أعزائي القراء ليس الساحة كلها متوترة ومضطربة. هنالك أشياء جميلة تنسيك قبح متلازمة الفشل السياسية و (الكروية) ..هنالك أمل ..! لقد شهدت مؤتمرا صحافيا مهما جدا في اتحاد الصحفيين وقد كان بغرض إعلان (شراكة خضراء) فيها شركة إم تي إن واتحاد الصحفيين وعدد من المنظمات الطوعية الناشطة في مجال التشجير وإصحاح البيئة، والحملة ستقوم على أكتاف شباب سوداني متطوع من الأحياء ومن المنظمات مع توفير معدات العمل ومعيناته من قبل الولاية والشركة، والشباب السوداني سينزل للأرض مشمرا ساعد الجد ضد مقالب القمامة وتلال الأنقاض مع إحلال الخضرة والماء في مكانهما (الوجه الحسن سيأتي مع أهله بغرض قضاء العطلة تحت ظلال الأشجار وعلى الخاطبين الاستعداد)..! من حضور المؤتمر د. يوسف تبن رئيس المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضارية والمهندس عبد الله الفاضل ممثل المدير العام لشركة إم تي إن والدكتور محيي الدين تيتاوي نقيب الصحفيين. وكان من المنتظر حضور السيد الطيب البدوي رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ..! الجدير بالذكر أن هذه الشراكة الخضراء ستدشن في (جبرة) بتشجير ميدان وسيدشنها مساعد رئيس الجمهورية السيد عبد الرحمن الصادق المهدي (الله أكبر ولله الحمد). من الحضور الدكتور عصام صديق وأرجو من أهل الشراكة الاستماع لنصائحه المتكررة بالاعتماد على الأشجار المثمرة في مشاريع التشجير وعدم السعي للفرقعات الإعلامية بغرس أشجار تنمو سريعا مثل (دقن الباشا) و (الدمس السعودي) وغيرها ..! عصام ينصح بتشجير العاصمة بالمانجو والبرتقال والتبلدي والليمون لأن وجود الثمر في الشجر لديه مردود اقتصادي ولديه إسهام مباشر في إنجاح المشروع ..! تخيلوا ميدان في حي كله (مانجو) سيكون أهل الحي حريصين على ريه وتنظيفه لأنهم يجنون منه كل عام ما يعمر موائدهم، هذا غير فائدة الظل..! الليمون حسب حديث دكتور عصام يمكن زراعته بطريقة تجعله طويلا مديدا. أنا شخصيا وقفت تحت ظل شجرة ليمون في مزرعة دكتور عصام في الجريف غرب في منزله الشهير الذي شهد لقاء (الصادق – الترابي) ..! الطريقة القديمة الجديدة تجعل من الليمون عملاقا منتجا وظليلا وجزءا من (الصادرات السودانية) ..! أما التبلدي (القنقليز) فليتحدث عنه عصام ..! المهم في الأمر أن الشراكة الخضراء انطلقت وقررت غرس 7 آلاف شجرة في العاصمة مرحلة أولى وشركة إم تي إن كانت محظوظة جدا لأنها أول داعم وممول للمشروع ..! عاصمتنا مشكلتها الكبرى هي الغبار الذي يملأ كل شيء، يكسو كل الأسطح، يتراكم على جانبي الطريق فيزداد المنظر قبحا، تهطل أمطار الخريف فيتحول قلب الخرطوم إلى (طملة) لا تذكرك إلا بصوت الكابلي الذي يصدح : ياكا اللدر على ضهرو الخبوب والطين (اللدر هو الأسد) ..! الحزام الأخضر باعته الحكومة بغير خجل وتمزق في منطقة (الوزير دقس!) وظهرت الحاجة الملحة لحزام أخضر حول العاصمة وغطاء أخضر داخلها وهو ما تتبناه الشراكة الخضراء حاليا ..! شكرا .. إم تي إن ... شكرا اتحاد الصحفيين ... شكرا الولاية عبر مجلسيها ... شكرا للمنظمات الطوعية المشاركة ..!