبلغ التكلفة الكلية لهم (مليون واربعمائة خمسة وعشرين جنيها ) . .